منوعات

مكتبات الأحياء المجانية.. نافذة جديدة للاطلاع والتثاقف.. خدمة جديدة


لأجل زيادة المعارف والتثقيف في البلاد أطل اتجاه جديد يحث على الترغيب في القراءة دون الاشتراك في مكتبة أو تكبد المشاق بالذهاب إلى مكان بعيد من أجل الحصول على مواد مكتبية.
وفي الأثناء ابتدعت ملاذ حسين خوجلي المتحدثة في (تيديكس خرطوم) فكرة المكتبة المجانية في الحي والتي وجدت رواجاً كبير وإقبالاً منقطع النظير، واستلهمت ملاذ الفكرة من الأمريكي (تد بول)، ودشن المشروع نشاطه في مارس الماضي بأول مكتبة في ضاحية الطائف بالخرطوم.

رواج منقطع النظير
وفي السياق قالت ملاذ حسين لـ(اليوم التالي): الفكرة وجدت رواجاً كبيراً خاصة وانها تعد الأولى في تاريخ السودان، وقصدت بذلك تقديم أساليب اطلاع جديدة للأجيال القادمة حتى تجد المفيد من الكتب والمراجع، وأردفت: اجتهدت في البحث عن طرق التعليم الحديثة إلى أن وصلت للفكرة التي أذهلت الكثيرين، وأشارت إلى انها استقت الفكرة من الأمريكي (تد بول) الذي يعد أول من قام بإنشاء هذا النوع من المكتبات في العالم وتقع في مدينة (هديسون) والتي أنشأها تخليداً لذكرى والدته التي كانت تحب القراءة والاطلاع وقد احتفظت وقتها بعدد كبير من الكتب فما كان منه سوى أن يقوم بتصميم مكتبة أمام منزله ويكتب عليها (مكتبة الحي المجانية) لتقدم الفائدة للكثيرين.

تصميم خاص
وعن الفكرة ذاتها تتحدث ملاذ حسين قائلة: الانطلاقة كانت من أمام منزلي بالطائف بأول مكتبة حرة في السودان ومن ثم تواصلت الجهود حتي وصلت إلى (10) مكتبات وفي أماكن مختلفة في كل من الكلاكلة القلعة، أبو آدم، الرياض، الثورة شارع الوادي، جامعة الخرطوم، وأخرى في إحدى المدارس التي طلبتها والعدد في تصاعد ملحوظ، مشيرة إلى أن المكتبة ليست مغلقة قائلة: فلسفتنا مبنية على أن الكتاب للجميع رافعين شعار (احصل على كتاب وضع كتابا)، كما أن المكتبة مصممة بطريقة تضمن حفظها وسلامتها من الأمطار وخلافها، وعن الإقبال أشارت إلى أنه يتفاوت من منطقة لأخرى خاصة الإحياء الشعبية التي ساعدت فيها المكتبات الأطفال، وزادت: رصدنا التداول في بعض المكتبات ووجدنا أن نسبته عالية ومع حالة الفقر العام في بعض الإحياء لم تجد المكتبة إقبالاً كبيراً وظلت فارغة مما اضطرنا للتبرع بالكتب تحفيزاً للناس كي يشرعوا في التبادل، وكما ورد في بعض الإحصائيات أن (250) مليون طفل حول العالم ليست لديهم معرفة بمهارات القراءة والكتابة، وحوالي (130) مليونا في المرحلة الابتدائية ضعيفو المعرفة بالقراءة وهؤلاء هم الأخطر لذا اهتممنا بالصغار وأدرجناهم كعنصر أساسي في المكتبة التي تحتوي على كتب لجميع الفئات.

للكبار والصغار
كشفت ملاذ عن أنها تستقطع من مالها الخاص لتمويل مشروع (مكتبة الحي) وبمساعدة بعض الطلاب الذين تكاتفوا وقاموا بجمع التبرعات من جامعاتهم، وأوضحت: بعض الناس لا يمكنهم إنشاء مكتبة ولكن بإمكانهم التبرع بالكتب التي أصبحت مخزنة بلا فائده في مكتباتهم الخاصة، وعن كيفية رص الكتب لتكون واضحة للجميع أوضحت أن كتب الكبار توضع في الرف الأول أما كتب الأطفال ففي الثاني، وكل انواع الكتب متوفرة، تعليمية ثقافية ودينية إضافة إلى القصص والروايات حسب الفئة العمرية ففي الحي حتما تتفاوت الأعمار وتختلف الاهتمامات.

التخلص من الفائض
ملاذ قالت: من فترة لأخرى يختلف تفكير الشخص واهتماماته وحتى نوعية الكتب التي يقرأها فيكبر من قصص الأطفال إلى الروايات ومن ثم الكتب الأخرى فيتم التخلص من بعضها بتلك الطريقة ليستفيد منها أبناء الحي فهي ذات فكرة المبادرات التي يقودها الشباب في الشتاء.

صحيفة اليوم التالي