صلاح حبيب

احذروا مروجي الشائعات و”أبو القنفد”!!


بعد شائعات قتل السياسيين والفنانين ورموز المجتمع، لجأ البعض إلى حيلة جديدة يتكسبون من ورائها بسبب إطلاق إشاعة عن نافورة يتدفق منها الماء فيشفي كل سقيم، خاصة الأمراض التي وقف الطب عاجزاً في إيجاد العلاج النهائي لها، وقد قرأتم أحبتي قبل عشرات السنين قصة الفكي “أب نافورة” التي حمل الأعمى المكسر إليها، ثم قرية الكريمت والعلاج بالكي التي مات فيها أصحاب مرض السكري بالكوم بسبب العلاج البدائي الذي لا يستند إلى أي تشخيص طبي.. وها هي شائعة تملأ الدنيا بالعاصمة والولايات لم تخطر على بال أي شخص.. من أطلقوا تلك الشائعة بالتأكيد الهدف من ورائها الربح المالي، فالمال أصبح كل شيء وليس مهماً كيف يتم الحصول عليه حلال أم حرام.. المهم مال والسلام.. امتلأت الأوساط والصحف بإشاعة “أبو القنفد” أو القنفذ الذي يعالج الأمراض المستعصية، ووصل سعره إلى ملايين الجنيهات، والبعض أوصل الرقم إلى المليارات، وتحركت البصات والحافلات واللواري من الولايات، كل واحد شايل عشرين “أبو القنفد”.. عشرين في خمسمائة ألف جنيه أو مليار تساوي مليارات، وبدأ الناس يحلمون بالمليارات في غمضة عين، لا تعب ولا مشغولية.. تمشي الخلا تلقى “أبو القنفد” راقد تشيله وتجي بيه إلى سوق الله أكبر تقبض قروشك عداً ونقداً.
سرت الشائعة كما النار في الهشيم، ومن عنده “أبو القنفد” لا يبيعه إلا بالسعر الذي يحدده هو.. ويقال في إحدى ولايات السودان عندما بدأ المزاد عن “أبو القنفد” ووصل الرقم إلى مائتين وخمسين ألف جنيه، صاحبنا رفض وقال أسعار الخرطوم أعلى، وقيل إن أحد المواطنين جاء من الولاية وهو يحمل ما يقارب العشرين “أبو القنفد” وكان يتوقع أن يعود إلى ولايته وهو يحمل عشرة مليارات، لكن ما أن وصل الميناء البري حتى قيل له إن هذه شائعة والسلطات ألقت القبض على مروجيها وحكمت عليهم بالسجن بسنوات متفاوتة.. فما كان من الرجل إلا أن أطلق المجموعة التي يحملها بيده وكاد أن يجن من خيبته وحظه العاثر.
الشائعة أياً كانت، في الغالب كلها ضار، فهي تصرف الناس عن أمورهم العامة والخاصة، لذلك ينبغي أن تتصدى الدولة والجهات المسؤولة لمطلقي هذه الشائعات الضارة، وعليها أن تلقي القبض على كل مروج لها قبل أن تصبح ظاهرة مرضية في المجتمع.. ونحن شعب طيب، نصدق أي شيء وأحياناً مطلق الشائعة إذا جاءته مرة أخرى ربما يصدقها.. لذا احذروا مروجي الشائعات الكاذبة!!