أبشر الماحي الصائم

ياحليلك يا بلدنا


فقولهم بأننا نجحنا في أن نذهب إلى جولة الحوار التاسعة بأديس أبابا ، ذلك يعني أننا نرقد على ركام تسعة جوﻻت فاشلة !! .. صحيح أن تكرار المحاوﻻت من قبل الحكومة علي الأقل يعني رغبتها في الحصول على السلام كقيمة أخلاقية مهما كانت مناورات الطرف الآخر، أن بديل طاولة الحوار هو الحرب وﻻ شيء غير الحرب، فالمفاوضات السيئة دائماً هي خير من الحرب الجيدة !!
* الحركة الشعبية قطاع الشمال ظلت تنادي بعمل هدنة بين الجانبين ، حتي لتمر قوافل الإغاثة للمتضررين في المنطقتين جبال النوبة والنيل الأزرق، والحكومة من جهتها تظل تنادي لوقف دائم للحرب حتي يعود المواطنون الي قراهم وزراعتهم وممارسة حياتهم الطبيعية !!
* تصر الحركة الشعبية ﻻدخال (المنظمات الإنسانية) الي المنطقتين ، وهذا يعني عند الحكومة من جهة (إدخال الأسلحة والتشوين)
الي الحركة الشعبية تحت غطاء الإغاثة !! .. ومن جهة أخري يعني إضافة المنطقتين إلى قائمة (المناطق المحروقة) !! فأي منطقة تسقط تحت إدارة المنظمات الإنسانية، يعني أنها قد خرجت من سيطرة وسيادة الدولة وأصبحت منطقة محروقة ، فما كثرت منظمات الأمم المتحدة في بلد إلا وتناقصت سيادة ذلك البلد !!
* فالسيناريو أصبح من الوضوح بمكان بحيث يصعب قبول تكراره ، فدراما (الأرض المحروقة) دائما تبدأ (بصناعة حركة وافتعال قضية) وفتح ملف إعلامي لدي الفضائيات الصديقة ، مع فتح حساب من قبل الجهات الراعية من وراء البحار، علي أن تدشن هذه الحركة عملها بحرق قرية أو تدمير مطار، ومن ثم صناعة (ضحايا ومشردين) وتحميل (حكومة الخرطوم) !! وزر هوﻻء الضحايا والمناداة مباشره من قبل (المجتمع الدولي) بالسماح بدخول (المنظمات الإنسانية )!!
* علي أن (الخازوق) بعينه هو دخول هذه المنظمات والتي ما دخلت في منطقة إلا وأنها لم تذق بعدها طعما للعافية قط، وهي تبدأ بفتح معسكرات اللاجئين واطعامهم وتسميم أفكارهم وعدم السماح لهم مطلقا العودة الى قراهم وحياتهم الطبيعة !!!
* غير أن أطرف رواية في هذه الدراما هي إنتاج تراجيديا .. (على حكومة الخرطوم وقف الحرب فورا والا ستكون في مواجهة المجتمع الدولي) !! .. ويرسل عقلنا في إجازة مفتوحة علي أن الخرطوم تمتلك زر فتضغط عليه ﻻيقاف ماكينة الحرب المجنونة !! ولكنها ﻻ تريد أن تفعل وهي تسعي إنهاك مواطنيها باطالة أمد الحرب !!
* وننسى ويتناسي المجتمع الدولي ، إن هذه الحرب لم تبتدرها الحكومة وﻻتملك مفاتيح وقفها وأنها أكثر الأطراف المتضررة منها !! وهي حرب غير شرعية وفق لوائح المنظمة الدولية نفسها ومواثيق الأمم المتحدة ، علي أن حركات انشطارية مناطقية إثنية تشن حربا على دولة عضو كاملة العضوية في المنظمة الدولية !
* لنعود الي رشدنا في نهاية المطاف بأننا نعيش في (غابة دولية) ﻻمكان فيها (لقوة القانون) وهي تسقط بامتياز تحت سطوة (قانون القوة) .. والى أن تمتلك دولة السودان أسباب القوة التي تجعلها تفرض سيطرتها علي كامل تراب الوطن، إلى ذلك الوقت (نسكت نساسق ونفاوض) ونغني .. بأن المفاوضات السيئة خير من الحرب الجيدة. وياحليلك يابلدنا !!!