حوارات ولقاءات

القيادي بالمؤتمر الوطني د.إسماعيل حاج موسى لا زلت اشتراكياً ولا يوجد اختلاف بين المؤتمر الوطني والاشتراكيين


المؤتمر الوطني تسبب في صعود النبرة الجهوية والقبلية وفشل في تنمية الولايات

لا زلت اشتراكياً ولا يوجد اختلاف بين المؤتمر الوطني والاشتراكيين

لا نريد حزباً قابضاً.. ونختلف مع الشيوعيين في هذه (…) الحالة

الشيوعيون لا يضعون اعتباراً للمسائل الروحية

أنا من مؤسسي حزب المؤتمر الوطني

حوار: محمد شناوي

ضمن سلسلة حوارات عنوانها “المتحولون” اتجهت (الصيحة) ناحية شارع النيل ودخلت العمارة الكويتية قاصدة مكتب الدكتور إسماعيل حاج موسى القيادى بالمؤتمر الوطني والبرلماني المعتق والقانوني الضليع، زيارتنا كانت بهدف البحث والتنقيب حول الرجل الذي كان قيادياً في الاتحاد الاشتراكي المايوي إبان فترة حكم النميري وتحول الى حزب المؤتمر الوطني وصار قياديًا فى حكومة البشير.. المفاجأة أن الرجل اكد انه لا زال اشتراكيًا على الرغم من انه يعمل في نظام الإنقاذ ورغم تأكيده بأنه احد الذين ساهموا في إنشاء المؤتمر الوطني الحاكم…. تفاصيل كثيرة تجدونها في هذا الحوار.

ـ بداية من هو إسماعيل حاج موسى؟

أنا إسماعيل، والدي الحاج موسى كان ضابطاً في الجيش شغل منصب قائد الهجانة في الأبيض، أما والدتي فهي حفيدة الشيخ إسماعيل الولي وقد نشأت في أسرة مثقفة ووجدت حولي الكثير من المجلات والكتب الكبيرة لطه حسين وعباس العقاد والزيات وغيرهم الأمر الذي أسهم كثيرا في التكوين العقلي من البداية؟

ـ أين درست مراحلك الأكاديمية؟

درست المرحلة الأولية في الأبيض والوسطى في أم روابة. ومن الأشياء الغريبة في حياتي الأكاديمية ان بالأبيض ثلاث مدارس وسطى لكن عندما تخرجت من الأولية ذهبت الى أم روابة الوسطى مع ان معظم ناس أم روابة الخريجين من المدارس يذهبون الى خور طقت الثانوية لكن أنا ذهبت الى حنتوب الثانوية وبالتالي كل طلاب جامعة الخرطوم خريجي الدراسات العليا يذهبون الى انجلترا أو أمريكا تماشيًا مع عامل اللغه لكن انا ذهبت الى فرنسا.

ـ هل صحيح أنك لم تدرس القانون؟

تخرجت من علم اجتماع وعندما كنت في جامعة الخرطوم كنت رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وكنت الرئيس الوحيد الأول والأخير في تاريخ جامعة الخرطوم من غير الإخوان المسلمين والشيوعيين لأن اتحاد الجامعة كان يسطر عليه الشيوعيون والإخوان وكانوا يركزون تواجدهم بالجامعة لأنهم لم يكن لديهم وجود كبير على المستوى القومي خارج الجامعة، ولذا كان تركيزهم منصباً على الجامعات وبالذات جامعة الخرطوم وحتى الأحزاب الخارج الجامعة مثل الأمة والاتحاديين والديمقراطيين رغم انهم كانوا مسيطرين على الحياة السياسية في الخارج منذ الاستقلال، لكن لم يكن لهم وجود في الجامعه، ولذلك أنا استطعت أن أصبح رئيس طلاب جامعة الخرطوم لأننا ناهضنا سيطرة الإخوان والشيوعيين وكونا الجبهة الاشتراكية وكان معنا حينها فضل الله محمد ودكتور الطيب حاج عطية وعدد كبير من الإخوة، وبعد ذلك شغلت رئيس اتحاد الطلاب العرب في فرنسا وعندما عدت منها سنة 1975 تم تعييني وزيراً للدولة بالثقافة والإعلام في مايو وعملت في منصب وزير الدولة لعام واحد مع الأستاذ بونا ملوال وعام ثانٍ مع الأستاذ علي شمو ومن ثم أصبحت وزيرًا للإعلام لمدة خمس سنوات، بالمناسبة أنا صاحب فكرة مهرجانات الثقافة التي شرفنا فيها آنذاك الشاعر نزار قباني والأبنودي وعبد الرحمن ادريس والممثل عادل إمام. المهرجانات التي أنجبت مصطفى سيد أحمد وخوجلي عثمان وكثير من الواعدين الذي أصبحوا مبدعين لاحقاً وأعتقد أنها كانت فكرة جيدة وأشكر وزراء الثقافة الذين تعاقبوا بعدي على الوزارة لأنهم حافظوا على استمرارية المهرجانات من الطيب إبراهيم والسموأل والطيب حسن بدوي.

ـ دخلت السياسة مبكراً؟

نعم دخلت السياسة منذ وقت مبكر منذ أن كنت في حنتوب، كانت بداية التمرد كانت السيطرة في الحياة الطلابية من اتجاهين الشيوعي والإخوان، وحنتوب كانت كذلك وحتى اتحاد الطلاب هناك يسيطر عليه الإخوان والشيوعيون وبالتالي من حنتوب بدأنا نتمرد على الواقع. وفي حنتوب لم ننجح، لكن في الجامعه نجحنا لأن اتجاهاتنا اشتراكية وسطية لا شيوعيين لا إخوان وبعد ذلك كونا الجيهة الاشتراكية واستطعنا أن نصل الى رئاسة الاتحاد وكان اول اتحاد انتخب بعد أكتوبر مباشرة، وأذكر حينها كان الصادق المهدي رئيس وزراء وكان لا يخطو في شيء الا بعد استشارتنا وكان يجتمع معنا ولذلك بدأت حياتي السياسية، وبعد ذلك استمرت وعندما جاءت مايو ذات المنطلقات الاشتراكية شعرت أن الشعارت والبرامج والأفكار التي طرحتها تتجاوب وتتماشى مع ما كنت أدعو له، ولذلك وقبل أن أعود من فرنسا قدمت لي دعوة وحضرت تأسيس الاتحاد الاشتراكي وعندما رجعت من فرنسا كان البروفيسور عبد الله احمد عبدالله مديراً للجامعه عينني عميداً للطلاب في الجامعة، لكن مكثت فيها شهورا وعينت بعدها وزيراً وبعد ذلك أصبحت عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي وكنت أمين الثقافة والإعلام في الاتحاد الاشتراكي ورئيس هيئة تحرير جريدة هيا.

ـ هل تقصد أنك كنت اشتراكياً أصلاً؟

كنت اشتراكياً منذ أيام حنتوب.

ـ هل كان التحاقك بالسياسة عن طريق التجنيد؟

أبداً أنا لدي اهتمامات سياسية منذ وقت مبكر وبالتالي اتجهت الى الاشتراكية الديمقراطية لدرجة أن هناك من كان يخلط بين انتمائنا واليسار ويعتقد البعض أننا شيوعيون وبالتالي كنا حريصين في أن نبين الفوارق بين اشتراكيتنا واشتراكية الشيوعيين، ولذلك أنا لم أجند إطلاقاً وبالتالي نشأت في أسرة مثقفة جداً وجدت حولي الكثير من الصحف الثقافية التي كان يصدرها أحمد الزيات آنذاك كان يكتب فيها الزيات والعقاد وطه حسين.

ـ ما هي المهام التي تقلدتها مع الاشتراكيين؟

مع الاشتراكيين تم تكوين الجبهة الاشتراكية بعضوية عدد من أحزاب الوسط سميت بالجبهة الاشتراكية وتم انتخابي لرئاستها ومن بعدها فزت بمقعد رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ومنه الى رئيس اتحاد الطلاب العرب في فرنسا وبعدها عدت الى الخرطوم وزيرًا مع ثورة مايو في المكتب السياسي وعضو مكتب سياسي.

ـ هناك تقارب بين الاشتراكية واليسار؟

نعم الاشتراكية فيها شيء من اليسار ولذلك حرصنا على تبيين علاقتنا بالشيوعيين مع بعض الاختلافات فالنظرية الاقتصادية بالنسبة لنا أن تكون اشتراكية الريادة فيها للقطاع العام، ويكون التشارك فيها مع القطاعات التعاونية والقطاع الخاص وأما بالنسبة للشيوعيين هو وقف على القطاع العام فقط وهم (بيقولوا) العمل السياسي يقوده حزب هو الشيوعي ونحن قلنا يجب أن يقوده تنظيم مثل الحزب الاتحاد الاشتراكي وفيه أكبر عدد من الناس من منطلقات فكرية مختلفة محددة الأهداف والبرامج من أجل الوطن.

ـ ماهي نقاط الالتقاء مع الشيوعين؟

الاشتراكية فقط أنت تدعو للاشتراكية.

ـ ماهي نقاط الخلاف الجوهرية بينكم؟

في العمل السياسي نحن لا نريد حزباً حاسماً قابضاً بطريقة فولاذية بل نريد تنظيماً مفتوحاً وهذا خلاف كبير بيننا وبينهم، ولذلك هم حاربونا كثيرًا لأننا كنا نحدثهم ونزاحمهم في الحديث عن الاشتراكية.

ـ على الرغم من إيمانك بالاشتراكية لكنك تحولت إلى المؤتمر الوطني؟

لم أتحول بل أنا من المؤسسين لحزب المؤتمر الوطني، وفي بداية الإنقاذ عقدنا عددا من المؤتمرات من بينها مؤتمر قطاع التنظيم وأذكر أننا آنذاك تجولنا في الأحياء في الخرطوم، مثل الديم وأم درمان شخصي الضعيف ودكتور حسن الترابي ودكتور غازي صلاح الدين واللواء حسن حمدين وآخرون كان هدفنا إقامة جهاز سياسي وبالتالي كنا متفقين مع الطرح الذي قدمه المؤتمر الوطني أنذاك وصحيح لم تكن اشتراكية لكنها عدالة اجتماعية، وهي واحده من مشاكل الشيوعيين التي اختلفنا معهم فيها إذ أنهم لا يضعون اعتبارا للمسائل الروحية بمعنى أنهم ضد الدين (خالص) ونحن نقول إن الدين عامل أساسي وطاقة قوية جداً تجعل الناس تعمل بأمانة وقيم وهذا ما جمعنا مع المؤتمر الوطني. وأنا اتفقت معهم فى طرحهم ولكن هم لا يسمونها الاشتراكية ويطلقون عليها العدالة الاجتماعية ولهذا نلتقي معهم في العدالة الاجتماعية وألتقي معهم في الشورى، وكذلك في أنه يكون هناك قطاع عام رائد وقطاع تعاوني “يعني حاجات كثيرة” وأنا ممن شاركوا في وضع ميثاق المؤتمر الوطني ولهذا لا أعتقد أن هناك تحولاً أنا أمضي في نفس النهج الذي سلكته.

ـ هل يعني ذلك أن ذات المفاهيم الاشتراكية التي وجدتها في الاشتراكيين وجدتها في المؤتمر الوطني؟

ليس هناك اختلاف إطلاقاً نحن نتحدث عن اشتراكية والمؤتمر الوطني يتكلم عن عدالة اجتماعية والشيوعيون يتحدثون عن اقتصاد عام فقط في الاشتراكية القطاع الخاص نشط جدًا، ونحن مع قطاع عام رائد لكن نتعاون مع قطاع خاص قوي ولدينا رجال أعمال كثيرون يسهمون في تزكية وترقية وترشيد العمل الاقتصادي والآن لا يوجد قطاع تعاوني مثلما كان في أيام مايو لكن القطاع الخاص موجود فهو من الأشياء التي تجمعنا مع الإسلاميين.

ـ لكن من حيث التقييم الايدلوجي الصارم هناك خلاف بين المؤتمر الوطني وبينكم؟

لا أتفق معك في هذا الحديث، إلا إذا كانت اشتراكية بالمعنى الشيوعي ولكن نحن اشتراكيتنا مختلفة مع الشيوعيين، اشتراكيتنا تدعو للعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروه والسلطة لكن في الاقتصاد ليس القطاع العام فقط مثلما حدث في روسيا والدول الشيوعية نحن مع قطاع عام وخاص نشط جدًا ومعه قطاع تعاوني، وبالتالي هنا اختلاف كبير جدًا لكن الإسلاميين ليسوا ضد هذا.

ـ تقييمك لفترتك التي قضيتها مع الاشتراكيين؟

أنا “ما قعدت معهم أنا أنشأت الحزب الاشتراكي” فعندما حضرنا للجامعة وجدنا سيطرة اليمين المتمثلة في الإخوان وسيطرة اليسار المتمثلة في الحزب الشيوعي فقمنا بإنشاء كيان وسط اتجاهه اشتراكي لكنه مختلف عن الشيوعيين ووضحنا اختلافنا في ذلك في الاقتصاد والسياسة وبالتالي قررنا إنشاء تنظيم وخرج الاتحاد الاشتراكي وتم انتخابي رئيس للجبهة الاشتراكية ورشحوني لرئاسة الاتحاد وفزت وكان آنذاك التمثيل نسبي واللجنة التي انتخبتني كان بها مهدي ابراهيم وصابر محمد الحسن ومبارك قسم الله من اليمين خالد المبارك من الشيوعيين ولذلك نحن كنا نسميها الاشتراكية الديمقراطية.

ـ هل لازلت اشتراكياً؟

نعم أنا لازلت اشتراكيا بتوجهي الذي بدأته منذ أن كنت في مدرسة حنتوب واستمر معي حتى الجامعه وكذلك مايو ولازال طرحي اشتراكيًا ديمقراطياً ولذلك التقيت مع الإنقاذ بحكم أني مؤسس حزب المؤتمر الوطني لأن طرحها قريب من طرحنا.

ـ أين أنت الآن؟

أنا عضو في القطاع السياسي للحزب الحاكم وقريب منهم وبالتالي كما ذكرت لك أنا ساهمت في إنشاء المؤتمر الوطني بحكم أنه تنظيم يدعو للعدالة الاجتماعية والشورى.

ـ إذن في أي طرح تختلفون كاشتراكيين مع المؤتمر الوطني؟

نختلف في الممارسات نحن مثلاً في السودان الآن لدينا دستور ممتاز جدًا فيه أحسن وثيقة حقوق في العالم لكن في بعض المرات تجد الممارسات من أجهزتنا فيها أخطاء مثل منع الناس من السفر وإغلاق الصحف ولذلك أنا دائماً أقول إن مشاكلنا في السودان ليست في الإنقاذ أو في مايو أو الأحزاب المشكلة أن هناك طلاقاً بين النظرية والتطبيق يعني الصادق المهدي والاتحاد الديمقراطي يتحدثون عن الديمقراطية لكن لديهم ممارسات خاطئة وكبيرة وعلى سبيل المثال عندما أتت الإنقاذ كان الزبير محمد صالح في السجن، وكثيرون كانوا في السجون تحفظياً. اين الديمقراطية في ذلك . ما أود قوله أن هناك طلاقاً بائناً في الديمقراطية بالسودان في كل العهود بين النظرية والتطبيق.

ـ لكننا لا نشهد أي وجود لكم كاشتراكيين؟

أنت تتكلم عن الاشتراكيين كأن لهم فهم موحد، كما ذكرت لك أن الشيوعيين اشتراكيون والبعثيين اشتراكيون لكن اشتراكيتنا بتختلف معهم وبالتالي عندما جئنا نكون الاتحاد الاشتراكي جئنا بفكرنا ولم نذهب مع الشيوعيين ولا الإسلاميين لأننا بنختلف معهم بالتأكيد.

ـ هل هناك من يؤمن بالاشتراكية داخل المؤتمر الوطني؟

الأستاذ فضل الله محمد والأستاذه بدرية سليمان وعدد كبير.

ـ بصورة مطلقة التحول من ايدلوجيا لأخرى ألا يعتبر نكوصاً عن المبادئ؟

أنا لم أتحول لكن كنت أرفع شعار “اشتراكية ديمقراطية” وأعتقد أنها مطبقة في المؤتمر الوطني ولكن عبر مصطلح آخر.

ـ المتابع لمسيرتك في العمل السياسي يتيقن بأنك قيادي في المؤتمر الوطني ولست اشتراكياً؟

لأنهم لا يعرفون التاريخ ولو رجعوا للتاريخ لوجدوا أنني اشتراكي، الاشتراكية التي ناهضت الشيوعيين.

ـ البعض يرى أن دكتور إسماعيل يريد أن يسير مع التيار لجهة أنه لم نشهد لك مواقف ضد النظام؟

صحيح أنني لا أعارض معارضة استعراضية ولكن كتبت في الصحف بصورة راتبة وكنت أكتب رأيي، وفي داخل الأجهزة أقول رأيي بكل صراحة لكن دائماً لا أميل إلى أن أعمل بطولة استعراضية لأنني في المؤتمر الوطني الذي له مؤسسات ومجلس شورى وقطاع سياسي يمكن أن تقول فيها ما تريد. ولكن إن كنت مختلفا معهم بصورة جذرية المفروض أغادر الحزب وأكون معارضا لكن أنا معهم وذلك لا يعني أنني أسلم بكل ما يقولونه أو يفعلونه أبدا أنا أقول رأيي في قضايا كثيرة جداً.

ـ بصفتك قانونياً كيف تنظر لصعود تسونامي الفساد؟

أنا كتبت عن الفساد وقلت لابد من محاربته وأنا أعتقد أن في هذا الوقت يوجد قانون لمكافحة الفساد معروض أمام المجلس الوطني وحتى قبل ما يأتي هذا القانون هناك مؤسسات مفترض تعمل في هذا المجال وأنا لدي ورقة قدمتها قبل ثلاثة أسابيع حول الدور الرقابي والدور الحسابي وقبل ذلك أنا قدمت ورقة أساسية في اجتماع مشترك للمجلس الوطني والولايات رغم أنني لست عضواً في أي واحد فيهما تحدثت عن مجلس الولايات وذكرت أن مجلس الولايات ضعيف جدًا وأحد أسباب ضعفه هو أنه مسؤول من مراعاة مصالح الولايات ومع ذلك ليس له الحق في أنه يستدعي الوالي، وقلت إنه عملنا تعديلاً لكنه ناقص لأنه بحدد الرقابة ولم يحدد المحاسبة مفروض يكون في نص قانوني مثل ما يوجد في المجلس الوطني أن الوزير إذا قدم تقريراً والمجلس شعر أنه فاقد لثقة المجلس يوصي رئيس الجمهورية بإقالة الوزير وبالتالي يفترض يحصل كدا وناقشنا هذا الأمر في الاجتماع المشترك.

ـ إذا رجعنا بك إلى الماضي هل كنت ستختار المؤتمر الوطني أم تختار حزباً آخر؟

أنا لم أختار المؤتمر الوطني أنا أسست المؤتمر الوطني، وبالمناسبة كل الأحزاب حاولت أن تستقطبني من بينهم الاتحادي الديمقراطي الاأستاذ موسى المبارك كان عضو المكتب السياسي في الاتحادي الديمقراطي حاول أن يجندني لكن أنا رفضت الانتماء لأي حزب آخر.

ـ لماذا؟

لأننى أعتقد أن ايدلوجياتهم وتفاصيلهم لا تتفق معي وبالتالي كم مرة أطلقوا على أنفسهم اسم الحكم الديمقراطي لكن لم يستمر ثلاث سنوات لأنهم ليس لديهم فكر، فالحزب الاتحادي الديمقراطي منذ أن أنشئ في الأربعينات لم يعقد مؤتمراً عاماً، وحزب الأمة يحكم على أساس طائفي فهو واجهة أساسية لطائفة الانصار والاتحادي الديمقراطي واجهة أساسية لطائفة الختمية.

ـ المؤتمر الوطني صاحب النصيب الأكبر في الأزمة السودانية؟

صحيح أن هناك بعض الأخطاء ارتكبها الحزب الحاكم لكن ذلك لأن مشكلة السودان عدم وجود معارضة سياسية فهي معارضة ضعيفة هشة والديمقراطية لا تسير إلا بساقين حكومة ومعارضة، ولكن المعارضة الآن مشتتة فحزب الأمة الآن مقسم إلى خمسين حزباً والاتحادي الديمقراطي عشرة أحزاب والحزب الشيوعي منتهي، ولهذا فأنا أقول إن المؤتمر الوطني بدون معارضة يفتقر لشيء مهم جداً، وحقيقة نحن في داخل المؤسسات ننتقد الحزب الحاكم لكن نحتاج لمعارضة قوية جداً تبين الأخطاء في الحزب الحاكم.

ـ ماهي الأخطاء التي ارتكبها النظام منذ أن تسلم السلطة؟

أصلاً هناك أخطاء أسهم فيها والآن يعمل على علاجها منها تعالي النبرة الجهوية القبلية ولكي نعالج هذا الخطأ اضطررنا لإلغاء انتخاب الوالي، وهذا خطأ كبير وثانياً إذا قلنا إن الحكم الاتحادي هو الاقتسام العادل للثروة والسلطة وأن نعطي الولايات حقها لكن الواقع يشير إلى أن الولايات لا توجد فيها تنمية ولا خدمات وبالتالي كل الناس نزحوا للخرطوم واكتظت العاصمة بالناس الأمر الذي خلق مشكلة في الخرطوم والولايات، وهذا خطأ آخر تسبب فيه عدم وجود التنمية المتوازنة.

 

الصيحة