هيثم صديق

تاني بتجي


هذا كان قول مجموعة من الشباب يعذبون في من ادعوا أنه لص وكاميرا الفيديو تبين كل مراحل تعذيبه والصوت يظهر رجاءاته وعرضه ينتهك وقد عروه وذروا شطة في عورته.. سألت نفسي قبل الكتابة هل كنت أفعل ذلك لو استطعنا إمساك لص سرق كل مدخراتنا في يوم ما… لربما صفعته لكمته لكن بلا شك ما كنت لأسمح لنفسي أو لغيري بفعل ذلك.. هل تم تسليم ذلك الرجل للشرطة؟ ماذا كان ليكون رد الفعل لو كان هذا الانتهاك الموثق من قبل رجال شرطة.
هذا الفيديو الصادم يشبه تماما ما فعله سجانو أبوغريب في العراق لما عروا المساجين… كانت غبينة المنتهك مماثلة ويحسب أنه على حق وأن الممثل به أقل درجة وعبء على الإنسانية.
كم من لص يجلد ويجر لكن يبقى التأثير محدودا لأنه لم يصور؟
فإن اختلاء الأزواج بالحلال مشروع لكنه يبقى عيبا يوم تصور هذه العلاقة المباحة وتغدو حراما يوم يراها الناس.. ويرى بعض الناس جثة لكن إرسالها لكل الناس يبقى انتهاكا.
لعل التمثيل باللص إن تأكد أنه كذلك ما كان إلا استعراض قوة ما بين شباب الحارات ومع ذلك لنا ملاحظات في بعض مواد القانون الجنائي فلا يمكن إبدال قطع اليد للسارق كما نصت الشريعة بستة شهور سجن. فإن لفظ معتاد إجرام لا مكان له من الإعراب فإن الردع يجفف منابع الجريمة.
وأذكر تماما أننا تعثرنا بشيء ما ونحن نسبح في بحر حلتنا ذات رمضان بعيد ونحن أطفال وتبين في ما بعد أن ذلك الشيء جثة لقتيل. وكان يوما مشهودا ومثيرا وجاءت الشرطة وسيق بعض أهلنا ثم انتهى الأمر بأن القتيل كان لصا وقتل في منطقة أخرى ورمي بجوارنا.. و لم يبد أحد أسفا عليه وانتهى الامر بانتهاء مراسم اللكم.
يا أيها الشباب سلموا من تقبضونه للشرطة لا للشطة.