صلاح حبيب

لمصلحة من الانقلاب على “الميرغني”؟!


تصدرت صحف الخرطوم الصادرة أمس أخبار انقلاب داخل الحزب الاتحادي (الأصل) وعزل بموجبه زعيم الحزب مولانا “محمد عثمان الميرغني” الذي ظل في غياب عن أرض الوطن لفترة طويلة بمدينة الضباب “لندن”، إن كان الخبر الصادر حقيقة بعزل “الميرغني”، تكون القيادات التي قامت بهذا الفعل كالأبناء العاقين الذي حجروا على والدهم لأي سبب من الأسباب، فالذي حدث ليس فيه احترام لمرشد الختمية وزعيم الحزب الاتحادي (الأصل)، وليس فيه أي احترام لأولئك القادة إن كانوا فعلاً قادة؟ فالحزب الاتحادي الديمقراطي الذي أسسه “الميرغني” والزعيم الذي انقلب عليه واحد من الأبناء الذين أعطوا أولئك أسماء في الساحة السياسية، ولولا (المراغنة) لما عرف أحد بشيخ اسمه الشيخ “أبو سبيب” ولا غيره من الأسماء المتداولة حالياً، فاحترام الكبير مهم حتى ولو أصبح عاجزاً عن إدارة بيته.. فمولانا “الميرغني” يجب أن يحترم ويجب أن يحترم تاريخه، وليس من اللائق ولا المحترم أن ينهب أولئك تاريخ شخص ظل يناضل وهو صامت.. ظل يمنح هذا وذاك ألقاباً وأسماء ووزارات، منحهم أسماء وكوتات أعطاهم ما لم يعطه لأبنائه. لقد ظلت أسرة “الميرغني” في الخفاء طوال السنين الماضية ولم يعرف أحد كم لـ”الميرغني” من الأولاد والبنات، من هو أكبر أبناء “الميرغني” ومن هو المقرب إليه، ومن هو الذي يثق فيه، إلى أن ظهر في الآونة الأخيرة “المحجوب” و”الحسن” وغيرهم من أبناء “الميرغني” الزاهدين أصلاً في الزعامة والرئاسة.

إن انقلاب القيادات الاتحادية على زعيمهم “الميرغني” أسلوب غير موجود في أحزابنا السياسية، فمن أراد الخروج عن الحزب خرج بطوعه واختياره وذهب لتأسيس كيانه أو حزبه، كما حدث لمعظم الأحزاب السياسية السودانية.. فحزب الأمة انشق عدة أحزاب، والاتحادي كذلك.. والمؤتمر الوطني والحزب الشيوعي، ولكن لا أحد من قيادات تلك الأحزاب انقلب على رئيسه وأقاله، عدا الحركة الإسلامية التي انقلبت على الدكتور “حسن الترابي” وانقسم الحزب إلى حزبين طوعاً واختياراً، فلم يقلوا الدكتور “حسن الترابي” فالدكتور “حسن” كان موجوداً في الساحة السياسية فاعلاً وناشطاً ومؤثراً، ولكن مولانا “الميرغني” الآن غير موجود لا في الساحة السياسية السودانية ولم يكن له نشاط ظاهر حتى يتم الانقلاب عليه.
الانقلابيون “علي محمود حسنين” والشيخ “حسن أبو سبيب” فـ”حسنين” غاب عن البلاد لا يعرفها إلا عبر النت وغير متفاعل معها، فالمعارضون موجودون داخل الوطن، أما الشيخ “أبو سبيب” ورغم رمزيته في الحزب، ولكن الآن لم تساعده صحته ليكون ناشطاً سياسياً، ولذلك سيتولى زعامة الحزب الاتحادي الديمقراطي إذا أقيل “الميرغني” فعلاً، وهل منسوبو الحزب الاتحادي الديمقراطي الذين يؤمنون بـ”الميرغني” هل يرضون بأي شخص آخر ليكون زعيماً عليهم. مولانا “الميرغني” حفظ للحزب الاتحادي الديمقراطي اسمه وتاريخه، فبدلاً من الانقلاب عليه كان على القيادات الاتحادية أن تعمل على تضميد جراحات الوطن وحل مشاكله عبر الحوار الوطني الدائر الآن.


تعليق واحد

  1. عمك خرف وباع الحزب باعياز من اولاده الفاشلين ولكن نسي انو شهادة البحث حقتوا على الشيوع (السودانيين) والسودانيون وكلوا ابو سبيب وعلى محمود لابطال البيع