نور الدين مدني

العودة للعافية والنفوس الصافية


*كل الأنباء المحبطة والمقلقة التي تطغى على نشرات الأخبار في الفضائيات وتتصدر الصفحات الأولى من الصحف لا تستطيع حرمان البشر من تطلعاتهم المشروعة نحو حياة معافاة بعيدة عن المهددات المحيطة بهم وببيئتهم.

*لذلك لم يكن غريباً أن يتنادى الناس وأن يحتشدوا في شتى بقاع العالم من أجل إسماع صوتهم للقادة الذين اجمتعوا في قمة المناخ بباريس لحماية الأجواء المحيطة بهم من مخاطر الاحتباس الحراري.

*إن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي حالياً يعتبر الأضخم خلال العقود الماضية‘ وتأتي الصين والولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول العشر التي تنبعث منها غازات الاحتباس الحراري.

*الدراسات العلمية أكدت أن أية زيادة في درجات الحرارة تتجاوز درجتين مئويتين ستؤدي إلى آثار مناخية كبيرة وخطيرة يتضرر منها فقراء العالم بصفة خاصة.

*إن العالم – المحتقن بالمشاكل المقلقة وتداعياتها الأكثر إرعابا – ينتظر ثمار قمة المناخ كي تتنزل عبر خطوات عملية تدفع باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ وبروتوكل كيوتو الخاص بتطبيق هذه الاتفاقية لتنزيلها على أرض الواقع.

* الشعوب التي خرجت في مظاهرات حاشدة للضغط على قادة العالم في قمة المناخ للوصول إلى التزام صارم للحد من ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة إنما تعبر عن تطلعاتنا جميعاً للعيش بسلام في مناخ صحي نقي.

*كنت وما زلت أمني نفسي بتهيئة مساحة لبيئة نظيفة للاسترخاء داخل قطية بسيطة و”عنقريب هبابي” وزير قناوي في حوش ترابي به حديقة منزلية مزدهرة بالخضر والزهور للجوء إليها لاسترداد العافية النفسية وهدوء البال.

*هذا الحلم الذاتي حققه البعض في مساحة مقدرة من البناء العمراني الحديث‘ ليس في بلادنا فقط وانما في بلاد أخرى بالعالم ضمن الحرص على نقاء الطبيعة والتقليل من قهر آلات الحضارة الصماء على نفوس الناس.

*إننا لا ننتظر من قادة العالم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وما ينبغي أن يتم تنفيذه لحماية الأجواء المحيطة من مهددات الانحباس الحراري‘ وإنما نتطلع لتعاون أكبر مع الدول الفقيرة وتلك التي تحت النمو وأن تتكثف الجهود الأهم نحو تحقيق السلام العالمي والتعايش الإيجابي بين البشر.

*دعونا نعمل جميعاً قادة وقيادات مجتمعية في شتى المجالات من اجل تعزيز السلام في بلادنا وفي العالم من حولنا بدلاً من تأجيج الحروب‘ ونشر المحبة بين الناس بدلاً من إزكاء روح الكراهية والعنف‘ والتعايش مع الآخرين بدلاً من محاولة إقصائهم بالقوة كي يسترد العالم عافيته وتصفو نفوس البشر من الضغائن والاحقاد