سياسية

البشير لحاملي السلاح .. هذا أو الطوفان


تحاول الخرطوم التقليل من أهمية وجود حاملي السلاح ضمن ركب الحوار الوطني، رغم يقينها القاطع بأن عدم دخولهم فيه، ربما يلغي أو ينسف المشروع بأكمله ، فلا أحد يشكك في أن الحوار فرصة للسودان لصياغة عقد إجتماعي جديد تشترك فيه القوى والشرائح الرئيسية في المجتمع لإيجاد حلول توافقية لتسوية قضايا النزاع، وبهذه الصورة يعد الحوار شيئاً مطلبياً ملحا ومتفقاً عليه، ولكن عندما تتصاعد مطالبات القوى المعارضة والحركات المسلحة بضرورة تغيير النظام شرطا للجلوس للحوار، هنا تتوجس الخرطوم وتبدأ في المراوغة علي متطلبات الحوار، ومع إقتراب موعد بدء جلساته تزداد التكهنات حول حضور حاملي السلاح للحوار بعد ترويج الوطني لذلك والنفي من جانب الحركات.

ترغيب وترهيب:
ما بين الترغيب والتهديد أبتدر رئيس الجمهورية البشير في حديثه أمس الأول أمام حشد عسكري دعوته لكل القوي السياسية وحاملي السلاح الأنضمام والمشاركة في مبادرة مشروع الحوار الوطني الجامع لكل أهل السودان والتخلي عن لغة الحرب والاقتتال والسعي الجاد لاحلال السلام والامن والاستقرار في ربوع البلاد، قاطعا بأن العام القادم هو عام السلام، ومؤكدا ضرورة أن يكون الحوار بالداخل إن كانت هناك قضايا حقيقية وعادلة حتي يتم نقاشها والوصول الي حلول ترضي كل الأطراف، وكان الرئيس البشير قد أوضح أن مؤتمر الحوار يمثل أخر فرصة للتسوية السياسية، مؤكدا دعوة اهل السودان بكل أطيافهم للمشاركة في المؤتمر، مبينا أن حاملي السلاح لم يستثنوا من تقديم الدعوة لأجل طرح رؤيتهم في مختلف القضايا، مضيفا أن بعض منسوبي الحركات المسلحة يأتوا مرتزقة يقاتلون في ليبيا وجنوب السودان من أجل المال، مجددا الدعوة لهم للتخلي عن لغة الحرب، وأعلن مد يدهم الي الجميع للدخول في الحوار وقال :(من يرفض يدنا سيتم حسمه)
رفض الوساطة:
سعت الخرطوم جاهدة بحسب رأي المراقبين الي أقناع حاملي السلاح بضرورة حضور جلسات الحوار ، ولم تؤلوا جهدا في ذلك فقامت بحمل الرئيس التشادي دبي علي لعب دور الوسيط بينها والحركات ،وبدوره شد دبي رحاله الي باريس حيث الملتقي ، وفي كلمة أتصفت بالوعظ وتبان ما سيؤول اليه الأمر إذا لم يجلسون للحوار بدء دبي حديثة مذكرابالمعاة المستطيلة التي يعيشها الاهل في معسكرات النزوح واللجوء وفي دارفور عموما ودعا قادة الحركات الثلاث الي الجنوح نحو السلام والعمل علي إغتنام فرصة الحوار الوطني والمشاركة فيه لأن الحلول العسكرية غير ممكنة للقضية السودانية ، وفي ذات اللقاء أكد رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي رغبتهما الاكيدة في السلام بأعتباره الخيار الأفضل والأقل تكلفة لتحقيق الأهداف ، مضيفا أنهم علي أستعداد للمشاركة في الحوار الوطني أذا توفرت فيه الترتيبات والشروط الواردة في خارطة الطريق وعلي رأس هذه المطالب وقف الحرب بغرض توفير الامن للمواطنيين وتوصيل الأغاثة للمحتاجين وتهيئة المناخ لمحادثات السلام والحوار، وتوفير الحريات الأساسية ، وقيام المؤتمر التحضيري .
الأولوا شرط:
وقد أصدرت الجبهة الثورية قبل أيام وثيقة أطلقت عليها خارطة الطريق ،طالبت أن تعلن حكومة السودان التزامها الرسمى بنتائج الحوار الوطنى الدستورى ونتائج المفاوضات الثنائية فى مسارى دافور وجنوب كردفان وأشارت الجبهة الثورية أن هذه المطالبات تنطلق من مقررات (كاودا) ووثيقة الفجر الجديد وأعلان باريس وبرلين ومقررات نداء السودان مع الأخذ في الأعتبار قرارات مجلس الأمن رقم (2046) وقرار مجلس الأمن رقم (539) الأخير فى أديس أبابا.
الخرطوم تتحفظ:
بأعلان الجبهة الثورية وقف العدائيات لمدة ستة أشهر كأبداء لحسن النوايا، وضعت بذلك الكرة في ملعب الخرطوم التي أعلنته لمدة شهرين ، فما كان منها الأ التحفظ علي الوثيقة بحجة ما أسمته مشاورة أحزاب الحوار حوله ثم تحديد موقفها من الأعلان ،الي ذلك قال مصدر بالمؤتمر الوطني أن أعلان الجبهة الثورية لوقف أطلاق النار لستة أشهر لا جديد فيه ، وأن الرئيس عمر البشير سبقهم بالأعلان وعرضه مرات عدة ورفضه المتمردون ،وكان الرئيس البشير قد أعلن قبل شهر أمام الجمعية العمومية لألية الحوار الوطنى أستعداد حكومته لوقف أطلاق النار لمدة شهرين والعفو الكامل عن حاملى السلاح الراغبين بصدق فى المشاركة فى الحوار بالأضافة أطلاق سراح جميع المحكومين أذا تأكد وصول قادتهم للمشاركة فى الحوار.


صحيفة الوان