مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : «الصادق» بدون حزبه «تفلحون أخرى»


> قبل أن تصل رقاع الدعوة للمشاركة في المؤتمر التحضيري بأديس أبابا لحزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، أكد نائب رئيس الحزب المشاركة هناك مع الحركات المسلحة التي لم تشارك في مؤتمر الداخل يوم «10» الساعة «10» من الشهر الجاري.
> ونائب الرئيس اللواء فضل الله برمة ناصر يقول في غرابة وعجب إنهم «إذا وصلتهم دعوة من الآلية الإفريقية برئاسة أمبيكي للمشاركة في المؤتمر التحضيري سيلبون الدعوة ويشاركون فيه وستكون المشاركة بقيادة السيد الصادق المهدي» انتهى.
> إذن.. حزب الأمة القومي كأنه يرسل رسالة استقدام دعوة له من السمسار «أمبيكي» لحضور المؤتمر التحضيري «الخارجي» للحوار الوطني.. مع إنه يطلق هذه التصريحات من الداخل. وأمبيكي.. يمكنه بتجرد وبدون «سمسمرة» أن يرد على مسعى حزب الأمة هذا بأنه إذا كانت تصريحاته هذي يطلقها من الداخل ما يعني إنه موجود على السطح في الداخل فلا داعي إذن.. لتجاوز تحضيرات الحوار بالداخل إليها بالخارج. لكن يبدو لأن حزب الأمة القومي رغم عمره الطويل وعراقته ووصوله إلى السلطة منتخباً أكثر من مرة، وقبل انشقاق الستينيات وبعده رغم كل هذا هو الآن حزب الرجل الواحد.
> الصادق المهدي لأنه خارج البلاد ولا يرغب في العودة إليها في الوقت الحالي أراد أن يشارك حزبه في تحضيرات الخارج مع القوى المتمردة ما يوحي بأن حزبه حزب الرجل الواحد رغم تاريخه العظيم.
حزبه كان حزب العائلة الواحدة وما كان الأنصار يضيقون ذرعاً بهذا لحبهم للإمام المهدي ثم لأن الحزب كان يقود جهازه التنفيذي شخصيات من خارج عائلة المهدي مثل عبدالله خليل الذي تنازل عن السلطة لإبراهيم عبود، ومثل محمد أحمد المحجوب. والصادق المهدي لا يسعه طبعاً أن يتنازل عن رئاسة الجهاز التنفيذي للحزب ليكون مثل والده الصديق أو جده عبد الرحمن المهدي أو عمه الإمام الهادي.. وهذا ما نقل الحزب من كونه حزباً محوره عائلي، إلى آخر محوره أسري «المقصود أسرة السيد الصادق المهدي».
> إذن.. ما يجعل حزب الأمة القومي يقتنع بأن ينضم لتحضيرات الحوار الوطني بالداخل هو عودة زعيمه «الملهم» من الخارج.. ولو بقي السيد الصادق بالداخل وغادرت كل قيادات الحزب وقواعده إلى الخارج، لما أعطى حزبه هذا من خلال «اللواء فضل الله» الضوء الأخضر لأمبيكي ليسمسر في إيصال رقاع الدعوة للمشاركة في تحضيرات الخارج.
> «وأمبيكي» نفسه وبتجرد.. وبدون أية سمسرة في قضايا بلدان إفريقيا التي تصطفها قوى أجنبية من خارج القارة الإفريقية، يمكنه أن يلاحظ أن حزب الأمة القومي متاح له بالداخل حضور تحضيرات الحوار الوطني سيما أن بعض الحركات المسلحة التي لم تضع السلاح تشارك فيها. فهذا وحده يغني أمبيكي من أن يفكر في إيصال دعوة لحزب الأمة القومي بالداخل لحضور تحضيرات الحوار الوطني بالخارج. فالحزب إذا كان ذو مؤسسات تنظيمية محترمة، لا ينبغي أن يربط مصير مكان مشاركة الحزب في تحضيرات الحوار الوطني.. فما دام أن قياداته قد عادوا قبل أكثر من عقد من الخارج بما يعرف بنداء الوطن..أو ما يعرف عند الصادق المهدي بعملية «تفلحون»، فإن أية دعوة للمشاركة في تحضيرات الخارج لا داعي لها إذن.
> أما إذا كان السيد الصادق يقصد إنه سيعود إلى البلاد في «تفلحون أخرى» تخصه وحده هذه المرة دون حزبه، فهذا ليس بالضرورة أن يحمل الحكومة على مجاملته اللهم إذا كانت الحكومة تريد مسايرة كل ما لا ينتمي إلى المنطق وطبيعة الأشياء في الساحة. واللواء فضل الله برمة يدهشنا إدهاشاً وهو يقول بأنهم على قناعة تامة بأن الملتقى التحضيري بأديس أبابا هو العتبة الأولى لإنجاح الحوار، لأن هناك مرحلة قبل الحوار هي مرحلة التحضيرات الأولى مرحلة تهيئة المناخ من إطلاق الحريات وإيقاف الحرب وتحديد البرنامج الذي سيسير عليه الحوار.
والسؤال هنا: ما الذي لا يُنجح الحوار الوطني ولا يقود إلى نجاحه إذا شارك حزب الأمة القومي كما هو مُتاح له في تحضيرات الداخل، وشارك قطاع الشمال وحركات دارفور المسلحة الأخرى في تحضيرات الخارج؟!
> ألا يكفي لإنجاح الحوار بتهيئة إطلاق الحريات وإيقاف الحرب ومشاركة المتمردين فقط في الملتقى التحضيري بالخارج؟! وهل سيمثل الصادق المهدي لهم هناك عنصر ضمان لما سيقفون عليه؟! هل ستكون وظيفة الصادق مشابهة لوظيفة أمبيكي؟! هل تحتاج الجبهة الثورية إلى المشاركة؟!
> إن الحكومة الآن لا تسمح بفتح دار لحزب الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عقار.. وهذا مبرر قوي رفض قطاع الشمال المشاركة في ملتقى الداخل..لكن هل دار حزب الأمة القومي مغلقة الآن؟! إذن.. لتغلقها الحكومة وتمنع نشاطها لكي تصمم لها مبرراً لمشاركة زعيمها في تحضيرات الخارج بأديس أبابا. لكن مع النشاط وتعيين النجل مساعداً للرئيس، فلا داعي للتمسك بملتقى الخارج. فمازال السؤال قائماً بلا إجابة:
> السؤال عديم الإجابة هو: من يمثله أو ما يمثله نجل الصاق في الحكومة؟! نعم.. حتى نفهم عدم الضرورة للذهاب لتحضيرات الحوار بالخارج بأديس أبابا.
غداً نلتقي بإذن الله..