مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : «مستشفى الشعب» تبعيد وزيادة لماذا؟!


> بعد تعديل خطوط المواصلات داخل مدينة الخرطوم الذي بعد المسافة للمرضى والزوار القاصدين مجمع مستشفيات الخرطوم الحكومية، وقلنا حينها أن الأمر كأنه خطة للتصعيب على الناس لصالح تنفيذ فكرة التخلص منها وبيعها فتلحق بكوبري المسلمية بعد هذا كأنما تضاف الآن خطة أخرى.
> الخطة الجديدة هي زيادة تذكرة دخول مستشفى الشعب بنسبة مائة بالمائة «100%» فقد أصبحت ستة جنيهات بدلاً عن ثلاثة، وبهذا القرار تكون معاناة المواطن قد زيدت.
> المواطن حينما يقصد مستشفىً حكومياً هذا يعني أنه من طبقة الأغلبية في الوطن طبقة الفقراء. إذا قصده للعلاج وبالطبع فإن أغلب الزوار من طبقة الأغلبية.
> وحتى تعديل خطوط المواصلات بعد تغيير المواقف كان بتفكير لم يراع ظروف أغلبية المواطنين وهذا طبعاً قصور يولد تقصيراً.
> وكنا قد قلنا إذا كان المواطن القاصد المستشفى الحكومي وسط الخرطوم سواء أكان مستشفياً أو زائراً كيف يستطيع أن يقطع المسافة من كوبري الحرية أو شارع الجامعة أو شارع الجمهورية إلى المستشفى قبل أن يدفع قيمة التذكرة الجديدة الباهظة؟
> قد يكون الزائر شيخاً كبيراً أو امرأة عجوزا أو شخصاً مصاباً لا يقوى على السير مشياً على القدمين، أما إذا كان مريضاً فالمصيبة أكبر.
> فهل سيفكر في تأجير سيارة أجرة؟ لو كان يملك قيمة الأجرة لما قصد المستشفى الحكومي. إذن لن يفكر أن يلجأ إليها وربما هذا هو ثمرة الفكرة. أو هو نتيجة التفكير القاصر.
> أخشى أن يتحدث بعض الناس غداً عن عدم جدوى الذهاب إلى مستشفيات الخرطوم الحكومية بحسابات تبعيد المسافات إليها بتعديل خطوط المواصلات فتصبح عرضة للتفكير في بيعها مثل بعض الكنائس في بعض الدول.
> أما زيادة تذكرة الدخول لمستشفى الشعب بنسبة مئوية كاملة فهي تأتي داعمة لمشروع الفكرة أو تأتي إضافة للقصور في التفكير.
> إذن المطلوب الآن من حكومة ولاية الخرطوم ومن السيد الوالي تحديداً الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، أن يضع في تحمسه واجتهاده لخدمة المواطن مراعاة هذا المواطن وهو يقصد المستشفى الحكومية المبعدة عنه بعد تعديل خطوط المواصلات، وهو يدفع ثمن رطل ونصف لبن قيمة تذكرة لمستشفى حكومي.. حكومي.
> هذا المواطن يكون مريضاً أو زائراً وهو شيخ كبير أو امرأة عجوز أو أم تحمل طفلاً في يدها أو جنيناً في رحمها.. فهل سيراعي الراعي؟
> والغريب أن الزيادة قررتها إدارة مستشفى الشعب وبجوارها مستشفى الخرطوم التعليمي لم تزد قيمة تذكرة الدخول.
> وهذا ما جعل المواطنين المحتجين على زيادة التذكرة يتساءلون عن من هو المسؤول عن فرض هذه الزيادة ولماذا تزاد قيمتها فقط في مستشفى الشعب دون غيره من المستشفيات الحكومية الأخرى المجاورة له والبعيدة؟
> لكن هنا نسأل: هل تريد السلطات أن تزيد قيمة التذكرة في مستشفى واحد في البداية ثم الذي يجاوره وهكذا؟
> لو أن الزيادة حتمية حسب تدني قيمة الجنيه فلا يمكن أن تتدنى بنسبة «100%». ولو أن الزيادة تم تأخيرها إلى ما بعد رمضان والعيدين مثلاً، فعلى السلطات هنا ألا تزيدها بالنسبة الكاملة مرة واحدة مراعاة لغضب الناس ثم أن هذا يخصم من أسهم التفاؤل بحكومة الولاية الجديدة.
> ثم إن الزيارة إذا كانت بالفعل حتمية فلماذا لم تعمم على كل المستشفيات؟ فهل إدارة مستشفى الشعب مستقلة عن السلطات المالية بالولاية، أو بالدولة التي تتعامل بأورنيك «15» الإلكتروني؟ أفيدونا.
غداً نلتقي بإذن الله.