مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : قربة (المفاوضات) المقدودة وقصيدة(حميد)


> الحركات المتمردة التي تتحد في حلف واحد هو الجبهة الثورية، تريد أن تدخل الى التفاوض مع الحكومة بوفد واحد لتناقش معها كل القضايا في وقت واحد.. وتكون قد وضعت السمك واللبن والتمرهندي في اناء واحد.
> مع أن الحكومة الواحدة تفرعت الى وفدين احدهما لمناقشة قضايا المنطقتين والآخر لمناقشة قضايا دارفور
> وذلك لعدم خلط اوراق قضايا عالقة في اتفاقية نيفاشا بأوراق تفاوض مع حركات لهااطروحاتها المختلفة. و حتى حركات دارفور لا أظن أن قاعة تفاوض مع وفد حكومي واحد كافية لها كلها. فاذا قلنا إن مناوي يمكن أن يتفق مع جبريل بحكم صلة القرابة، فإن عبدالواحد يمكن أن يهدم أي برنامج تفاوض يجمعه معهما.
> ولو راهن مناوي وجبريل على أن يضغط المبعوث الامريكي دونالد بوث على عبدالواحد في اتجاه قبول ما ارتضياه من اجندة تفاوض، فإن اسرائيل تضع عبدالواحد احتياطياً في المستقبل.
> وهذا معناه ألا يهتم بما يمليه عليهم المبعوث الامريكي بوث اذا كان يصب في اتجاه يتعارض مع المشروع الصهيوني.
> فاصلاً قربة المفاوضات مقدودة.. وبالنظر الى اجتماعات بوث المكثفة مع المتمردين وكأنهم وفد دولة اخرى وليس متمردين لم يحترموا نيفاشا ولا ابوجا ولا الدوحة.. فإن الحكومة نراها تنفخ في قربة مقدودة. و هي مضطرة للنفخ المهدر الآن هذا لان القوى الاجنبية هي القط الذي قال للفأر وسط البحر لماذا تحثو التراب في وجهي.
> وضع انت امريكا او بريطانيا او فرنسا مكان السودان وهو يواجه تمرداً مستمراً بعد توقيع حكومته على ثلاث اتفاقيات قوية.. كيف كانت ستكون النظرة؟
> لكن السودان تعتبره القوى الأجنبية ألعوبة في يدها.. تعبث بمصالح شعبه بواسطة متمردين لم يحترموا اتفاقيات اعترفت بها هي نفسها وكل المجتمع الدولي.
> وغداً يكون التوقيع على الاتفاقية الرابعة والخامسة وسيظهر من لم يحترمها ويظهر معه مبعوث امريكي جديد يكثف معه الاجتماعات.. ويكون التوقيع على الاتفاقية السادسة.. ومبعوث جديد.. وهكذا.
> هكذا في كل مرة يظهر مبعوث أمريكي ليحلب التنازلات القاسية من ضرع كرامة السودان.. ويذهب متمردون ويأتي متمردون.. ومع كل مبعوث امريكي جديد يجتمعون.
و قد انتهى الحال الذي وصفه الشاعر (حميد):
حكومات تجي وحكومات تغور..
تحكم بالحجي والدجل الكجور..
> وهو يقولها بالدارجي (حيكومات) حسب لهجة أهله الشايقة.. فالقصيدة طنبورية.. ضلت طريقها الى العزف بالعود بأنامل مصطفى سيداحمد.
> والحال اصبح هو: مبعوث امريكي يجي.. ومبعوث امريكي يغور.. وأصبح ايضاً: حركات متمرة تجي.. وحركات متمردة تغور.. تحارب بالحجبات والكجور.. لكن المصيبة الأكبر، تبقى في تحويل المواطنين في كل مرة الى ضحايا للحرب وافرازاتها.. حتى الاطفال يحرمون من التحصين في مناطق النزاع بسبب تحريض القوى الاجنبية للمتمردين على الاستمرار في المزايدات داخل قاعة التفاوض.
> في عام 2012 كانت المبادرة الثلاثية ضمن عدة مبادرات طرحتها الخرطوم.. فزادت معاناة المواطنين بسبب معرصة الحركة الشعبية لها. فلم تقل انها تناضل من أجل المواطن لذلك تقبل بها من اجله. لأنها لا تناضل من اجل المواطن. ولأنها اذا عادت مسالمة بعد التوقيع على اتفاقية اخرى سيظهر تمرد جديد يدعمه نفس (المصدر) سيقول انه يناضل من اجل المواطن.
> وهكذا تظل الخرطوم في كل مرة تشتري نفس البضاعة بعد أن تجد ما كانت قبلها مغشوشة.
> فقد اشترت من القوى الاجنبية اتفاقية نيفاشا بتنازلات قاسية جداً لكنها وجدت البضاعة مغشوشة.. فعادت الحرب بعد أن كانت قد حسمتها بالسلاح عام 2002م، واستكملت حسمها بشراء اتفاقية نيفاشا المغشوشة.. مغشوشة بنية القوى الاجنبية للعودة لدعم التمرد.
> والشعب في كل مرحلة يشاهد استهبال واشنطن وكذبها وهي تتحمس من خلال مبعوثيها للاجتماعات المكثفة بقادة التمرد. فواشنطن ليست صاحبة حل لأنها صاحبة دعم.. دعم للتمرد.
> وهي لا يمكن أن تكون جزءاً من عملية سلام لأنها جزء عظيم من استئناف الحرب في كل مرحلة تنفذ فيها اتفاقية سلام.
> لو مرة واحدة رفعت واشنطن يدها عن الشأن السوداني وتركت امره للحكومة السودانية، لما احتاح السلام والاستقرار وتحصين الاطفال في مناطق النزاع بعد اتفاقية نيفاشا وابوجا والدوحة الى مفاوضات يقودها شخص حقير مثل عرمان.
> المفاوضات لعلها بين دونالد بوث وابراهيم محمود مساعد الرئيس ورئيس الوفد. وعرمان مندوب بوث.
غداً نلتقي بإذن الله ..