تحقيقات وتقارير

سيلتقون بـ(أوباما): الصوفية في البيت الابيض .. ترياق أمريكي للتطرف


اسبوع شتوي ساخن على ساحة المشهد الخاص بالطرق الصوفية، فمن جهة وصل بشكل مفاجئ عدد من أقطاب الطرق الصوفية للعاصمة الامريكية واشنط، في زيارة وصفت بالمهمة، تستغرق اسبوعين تلبية لدعوة رسمية وجهها الرئيس الامريكي باراك أوباما، بغرض المشاركة في ورشة تنظم خصيصاً عن الوسائل والطرق الخاصة بمكافحة الارهاب والتطرف الديني، بجانب عقد لقاءات ومشاورات مع مسؤولين أمريكيين مهتمين بالشأن السوداني، ويتوقع أن يقدم الوفد المكون من 12 من رموز الطرق الصوفية بالبلاد، أبرزهم خليفة السجادة الكباشية الشيخ عبد الوهاب الكباشي، وخليفة البيت البادرابي بأم ضوا بان، الطيب الجد، والامين العام لرابطة علماء التوصف محمد المنتصر ازيرق، ونجل الشيخ الراحل عبد الرحيم البرعي الشيخ الفاتح خليفة الطريقة السمانية، يتوقع ان يقدم الوفد عدداً من المحاضرات للجاليات المسلمة في عدد من مساجد واشنطن، تتزامن مع احتفالات المسلمين هناك بالمولد النبوي الشريف بجانب زيارة البيت الابيض والكونغرس الامريكي ووزارة الخارجية، وتختم الزيارة بلقاء خاص مع صاحب الدعوة الرئيس الامريكي باراك أوباما.
اختراق جديد
استهل جوزيف ستانفورد القائم بالاعمال في السفارة برنامج زيارات استكشافية لعدد من رجالات الطرق الصوفية والبيوتات الدينية والتي اعتبرت اختراقاً جديداً في شكل العلاقات بين امريكا ورجال الدين الاسلامي، حيث لم تستثن جولاته حتى الجماعات السلفية حيث وقف السفير في المركز العام لانصار السنة بالسجانة وتم اهداؤه نسخة من المصحف الشريف واعداداً من مجلة (الاستجابة) لسان حال الجماعة السلفية بالسودان، حيث انحصرت العلاقة بين أمريكا والسودان في شكلها المعروف على المستوى السياسي في الشق الحكومي الرسمي والجانب المعارض سواء كان مدنيا أو سلمياً أو حركات مسلحة، قبل أن يقفز الصراع الديني وتطفو تداعياته لتمتلئ الساحة وتطفو بواقع جديد ارتفعت فيه حدة التطرف الديني والطائفي بدرجة اعى من حدة الصراع السياسي، الامر الذي دفع بأمريكا عبر سفارتها بالخرطوم لتلمس المسار الدعوي وخلق علاقة بالجماعات الاسلامية والطرق الصوفية.
ولم تنته المحاولات حتى بعد مغادرة السفير استنافورد للخرطوم، بل استمرت ذات السياسة في عهد السفير جيري لانيير الذي دعا لاعداد مائدة ومأدبة رمضانية اجتمع عليها رجالات الدين الاسلامي والمسيحي في منزله بالخرطوم (2) واستوعب حفل الافطار شيخ الطريقة السمانية محمد صالح الشيخ الفاتح قريب الله ومحمد المنتصر ازيرق وأمين هيئة شؤون الانصار عبد المحمود ابو، والقمص فليوثاوس فرج ممثلاً للطائفة القبطية، لتتطور العلاقة وتنتهي على النحو الذي غادر فيه رموز التصوف الخرطوم ووصولهم للعاصمة الامريكية واشنطن في رحلة تستغرق اسبوعين ففي الوقت الذي شد فيه هؤلاء الرحال متوجهين نحو امريكا للالتقاء برئيسها أوباما جاءت جولات المسؤولين بالخرطوم لتغطي عدداً من الطرق الصوفية بمنطقة ام درمان فما هو شكل العلاقات بين قيادات الدولة بالطرق الصوفية، هل هي علاقة (عجين ودين) و(لوح ودواية وشرافة) ام تستهوي بعض الدستوريي حالة الانجذاب نحو تقابة ونيران القرآن، أو حينما تحاصرهم الضغوط يلجأون للمسيد مركز الراحة النفسية ويزورون شيوخ الصوفية (محبة) و(عرفاناً) وبغرض نيل (البركة) و(طلب الفاتحة والخيرة) في لحظات التجلي والصفاء كما أشار لذلك والي الخرطوم الفريق اول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين في كلمته أما نجل الشيخ دفع الله الصائم ديمة في زيارته له أول أمس الخميس حين قال: انهم كانوا يأتون لمسيد الشيخ دفع الله الصائم ديمة وكانوا يخرجون من عنده وهم أكثر علماً وايماناً ويقيناً وتقوى، وان الشيخ الصائم ديمة كان ينير لهم الدرب. تساؤلات حيرى تفرض نفسها بقوة عن سر العلاقة بين الحكومة والطرق الصوفية يقابلها سيل من التساؤلات عن سر وطبيعة العلاقة بين أهل الطرق وواشنطن، وكلها أسئلة تحتاج لاجابات لتجلية الضبابية وكشف الغموض والانتقال بالاوضاع من (الحقيقة) الى (الشريعة) قبل كشفها من خلال تسريبات الويكيليكس.

تقرير: الهادي محمد الامين
صحيفة السوداني