مقالات متنوعة

طارق شريف : رفع الدعم وبؤس المعارضة!!


كنت من أوائل الذين كتبوا وانتقدوا وزير المالية على التصريحات التى أدلى بها فى البرلمان وطالب فيها برفع الدعم عن الخبز والوقود والكهرباء، وقلت ان رفع الدعم عن هذه السلع يشكل هاجس اضافى للشعب واشرت ان تصريحات الوزير كانت تفتقد اللباقة والكياسة ،خاصة انه وجه انتقادات لاذعة للشعب ، وهذا لايليق بمسئول يفترض ان يراف بحال الرعية!!
الشئ الذى كان يدعو لرفع حاجب الدهشة هو تصرف المعارضة التى تعاملت مع الأمر كأنه أمر واقع وكان رفع الدعم قد تم فعلا وبدأت فى إثارة العواطف بكلام ممجوج لايفوت على فطنة المواطن الحصيف الذى لا تمر عليه مثل هذه ألاعيب التى تحاول العزف على أوتار المعاناة بكلام عاطفى لايرقى لمستوى الخطاب السياسي المتقدم ولا خطاب المعارضة الفاعل الذى يهتم بالمقدرات الوطنية. والسؤال المهم إلى متى تظل المعارضة فى هذه الصورة العبثية تظل ساكنة وجامدة كخيال الماتة وتنتظر تصريحات وزير او وزير دولة لتشكل عليه مواقفها المهزوزة؟ وهذا يعنى ان المعارضة لاتمتلك برنامج واضح ولاخارطة طريق! وللاسف الشديد المعارضة لاتهمها معاناة الشعب بقدر ماتهمها مصالحها الذاتية ولهذا هى بلاجماهيرية ولا تستطيع أن تثير الشارع وكلامها هو مجرد تصريحات للاستهلاك السياسى! ومقولة الراحل نقد الشهيرة (حضرنا ولم نجدكم)،هى خير توصيف لوضع المعارضة!!
أما أغرب تصريحات قرأتها فهى تصريحات لبعض المسئولين بحزب الأمة ومنهم سارة نقد الله عن نذر مجاعة وشيكة تحيط بالوطن! والغريب أن مسئولى حزب الأمة قالوا أنهم تحصلوا على معلومات من خلال مناديب لهم بمناطق الإنتاج عن فشل الموسم الزراعى ولهذا فإن المجاعة أصبحت قاب قوسين او أدنى !هذا مجرد كلام يعبر عن حالة حزب الأمة المضطربة والتى تتجسد فى صراعاته وتفككه وبدلا من محاولة إصلاح حاله فهو يلجأ إلى عكننة المزاج العام بأخبار مضحكة عن مجاعة مثل أخباره التى كان يؤكد فيها بزوال الحكومة فى غمضة عين، هذا حزب (رأسه لافى) ولايفهم ماذا يريد وما هى خططه وبرامجه ولهذا فهو يعمل بردود الأفعال !
من مصلحة الحراك السياسى ان تكون هناك معارضة قوية وفاعلة تعمل وفق خطة واضحة وطموحة لمصلحة الشعب، ولكن مانشاهده الآن لايرقى لمستوى الفهم والإدراك الشعبى الواسع الذى أصبح يستوعب معنى ان تنتظر المعارضة تصريحات من وزير المالية لتبنى عليه خطابها ومواقفها ومعنى ان يستند حزب كبير مثل حزب الامة على مجرد خزعبلات يفهم راعى الضأن فى الخلا أنها مجرد كلام ينفع عنوان لصحيفة اثارة ! إذا كنا ننتقد الحكومة مرة فنحن فى حاجة لانتقاد المعارضة الف مرة لتفوق من ثباتها!!