استشارات و فتاوي

أبي يأمرنا بألا نصل الرحم


أبي يأمرنا بألا نصل الرحم

السؤال:
أبي لا يسمح لي ولأختي بالذهاب إلى منزل أعمامي وخيلاني لأنه لديه مشاكل معهم، وبحجة أنهم لا يريدون لنا خيرًا، وقد حاولنا أن نتكلم معه في هذا الموضوع لكنه لا يستمع إلى أحد، وهو لايسمح لنا بالخروج من المنزل حتى! هل يجوز لنا مخالفة كلامه في هذه الحالة؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فأنت مأجورة على صلة رحمك بإعانة المحتاج وإغاثة الملهوف وستجدين ذلك في صحيفة حسناتك إن شاء الله، وقبل ذلك في الدنيا ستجدين أثر ذلك بركة في العمر وسعة في الرزق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “من سرَّه أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه” وسيصلك الله برحمته؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطعية قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لكِ”، وسيكثر مالك إن شاء الله؛ فقد روى أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”وإن أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنموا أموالهم ويكثر عروهم إذا تواصلوا”.
هذا وما ينبغي لك طاعة الوالد في قطع أعمامك وأخوالك بل عليك صلتهم دون علم الوالد؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وإنما الطاعة في المعروف، وعليكم نصح الوالد – إن استطعتم – أو الاستعانة في ذلك بمن يملك التأثير عليه، والله الموفق والمستعان.

فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم