داليا الياس

معاً.. ضد الإيدز!


في كل يوم، يصاب قرابة 1200 طفل تقل أعمارهم عن 15 سنة بفيروس الإيدز..!! وفي عام 2007، قدّر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز وجود 2.1 مليون طفل يعيشون مع فيروس الإيدز، يعيش حوالي 90 في المائة منهم في أفريقيا! ويصاب معظم هؤلاء الأطفال بالفيروس قبل ولادتهم، أو أثناء فترة الحمل، أو خلال الولادة، أو عند الرضاعة من الثدي (إذا كانت أمهاتهم مصابات بالفيروس).
إن مسار فيروس الإيدز شديد العدوانية في الأطفال. وإذا لم تتم معالجة المصابين بالفيروس وتقديم الرعاية لهم، فإن الفيروس سيتكاثر وسيقضي على قدرة الطفل على مقاومة العدوى، مما يجعل الطفل أقل قدرة على مقاومة الالتهاب الرئوي وغيره من الأمراض المعدية الشائعة لدى الأطفال. ويموت قرابة 50 في المائة من الأطفال الذين ينتقل إليهم الفيروس من أمهاتهم قبل بلوغهم السنتين من العمر !!!
قدر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز أن 290000 طفل تقل أعمارهم عن 15 سنة قد ماتوا بسبب الأمراض المرتبطة بالفيروس. وقرروا أن انخفاض أسعار العقاقير، وزيادة الدعوة، وتقديم تركيبة من الجرعات الثابتة من العقاقير المضادة للفيروسات المعكوسة، وتحسين التنبؤ باحتياجات الأطفال لهذه العقاقير مكّن عدداً كبيراً من البلدان من إعطاء هذه العقاقير إلى الأطفال، فضلاً عن ضرورة أن تحصل النساء في سن الإنجاب علي التدخلات الوقائية لفيروس الأيدز، بما في ذلك اختبار الكشف عن الفيروس. وينبغي تقديم سبل العلاج لمنع انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها للحد من إمكانية انتقال الفيروس إلى أطفالهن.
وفي بلدان المرتفعة الدخل، تم القضاء على الإصابة بالفيروس تقريباً لأنه أصبح بوسع النساء الحصول علي تدخلات شاملة لمنع انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها. تتمثل الخطوة الأولى لأي برنامج علاجي في تحديد الأطفال المصابين. إن ربط برامج علاج منع انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها وفيروس نقص المناعة البشرية باستخدام نهج يعمل في فريق يتمحور حول الأسرة أمر ضروري لتحديد أكبر عدد من الأطفال الذين يحتاجون إلى الرعاية. كما ينبغي أن يشمل اختبار الكشف عن الفيروس السكان الذين ترتفع لديهم نسبة الإصابة، وجميع الأطفال المرضى في المرافق الصحية وجميع السكان البالغين الذين يعرفون بأنهم مصابون بالفيروس والذين يحضرون جلسات الاستشارة طوعياً أو يجرون اختبارات للكشف عن الفيروس أو الذين يعالجون بمضادات الفيروسات المعكوسة.. ويمكن زيادة إجراء اختبارات معملية بنقل عينات من مراكز الرعاية البعيدة التي لا تتوفر فيها إمكانيات مختبرية.. ويجب أن يحصل الأطفال المصابون بفيروس الإيدز على العقاقير المضادة للفيروسات المعكوسة التي تشكل علاجاً فعالاً في الأطفال حتي في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وذكرت الدراسات العلمية أن معدلات البقاء تتجاوز 80 في المائة.
في السودان تجتهد العديد من الجهات قدر الإمكان لمكافحة انتشار مرض فقد المناعة المكتسب والذي لا يخفى على أحد ارتفاع معدلاته بشكل كبير ولكننا لا نزال ندفن رؤوسنا منه في الرمال ولا نشعر بحجم الكارثة المحيطة بنا!!.. الوزارات والمنظمات الطوعية والهيئات كلها تبتكر البرامج والخطط وتسعى لإحداث تغيير إيجابي ولكن يظل دور المجتمع وتفاعله غير مرضٍ للجميع!!
وبما أن علاج الأطفال يُقدم غالباً في عيادة غير العيادة التي تحصل فيها الأم على الرعاية ما قبل الولادة أو العيادة التي ولدت فيها فذلك يعني أن ضرورة تخصيص جهود بعينها لمنع الانتقال الرأسي من الأم للجنين تظل في حاجة ماسة لوقفة جماعية مقدرة.. وهو ما تحاول وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع مكتب اليونسيف القطري القيام به دائما.. لذا نجدهم بصدد تدشين حملة كبرى لمنع ذلك الانتقال اليوم (الاثنين) بمركز الشهيد الزبير في تمام الساعة الثانية عشرة وبرعاية كريمة من السيدة (وداد بابكر) حرم رئيس الجمهورية على أمل أن تنطلق هذه الحملة فترفع معدل الوعي لدى الأمهات والآباء وتقي الأطفال الأبرياء مغبة الإصابة.
وتظل الوصمة الاجتماعية الظالمة هي أقوى الأسباب التي تساهم في استشراء المرض خلسة وبهدوء.. وهي أيضا السبب في أن يصاب الطفل بالمرض لأن أمه تخشى أن تواجه حقيقة إصابتها لتنقذ جنينها!!.. وهذا مايحتاج منا أن نقف معا ونعي أن مريض الإيدز جزء من مجتمعنا يستحق أن نستوعب وجوده ونعينه ونترفق به، فالنفور والاستعداء يجعلنا ضمن دائرة الخطر.. فمعرفة الشيء أفضل من الجهل به.. ونحن وأطفالنا نستحق أن نحيا في تمام عافيتنا على الأقل.
تلويح:
مواجهة الإصابة بوعي.. والتواصل مع الجهات المعنية.. تحقق النجاة لأطفالنا.. فدعونا نتعامل بوعي وبإنسانية لتحقيق الغايات النبيلة.