مقالات متنوعة

بخيتة امين : حزني على الاستثمار في بلادي


رويت لكم في (جرة) سابقة كيف هاجر رجالنا وأولادنا ودولاراتنا وبالمليارات الى اثيوبيا مستثمرين في الزراعة والصناعة و الخدمات والادوية والجلود والمدارس وخدمات البترول والمقاولات والمطاعم و الحفريات والتعدين وغيرها .. لماذا حدث ذلك ؟
لان الاستثمار في بلادي غير جاذب
ولان السماسرة تسببوا في هروب المستثمرين
ولان امشي وتعال بكرة فيها مؤشر السمسرة
ولان تعدد المنافذ يقود لمضيعة وقت المستثمر
ولان عقبات تنفيذ المشروعات تشير الى عدم جدية اهل الاستثمار
ولان (نصيبي وين) إشانة لسمعة السودان واستثماراته.
في اثيوبيا هناك وزارة للاستثمار تعمل جاهدة لإنعاش الريف اي خارج أديس العاصمة تمنح ا
لمستثمر فرصا اكثر وتبيع الارض بسعر اسمي وتعفيك من الضرائب والجمارك لتنهض وتنعش قراها ونحن هنا ندفع بالمستثمرين للبقاء في الخرطوم وما حولها حتى لم يبق متنفس لنا الا ووقفت غابات الأسمنت تحجب عنا الهواء وحتى النيل لم تعد أبصارنا تتمتع بأمواجه .. في اثيوبيا :
لا مجال لاي مستثمر في لقاء رأس الدولة مهما كثرت دولاراته وفي بلادنا يلتقي المستثمر برئيسنا و لو لم يكن في المستوى والجدية المطلوبة.
– هناك موظف مسؤول عن استلام ملف المستثمر ويحدد يوم وساعة الاستلام والزمن الذي يقوم فيه المستثمر باستلام كافة أوراقه قبولا او رفضا واذا اخل الموظف بالميعاد يعاقب بخصم راتب أسبوع .
– هناك ممنوع رسميا قبول الهدايا او الظروف المغلقة من جانب المستثمر الأجنبي لأي موظف إثيوبي.
– هناك لا شئ اسمه فساد في الاستثمار.
– هناك يوم محدد في كل شهر لمقابلة مسؤول الاستثمار لطرح المشكلات والمعوقات وإيجاد الحلول لها عاجلا ولكل قطاع يوم معين.
– هناك أشياء وأشياء يمكن مراجعتها لإعادة الثقة في الاستثمار ببلادنا .
يا وزير الاستثمار في بلادي لو رأيت البهجة والتفاؤل على وجوه المستثمر السوداني لأصابك الحزن على حجم المليارات التي استقرت وما زالت الهجرة مستمرة.
ولو بذلت جهدا مع الذين في الخارج للاستثمار في الداخل لما تم شراء المئات من الفلل بالقاهرة ودبي وماليزيا وهو أمر في غاية الاسى ولو نجحت في اعادة سياسات وخطط الاستثمار بوضع حزم تسهم معك فيها كوادر كانت بالخارج لعادت الأموال لاقتصاد البلد المنهك بحق حتى لا نفقد قطاع المغتربين بأموالهم والوطن احق بها.
ولو استعنت بالإعلام الراشد لاعانك على المهمة الوطنية التي نحن في حاجة عاجلة لمعالجة الخلل الذي أصاب الاستثمار وجعلنا نلهث وراء الذي يستحق والذي لا يستحق.
يا وزير الاستثمار أدرك أراضيا وماءنا وأيادي شبابنا.