أم وضاح

باسمك الأخضر يا “أكتوبر”!


لا يستطيع شخص وطني وحقاني ويمرق النصيحة أن ينكر الجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة لإنجاح الحوار الوطني مع القوى السياسية المعارضة كافة في الداخل أو الخارج، ولا يستطيع سياسي أياً كان موقفه أو الأرض التي يقف عليها أن يرفض الجلوس إلى حوار من شأنه أن يحل كل القضايا العالقة والتي ظلت كما السوس تنخر في عضم البلد طوال العقود السابقة، ودعوني أقول إنني أثق وبشكل لا أقبل حتى فيه مجرد التشكيك في قدرة الأخ الرئيس في أن يشكل (ضمانة) حقيقية لإنجاح هذا الحوار طالما أن النفوس خالصة لوجه الله تعالى ولوجه الوطن دون مزايدات أو أجندة من شأنها ألا تجعلنا نصل إلى بر الأمان. ولعل الحراك الكبير الذي تقوم به الحكومة هو حراك غير مسبوق من أية حكومة أخرى مما يعد سعياً جاداً وحثيثاً لأن تنطلق حمامات السلام ترفرف فوق سماوات هذا البلد العظيم، وما العفو الرئاسي عن قادة الحركات المسلحة والوقف الشجاع لإطلاق النار إلا أكبر دليل على صدق النوايا الذي تبديه الحكومة في اتجاه أن يتحقق حوار وطني يفضي بنا إلى وقف نزيف الدم ونزيف الطاقات الذي أوصلنا إلى منحدر نقف فيه على حافة هاوية كنا على وشك الانزلاق إليها لولا ستر الله وفضله علينا.
ودعوني أقول إن كل المؤشرات تفضي إلى أن العاشر من أكتوبر سيشهد أهم وأعظم حدث سياسي وتاريخي بالتقاء القوى السياسية السودانية كافة في حوار كامل الشفافية، أتوقع أن تكون مخرجاته أملاً في أن تمضي مسير الوطن إلى حيث الخير والسلام والمحبة، وأعتقد أننا نملك من الذكاء والفطنة ما يجعلنا نتعظ بتجارب من حولنا الذين ظنوا أن البنادق تحسم المعارك وصوت الرصاص هو صوت الحق، ليقعوا في فخ حروب داخلية وأهلية جعلت الأسر تتشرد وغصون الزيتون تحترق والآمنين يجوبون البلاد لاجئين ومشردين، والحرائر يمددن أيديهن بحثاً عن لقمة عيش تسد الرمق، فهل هذا هو المصير الذي يمكن أن تجرنا له الأحزاب السودانية حال لم تجعل الحوار هو الغاية والهدف والوسيلة لفتح كل الملفات الصعب منها واليسير؟!
في كل الأحوال لا نملك إلا أن نتفاءل بأن يشهد أكتوبر الجاري عرس السودان الكبير للتوافق على وثيقة تعالج وتداوي كل جروح السودان، وكل المناخات الآن مواتية لأن يتم هذا الحوار في جو ديمقراطي ووطني معافى دون أن ننسى أننا نملك من خصوصية الأخلاق والشهامة والمحنة ما يمكن أن يتدفق شلالات على أرضية السياسة الجافة فيحولها إلى حدائق غناء وخضراء وسنابل قمح وشجيرات قطن وزهيرات فل وياسمين، فهل يفعلها أكتوبر مرة أخرى؟!
{ كلمة عزيزة
رفضت البصات السفرية بالميناء البري إعادة سعر التذكرة إلى ما كانت عليه قبل عطلة عيد الأضحى المبارك، ووزارة النقل تتفرج على هذه العنترية دون أن تحرك ساكناً، وكأن المواطن ليس له من (رب يحميه)، شنو البخلي الناس دي ترفض إعادة سعر التذاكر دون مسوغ قانوني أو اقتصادي يبرر هذا الارتفاع الذي يتحمل نتيجته المواطن؟ يعني شنو يزداد سعر تذكرة الدخول إلى المستشفى (100%) دون سبب منطقي لذلك وحركة الدخول والخروج للمستشفيات لا تكلف إدارتها الحبة يعني مثلاً لا الزوار بشربوا عصير مجاني لا بتدوهم قهوة، ولا حتى يجدون مقاعد يجلسون عليها أو حتى بنسبة صالحة للانتظار.
ما يحدث من زيادات عنترية هو أمر يهز هيبة الحكومة، ويؤكد فرضية وجود (مافيا) من مصلحتها زيادة الأسعار لجهات معينة دون أن تجد من يردعها عن هذا الفعل!!
{ كلمة أعز
إذا صدق ما جاء من أخبار عن سعي حكومة الولاية بتضمين فاتورة النفايات إلى فاتورة الكهرباء، فإنني لا أملك إلا أن أقول لحكومة الولاية كما كانت تقول جدتي عندما تأتي بفعل غير منطقي ولا تقبله (أجي أخجل ليكم).