مصطفى أبو العزائم

الباب مفتوح.. ولكن الذي خرج لن يعود (!)


يبدو أننا فتحنا باباً لن يغلق قريباً, بتناولنا لقضية الإبداع الفني والغنائي في بلادنا, والتدهور الذي أصاب الإنتاج الإبداعي والذي ضرب الذائقة الفنية لدى المتلقي, فأصبح الفن الرديء هو سيد المسرح, والأغنية التافهة هي سيدة المايكرفون.
بدأنا بتساؤل لم نجد له إجابة لدينا، فطرحناه لأهل الاختصاص وللمبدعين وهو: (هل انتهى عصر الغناء الجيّد؟) لقد حاول كل من شاركنا البحث عن إجابة, حاول أن يدلي بدلوه في قضية يعتبرها البعض ليست بالأهمية التي تجعلنا نطرحها للنقاش ونطلب التحاور حولها, وهي قطعاً مهمة إلى أبعد الحدود، لأن الفنون عموماً هي تعبير عن مجتمعاتها, فإن تقدمت المجتمعات, تقدمت الفنون.. والعكس صحيح.
جاءتني مشاركة من الأستاذ شكر الله خلف الله المخرج التلفزيوني المبدع, ومحاولة للإجابة على ذلك التساؤل في مجموعة أنشأناها قبل أكثر من عام في تطبيق الواتساب, حملت اسم (أشعار وأوتار) ضمت مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي والفني, وقد كانت مشاركة الأستاذ شكر الله كما يلي: (مقال الأمس كان حديث الناس, ومختلف.. هنا يلعب الكاتب دوراً كبيراً في إيقاظ الناس ليلتفتوا إلى مشكلة كبيرة في قالب متسع، يمكن النظر إلى داخله وخارجه معاً بأكثر من زاوية, فالمقال شامل للسياسة والاقتصاد والثقافة والفن, وفي هذا تأكيد على أهمية الطرح عندما يجيء من كاتب فنان ومثقف, وهو لم يأتِ من فراغ، لأنه ليس كل من امتلك قلماً كتب ما ينفع الناس أو ما يعبر عنهم أو ما يشكل لديهم رأياً ما, أو يهز قناعتهم بمعتقد بالٍ وقديم.. فالكاتب الحق هو تجارب المعرفة والحياة وامتلاك ناصية القلم والتعبير.
الأخ الحبيب مصطفى, فعلاً.. فإن جملة ما طرحته يفتح أبواباً أخرى لن تغلق.. فهل انتهى زمن (الحريف) في الرياضة و(الملهم) في أي مجال آخر رغم ما أتيح للناس من وسائل وأدوات وتقنية، ما زالت النسخ القديمة تتكرر.. وتتجدد.. وما زال ألق الستينيات والسبعينيات والثمانينيات هو المختلف.. والأبهى والأبقى في كل المجالات).
انتهى تعليق أو مشاركة صديقنا المخرج المبدع الأستاذ شكر الله خلف الله.. وغداً نختم بمشاركات أخرى, ونحاول الاختصار قدر الإمكان, رغم أن القضية تعتبر من القضايا الكبرى, والأعظم أثراً على المجتمعات.. ونقصد قضية تدهور الفنون.. لقد خرج الإبداع, وفتحنا أبواب النقاش علّ وعسى أن نتعرّف على الأسباب ولكن الذي خرج نعلم جيداً أنه لن يعود, رغم الأبواب المفتوحة, ورغم الترقّب الذي يسيطر علينا بأن الإبداع سيعود.. ذات يوم.