منوعات

مع مشاعر عبد الكريم.. في ما يتعلق بكونها إنسانة مبدعة وموهوبة


في ما يتعلق” بمشاعر عبد الكريم فليس هناك انتظار أمام بوابة تطل منها سوى أن تمر الخيول البيضاء وعلى صهواتها الأبطال، أبطال الرواية والمسرح والشعر والكتابة الصحفية، وبلا مواربة بإمكانك أن تسرد مع نفسك قصة طويلة عن المسيرة المشاعرية القافزة فوق كل المنصات بسمت أدبي رفيع وكتابة رصينة ومفردة تستلقي على وسادتها عند الكبت.
تبدو مشاعر لمن يقرأونها مثل قرص البندول يزيل الألم في وقت وجيز ويتبدى بالعافية، أو مثل أطفال يخرجون لاستقبال غريب وفي عيونهم شوق يلمع مثل الشمس المتدلية من سقف إحدى رواكيب البسطاء، فشعاع المشاعر يصل لمسام الجروح لينعش العافية في أوردتها الميتة.
إجادة ناصية الإبداع
تجيد بطلة الدراما والمسرح لعبة الإبداع بكل ضروبها، وتستقوي بذخيرة معرفية وافرة استقتها من المتابعة والقراءة التي لازمتها منذ الصغر، فهي لا تستأذن في حواشي الكتب ومتون الأبيات والقصائد سوى الورقة البيضاء بإضفاء الحبر الأسود عليها برفق كبير ومراعاة دائمة للقارئ النهم لمفرداتها، لكن رغم النعومة المتبدية في المستطيلات الخضراء في كل أخيرات الصحف، إلا أنها صلبة المراس، ومصادمة، فلقد اعتدنا أن نبلغ ذرى الإبداع مع مشاعر في كل يوم تطل علينا من بين ثنايا ستارة المنى كأنها فتاة تتوق للقيا حبيبها الغائب منذ سنوات.
إبداع بلا حدود في الدراما
الممثلة القديرة بلقيس عوض، قالت لـ (اليوم التالي): عندما ظهرت (مشاعر) في حوش الدراما وبعد هجرة العملاقات تماضر شيخ الدين وتحية زروق ونادية جابر قلت للجميع إنو ربنا حيعوضنا بنجمة درامية مبدعة تستطيع أن تقدم الأفضل وتذكر الناس بالعمالقة. وتضيف: (مشاعر) إحساسها جميل وطريقتها في التمثيل معبرة وهي مميزة جداً في مجال الدراما التلفزيونية حيث إنها لم تعمل في المسرح. وأردفت بلقيس عوض: غياب مشاعر عن المشهد الدرامي كان قسرياً وليس بيدها هي لأن الحرب التي أعلنت على الدراما التلفزيونية جعلتها تبتعد ما أنتج التهريج الذي يحدث حالياً. واستطردت: في غياب هاشم صديق وتاج السر عطية وحمدنا الله عبد القادر وفي غياب المخرج المميز والكاتب المتفرد والنص الجيد لماذا تظهر مشاعر المثقفة والمبدعة؟ لأن في وجهة نظري الشخصية الوضع الحالي لا يشبهها. وأردفت بلقيس: عندما ظهرت مشاعر عبد الكريم لأول مرة أحببتها بشدة لأنها مبدعة ومسكونة بالإبداع وكنت متوقعة إنو مشاعر تشيل مني الراية.
كاتبة صحفية مميزة
الأستاذ الجميل الفاضل، مدير تحرير صحيفة (الأسياد)، قال لـ (اليوم التالي) إن مشاعر امرأة متعددة المواهب وتملك قدرات واسعة المدى، ويضيف: بيد أنها صائدة ماهرة لأبعد حد في أن تصطاد وتضع في سلتها ثلاثة عصافير جميلة بحجر واحد هو حجر الإبداع.. عصفور الدراما والتمثيل وعصفور الكتابة الصحفية وأخيراً التقديم الإذاعي والتلفزيوني. وأردف: ربما بدا لافتاً ومدهشاً قدرة (مشاعر) الفذة على النجاح في كل هذه الوجوه وكذلك تنقلها السلس بين الجبهات الثلاث. واستطرد الجميل: أولاً (مشاعر) من حيث التكوين الجيني وهندسة المورثات.. هي سفيرة البادية إلى المدينة ولذلك فإنها من طائفة العرب الرحل من حيث الأصل بل سليلة رجل في الما وراء اسمه (رحال) ولذلك فأنا لا أستغرب حركة (النشوق) المستمر عند (مشاعر) وقلة (الظعن) عندها على مضمار واحد، فإبداعاتها على صعيد الدراما أو الكتابة أو التقديم تصدر في النهاية من مشكاة واحدة.. إلا أنه صحيح أيضاً أن من النادر اجتماع كل هذه الملكات والمواهب والقدرات في شخص واحد فمشاعر استطاعت أن تحدث اختراقاً كبيراً لبنات جنسها من الأجيال المحدثة بكتابتها زاوية يومية وبالصفحة الأخيرة لصحف (الأضواء) و(الأهرام اليوم) و(أول النهار) مما يؤكد أنها تتمتع بمقروئية عالية بل ولا أستبعد أن تدرك حرفة الأدب من أي باب كان.. قلم كقلم مشاعر عبد الكريم ذلك القلم الذي يحمل هويات متنوعة يظل قلماً قابلاً للاشتعال والتفاعل مع أي جنس من أجناس الأدب والشعر والقصة والرواية وأدب المسرح وغير ذلك.
قاعدة كبيرة من القراء
يقول الأستاذ مصطفى بانقا، أحد المتابعين لمسيرة مشاعر عبد الكريم منذ بداياتها: (مشاعر) كاتبة رصينة ومميزة استطاعت أن تجعل لنفسها قاعدة كبيرة جداً من القراء وفي وقت وجيز حيث إنها لا تستبعد أي مكون ثقافي أو اجتماعي في كتاباتها فقد ناصرت الغلابى والتعابى والعمال والموظفين والطلاب والفتيات والنساء كبيرات السن لذلك احتلت مكانة بارزة في الصحافة السودانية وتفوقت على بنات جيلها حيث تقرأ لها جميع شرائح المجتمع وخاصة الشباب الذين في رأيي من الصعب أن تستميلهم إن لم تكن مميزاً ومقنعاً. وأردف بانقا: (مشاعر) تكتب بشجاعة نادرة عن مواقف عدة توارى عنها حتى (الرجال). ويضيف: عرفناها مصادمة لا تعرف التلون في مواقفها أو تخضع لجهة مهما كانت وتكتب بقناعاتها

اليوم التالي