مقالات متنوعة

محمد عبد القادر : تصريحات سامة.. الكي ب(الفساد) و(الإحباط)!!


ماذا حدث فى هذه البلاد والأخبار تتحول الى ألغام وقنابل موقوتة تضاعف من حالة الإحباط العام وتباعد بين الأمل فى غدٍ أفضل لسوداننا الحبيب؟.
كيف تحوّل عدد من الوزراء والمسؤولين فجأة الى مُنفِّرين لا مُبشِّرين ينافسون المعارضة فى التبشيع بصورة الحكومة وتصويرها على هذا النحو من العجز والزهد فى خدمة المواطنين.
فى ملفات حساسة وخطيرة تحدث الوزراء خلال الأيام الفائتة حول أخطر الملفات وأكثرها حساسية بالنسبة للمواطنين، حديث وزير المالية بدر الدين محمود جاء على غير عادة الرجل فى التطمين والاتزان، وكان أشبه ب(عملية جراحية بدون بنج) تعالى معها صراخ الناس ، كيف لا والوزير يطلب من البرلمان تمرير رفع الدعم الحكومي عن الدقيق والقمح والمحروقات والكهرباء في موازنة العام 2016، ويتحدث عن انهيار اقتصادي محتمل يواجه البلاد. بدر الدين لم يتوقف لالتقاط أنفاسه بل واصل فى حالة الإفجاع وهو يُحمّل الشعب مسؤولية ما حاق بالاقتصاد بسبب الكسل وقلة الإنتاج.
لم تبرد نار التصريحات القاسية لوزير المالية فى البرلمان ويهدأ ألم الجرح الغائر الذى سبّبته للناس حتى جاء معتز موسى وزير الكهرباء ليُوقِّع على دفتر الحزن الشعبي و يصبّ المزيد من زيت الأزمة على نار الإحباط ويعلن عن وجود عجز في الكهرباء يصل الى نحو 650 ميغاواط ويبشر المواطنين وهم في خواتيم 2015 بان صيف العام الجديد سيشهد استمرار قطوعات الكهرباء.
فى ذات البرلمان كان نواب المؤتمر الوطني الذين ينتظر منهم الشعب بعض الأمل فى غد يعوّضه عن الصبر والاحتساب والانتظار يقولون (إن البلاد تراجعت فى كل شيء، البطالة زادت والتضخم والثروة الحيوانية ستنخفض بنسبة 50% خلال العام القادم) ، التصريحات نسبتها الغراء (أخبار اليوم) فى عدد الامس الى د. محمد مصطفى الضو رئيس لجنة الشؤون الخارجية وآخرين هاجموا الوزراء وتحدثوا عن ضيق المعيشة والحالة الاقتصادية الحرجة.
فى صحف الأمس كان الحديث عن الفساد موثقاً من وزارة العدل والمدعي العام يتحدث بكامل أهليته القانونية ويصرح فى البرلمان ان (الفساد بعبع)- حسب ما ورد فى (صحيفة الانتباهة)، وبامكاننا ان نسأله كذلك وما هو دور الوزارة – التى تتحدث عن فساد الدولة أكثر من قوى المعارضة- فى الكشف عن المفسدين وتقديمهم للمحاكمات الرادعة.
مولانا حيدر أحمد دفع الله رئيس القضاء بسمته الوقور وتوقيعاته النادرة قال فى ورشة عنوانها (مكافحة الفساد بقاعة الشارقة: الصحافة تلعب دوراً مهمّاً فى مواجهة الفساد وقد نقلت حديثه صحيفة (التيار)، المراجع العام لم يغب عن المشهد المأساوي كذلك وكان يطالب فى صحيفة (الصيحة) وبالأحمر الوهّاج بمنح الإعلام الحرية الكاملة لمحاربة الفساد.
هل تعلم عزيزي القارئ أن أفضل خبرين كانا يحملان الأمل والبشارة للشعب السوداني بالأمس قياساً بجرعات الإحباط التى يتلقّاها من أفواه المسؤولين عن استقراره ومعاشه وعلاجه كانت تنفى حسب ما نسبت الغراء (أخبار اليوم) لوزير الثروة الحيوانية ما تردد عن تفشي أمراض وسط الدجاج- والحمد لله أن دجاجنا بخير، وقد كان الخبر الثاني منسوباً لوزير الزراعة فى هذه الصحيفة وهو يؤكد عدم وجود فجوة غذائية ويفند مزاعم المجاعة ويقول: إن المخزون الاستراتيجي كافٍ لتأمين الغذاء، أعتقد بعد كل هذا يمكن أن نحدد بوضوح أسباب ارتفاع الإصابة بأمراض الضغط والسكري وتزايد حالات الموت بالذبحة الصدرية،ما ضرّ المسؤولين أن يقولوا خيراً او يصمتوا ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.