مقالات متنوعة

راشد عبد الرحيم : عصابات النقروز


قبل يومين ضجت أحياء في منطقة البراري وقطعت الطرق علي المارة ووضع المواطنون العديد من الحواجز لمنع السيارات من السير في الطريق العام.
سبب هذا الخروج الجماهيري الكبير أن عصابات من النقروز بدأت تطل برأسها في المنطقة وتخرج من المناطق المجاورة للنيل وبرج الإتصالات وهي تتخذ من الأشجار الكثيفة والظلام الذي يحيط بالمنطقة حدودا آمنة لتحركاتها .
وقعت أحداث تسببت في هذا الخروج ولسنا بصدد الحديث عن الوقائع إذ هي بين يدي الجهات المسؤولة والكلام فيها قد يؤثرعليها ولكن المشكلة في هذه الظاهرة .. هذه عصابات يحيطها الكثير من الغموض ولكنها منظمة وخطيرة ومتشابكة وسمعت أنها تحركت في العديد من الأحياء الأخرى.
مثل هذه القضية لن تحل عبرالمعالجات الأمنية والمحدودة التي تواجه حدثا بعينه ثم تعالجه وتنتظر ليخرج مرة أخرى .. في هذه المنطقة التي تنشط فيها مجموعات النقروز تبرز أيضا مجموعات من الشباب المميز الذين يعملون في مهن شاقة ويمارسون عملا شريفا يكسبون منه أرزاقهم .. العديد من الشباب الأقوياء يجرون امامهم الدرداقات ويبيعون أشياء رخيصة وذات عائد قليل ويكتفون برزقها وعائدها، وفي المنطقة عدد من المهن التي تسمى هامشية ولكنها تشكل مظلة لشباب يعملون أمام الشارع العام ويلتزمون بقيم وأخلاق، يحترمون الناس ويجدون الإحترام والتقدير.
العصابات ظاهرة خطيرة ومعالجتها الأمنية ضرورية ولكن ايضا محاربة من يعملون بالدرداقات او بائعات الشاي وفرض الجبايات والرسوم العالية عليهم يشكل سببا أيضا في تفشي الظواهرالخطيرة وقد تكون اسباب العمل في مهن هامشية هي ذات الأسباب التي تدفع آخرين لتشكيل عصابات خطرة .
ليست هذه المرة الأولى التي تظهرفيها عصابات النقروز ولا المرة الأولى التي يعاني فيها الشباب الذين يعملون في المهن القاسية .. والمشكلة دوما أن المشاكل تتردد والمعالجات تتأخر لتتحول المشكلة الممكن حلها إلى مشكلة مزمنة ومن ثم إلى مشكلة معقدة ذات تكلفة عالية مادية ومعنوية وقيمية.