احلام مستغانمي

أيكون أبكاها ليسقي بدموعها شجرة الحبّ؟


لأشهرٍ، فقدت مباهجها وحماستها لإنجاز ألبومها الجديد، متذرّعةً بالظروف السياسيّة. الحقيقة، لا شيء سواه كان يعنيها. كانت تكرهه بقدر ما تحبّه، وتتمرّد عليه وتتمنّاه، وتحنّ إليه سرّاً، وعلنًا تتحدّاه. وتصمد أيامًا، ثمّ تنهار أحيانًا باكية، أمام سؤال لا تملك له جوابًا: «كيف حدث كلّ هذا؟».
تتذكّر أنّه قال لها مرّة، وهما يتنزّهان في غابة بولونيا بعد قطيعة: «الفراق من المواد العضويّة التي تتغذّى بها شجرة الحبّ». أكان عليها أن تستنتج أنّ رجلًا يصادق الأشجار هو جاهز لأن يتخلّى عن امرأة، لتنمو في غيابها تلك الشجرة؟ أيكون أبكاها ليسقي بدموعها شجرة الحبّ؟
بعد أشهر من البكاء، اكتشفت أنها وحدها كانت تسقي بدموعها الغبيّة تلك الشجرة. وأنّها خسرت غابة على أمل إنقاذ شجرة.. شجرة ربّما لم تنبت إلّا في قلبها.
[الأسودُ يَليقُ بكِ]