مقالات متنوعة

محمد عبد المجيد أمين ( براق) : خربشات مسرحية (8)-شاي ” مقنن” ومعاهو “كيكة”


شاي ” مقنن” ومعاهو “كيكة”
( يفتح الستار علي نفس المشهد السابق. أحد العمال يرتب المكان وقد بدا متحيرا من عملية الترتيب ، ثم اخيرا…يلصق المنضدة الأنيقة بسبع طاولات أخري يحيطها سبعة مقاعد في كل جانب مُشكلة حرف(T). العامل يبتعد وينظر الي الترتيب من كل الزوايا وهو متحير بعد).
العامل : ( لنفسه وهو يمسح الطاولات وينفض المقاعد) الناس ديل حيرونا عديل … مرة يقولو سبعة زايد سبعة ومرة يقولو ..: لا … سبعة زايد سبعة زايد واحد ( العامل يعود ويراجع الترتيب) … يهو صح … سبعة زايد سبعة زايد واحد ( يسأل نفسه)…سنة وشوية وهم قاعدين يتناوشو… أياتو الصاح .. هنا والا بهناك ؟ في النهاية قالو: عشان ينجح الحوار… لازم يكون جوه الحوش … ومالو … جوه الحوش … تاني قالو: ما دايرين زولا من بره … البلد بلدنا ونحنا نقرر ندير حوارنا برانا…. ومالو…. ما في زولا من بره. ( يشير الي توزيع المقاعد)…هنا سبعة شاي ” مقنن” ومعاه ” كيكة” وهناك سبعة …شاي سادة ” بالتحنيس”.
( يذهب الي مقعد مدير الحوار وينظر اليه بحيرة)…طيب!! وكت ما قالو مافي زولا من بره لا يُحكمنا لا يحكم علينا…. الواحد دا لزمتو شنو؟ (يزيح المقعد بعيدا ثم يبتعد لينظر الي الترتيب مرة أخري وقد بدا عليه الارتياح) …كدا معقولة…. بجاي ناس الشاي ” المقنن” وبهناك ناس الشاي “السادة “.
( يُسمع صوت من الخارج)
الصوت : ( بنبرة حادة)…رجع الكرسي في محله يا بليد … في إجتماع
بدون رئيس؟… رجعو جتك بلا.
العامل : (للصوت بانفعال واضح) ….وإنت منو ذاتك عشان تنبذ؟
الصوت : ( بغطرسة) وكمان ما عارف أنا منو؟… أنا رئيس الشغلانة دي
يامواطن .
العامل : ( وهو يعيد المقعد الي مكانه بارتباك) أيواه …. أنا قايلك حتقعد
مع ناسك بتاعين الشاي “المقنن”و….
الصوت : (مقاطعا ) … ومعاهو ” كيكة”…لا يا فالح …. أنا حقعد في
الوش عشان أدير الحوار بطريقتي وعلي مزاجي.
العامل : وإنت قايل ناس الشاي “السادة” حيرضو؟.
الصوت : والله يرضو والا ما يرضو….مشكلتهم… المهم في حوار وطني
شغال .
العامل : ما قلتو حتقعدو إخوان إخوان وتحلو مشاكل البلد الواقعة دي؟.
الصوت: (متحيرا) أقول ليك شنو!!…. إنت بتفهم في السياسة؟
العامل : ( بحماس) أنا ذاتي بحلم أبقي رئيس.
الصوت : تعجبني …. كان أحلامك ” نرجسية” كدا وعندك شخصية ”
برانونية” وبتعرف تكضب كويس تبقي إتحلت .
العامل : ( متلهفا) …كيف ؟
الصوت : لم ليك عشرة والا عشرين من الناس اللي زيك وتعال
..وحرم…أكان ما دعمتك شخصيا وسويت ليك حزب براك.
العامل : ( فرحا) واقعد معاكم في طاولة الحوار ؟.
الصوت : وتشرب شاي ” مقنن” ومعاهو ” كيكية” كمان .
العامل : ( معترضا) أشتغل حزب فكة يعني ؟
الصوت : ومالو الفكة؟….. ما الشغلانة كلها “فاكة” .
العامل : طيب!… كان إعترضو ناس الشاي “السادة ” التقيل كلهم علي
الأجندة الطبخببنا دي حتعملو شنو؟
الصوت : محلولة يازول محلولة ساي…هم مش السبعة إعترضو؟
العامل : مثلا!.
الصوت : يقوم الرئيس يجر الكرسي حقو ويقعد مع ناس الشاي ”
المقنن” …. كدا يبقو كام ؟
العامل : ( يعيد عد الكراسي) يبقو تمانية!.
الصوت : عليك نور… وبكده يكون رأينا هو الأغلبية.
العامل frown emoticon متحيرا) … ودي تجي كيف!!. معقول الخصم هو الحكم؟!.
الصوت : والله اللي ما عاجبو يشرب م البحر… المهم .. نحنا جاهزين
وإستوفينا كل شروط الحوار.
العامل : وكان ما حضرو ناس الشاي “السادة” التقيل … كلو كلو..
حتعملو شنو؟.
الصوت : محلولة برضو…. شفت ورا الستارة ديك… مقعدين لينا كم
حزب كدا بشربو برضو شاي ” سادة “… ووقت الزنقة….لووب
…يقومو ينطو يصنقرو ليك في الكراسي الفاضية ويمشي
الحوار زي العجب … ويهو الإعلام حاضر والوفود والضيوف
حاضرين…قصرنا يا يازول؟.
العامل : ( مستغربا)لا وحاتك … نحنا اللي قصرنا …معقولة!!… دا شغل
أبالسة عديل …. والبلد الواقعة دي …حتحلو مشكلتا متين ؟.
الصوت : واقعة!!. إنت أعمي يا مواطن …. البلد يهي ماشا تمام… إنتو
ناقصكم حاجة ؟.
العامل : ( يضحك مذهولا في البداية ثم ينخرط في بكاء هستيري ) …. لا
يا سعادة….القروش راقدة بالكوم … والجنيه حقنا شد حيلو
وإتعافي خلاص وبقي يناطح الإسترليني زي زمان وأي حاجة
متوفرة وبالزايد كمان … والأسعار نزلت في الواطة … والعيانين
…. تعيش إنت…ماتو بالحيل… والشعب كلو ” فسد” وناسك ”
المستهبلين هاجرو” قبلهم في الكراسي.. وباقي الشعب كايس
طريقة يهاجر للمنافي بعد ما ” كرٌب” علمو وماشي ” يخترع”
ليهو حاجات لناس بره…. باع الغالي بالرخيص عشان يتخارج.
( يشير الي مكان الاجتماع) مش حواركم دا … تتفقوا والا
ما تتفقوا … البلد ما حتنتظركم وكل أول ليهو آخر ( يصمت قليلا
ثم يواصل ) كان علينا … نحنا ما منتظرين أي حاجة منكم .
الصوت : ( مقاطعا بغطرسة) ..إنتو منو؟…..
العامل : ( مستغربا ) نحنا ؟!!…. نحنا الشعب اللي ما جايبين خبرنا .
( العامل يلقي بعدة النظافة التي بيده ثم يغادر المكان مغاضبا
فيصادف دخول المجموعة الصامتة عائدين من الجنازة . الجميع
يتناقشون في إمر ما.)
( يتبع) 9