د/ عادل الصادق المكي

الدولارات … الصرافات..أمور التلاتة ورقات


حزمت أمري.. وحزمت حقائبي.. واحتضنت علتي.. واتنويت السفر متشملما..إلى مصر المؤمنة بأهل الله.. كما قلت في بداية ملحمة المرض والوطن واكل النار للما عندو ضهر.. والذي لا يفيد أصحاب الشأن بشيء ولا يستفاد منه في أمور الدنيا.. فتراه يركض وهو في صحته وراء لقمة العيش.. ولما تتعبو تب ويقع على وشيهو… تراهو يركض و يتراكض إلى المستشفيات الحكومية .. عسى ولعل يلقى ليهو حبيبة دواء زايدة واللا ما دايرنها ويتصدقو بيها عليهو وفي ميزان حسناتهم باذن الله….!!!… وأنا شايل هم الغربة فوق هم المرض أصبحت أمامي مشكلة العملة الصعبة… وكيف أوفرها وأنا ذاهب في رحلة علاجية براي استودعت الله واستخلفته في الأهل والولد.. والمال تراني أضاير فيهو شايلو معاي اتعالج بيهو…أشارو علي بالصرافات…تقوم دُغشاً بدري مع البياح.. وتمشي الصرافة المحددة وتترصا مع المترصين من أجل حفنة من الدولارات…..ولأني تعبان وما بقدر أترصا رصة سمحة.. كانت ابنتي هي الانتحارية التي وقع عليها اختياري للرصة.. ومن بالليل فهمناها الرصة وباقي القصة.. وقامت بعد صلاة الصبح…وودعتنا رافعة شارة العزيمة والإصرار بأن يا غرق يا جيت حازما.. وتقصد الدويلارات… ووصلت ووجدت كمية من الخلق مرتصين زمراً زمرا… ووقفت معاهم..اتصلت عليها..قالت لي أنا نمرة سبعة وعشرين.. قلت ليها مشجعاً قربتي تب… أبقي عشرة وأوووعك تجينا إيد ورا وإيد قدام… اتصلت بعد فترة… قالت لي جا واحد من أهل الصفة ويظهر عليهو قرن كبير فتحت له الأبواب وابتسمت في وجهه الثغور المكفهرة في وجوهنا… شايل ليهو خمسة واربعين جواز سفر وقالوا لقط الدولارات الفي الصرافة جت.. وركب مشى… قلت ليها لا تيأسي لا دولارات مع اليأس ولا يأس مع الدولارات… ووصلت هذه المناضلة إلى موظف الصرافة وقال ليها الدولارات كملت وقضت.. دي الأدانا ليها بنك السودان…نجيب لكم من وين؟؟..علا عندنا ريالات. اتصلت مستشيرة.. قلت ليها شيلي الريالات مع انو ما زي أبوك لكن بي يربيك…. ولما قالت خلاص عاوزة ريالات بدلو ليها نصف ما تستحقه من مبلغ..وبرضو النضم” دا العندنا نجيب لكم من وين؟”…قلت ليها يا بنتي جيبيهن المال تلتو ولا قتلتو.. واتفقنا على أن تبحث في السوق الأسود عن دولارات بسعر اتنطاشر جنيه في حين أنه في الصرافة يساوي تمانية جنيهات…غايتو رقعّن ولتقّن القريشات واشترينا من السوق الاسود…مضطرين غير باغين.. ولا مساعدين في ربكة الاقتصاد السوداني…ولولا المرض والحوجة الدولار دا شوفتي ليهو مبطي “مبطي بلغة اهل الخليج من مضاعفات العشرين سنة”..!!!!.
في ونستي علمت أنه في بعض الأحيان.. إن دولارات الصرافات تتسرب إلى السوق الأسود.. بصورة أو بأخرى…. بقوة القرون.. أو بحيلة الأذكياء.. ويربح منها من يربح.. ويترى من يثرى…أما من مهم في حوجة حقيقية لها من من كان مريضاً أو على سفر.. يشتروا منهم ..!! يشتروا منهم حامدين شاكرين نعمة الله أن جعل في السوق الأسود رجال عاهدوا الله وبنك السودان أن يجوطوها أصلها جايطة!!!!
نواصل………