احلام مستغانمي

التاسعة والربع، وأعقاب سجائر


وقبل سيجارة من ضحكتها الماطرة التي رطّبت كبريت حزنك. كنت ستسألها، كيف ثغرها في غيابك بلغ سنّ الرشد؟
وبُعيد قُبلة لم تقع، كنت ستستفسر: ماذا فعلَتْ بشفتيها في غيبتك؟ من رأت عيناها؟ لمن تعرّى صوتها؟ لمن قالت كلامًا كان لك؟
هذه المرأة التي على إيقاع الدفوف القسنطينيّة، تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء. ما الذي يدوزن وقع قدميها، لتُحدث هذا الاضطراب الكونيّ من حولك؟
كلّ ذاك المطر. وأنت عند قدميها ترتّل صلوات الاستسقاء. تشعر بانتمائك إلى كلّ أنواع الغيوم. إلى كل أحزاب البكاء، إلى كل الدموع المنهمرة بسبب النساء.
هي هنا. وماذا تفعل بكلّ هذا الشجن؟ أنت الرجل الذي لا يبكي بل يدمع، لا يرقص بل يطرب، لا يغنّي بل يشجى.
أمام كل هذا الزخم العاطفيّ، لا ينتابك غير هاجس التفاصيل، متربّصًا دومًا برواية.
تبحث عن الأمان في الكتابة؟ يا للغباوة!
ألأنَّك هنا، لا وطن لك ولا بيت، قرَّرت أن تصبح من نزلاء الرواية، ذاهبًا إلى الكتابة، كما يذهب آخرون إلى الرقص، كما يذهب الكثير إلى النساء، كما يذهب الأغبياء إلى حتفهم؟
أتُنازل الموت في كتاب؟ أم تحتمي من الموت بقلم؟
(عابر سرير)