حوارات ولقاءات

مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا :الشخصية السودانية عاطفية ولا ترى جوانب الموضوعات …وقلنا لدولة الجنوب أن هذا الأمر مجرد لعب


تقييمك للحوار الوطني المنعقد حالياً مع هذه الأحزاب السياسية والشخصيات هل تعتقد أنه بإمكانه تحقيق نتائج يمكن أن تسهم في حل مشكلات السودان، خاصة وأنه أوشك على النهايات؟
نعم يمكن أن يحقق الكثير.. ليس بالضرورة أ، يأتي الحوار بشئ خارق، أو أن تكون نتائجه عظيمة تسهم في حل كل المشكلات، نحن لاحظنا بدايات الحوار والتور الذي صاحبه والأسئلة التي كانت تدور في أذهان الناس، من الذي سيحضر ومن سيقاطع، وهل هو حوار حكومة أم لا؟ كنا نراقب كيف كانت العملية عسيرة، وكيف كانت المواقف متشنجة ومتباعدة وأخذت طابعاً شخصياً أو ذاتياً عن طريق جديد للبلاد للخروج مما تعانيه، الآن بعد انقضاء هذه الفترة رأيت النفوس قد هدأت والعقول مالت الى العمل في أجواء هادئة دون مؤثرات وحديث حكيم بدأ يعلو، فضلاً عن تقارب بدأ يظهر بين وجهات النظر المختلفة، لذا أرى عدم الاستعجال بإنهاء الحوار.
لماذا؟ الحوار طال كثيراً لذا حددت له فترة زمنية؟
لسببين: الاول أننا نقتل أفكارنا العظيمة بطريقتنا التقليدية بالاستعجال وعدم اتهان الأمور، لذا أرى إعطاء فرصة ومزيد من الوقت للتجويد، ولكي نخرج بنتائج عميقة متفق حولها حتى ان لم تكن بشكل كامل لكن بأكبر قدر ممكن، السبب الثاني، أنه كلما أعطينا فرصة للآخرين الذين هم خارج الحوار لينضموا إليه سيكون الأمر جيداً.. لا أعلم بالضبط ما الذي سيحدث لكن أرى أنه طالما انضمت جهات للحوار فهذا يعني أنه سائر الى الإمام أكثر، انضم إليه آخرون وسيحقق الكثير من أهدافه، وليس من المناسب الاستعجال لانهائه خاصة أن مسيرة المنضمين الجدد للحوار الوطني لم تتوقف بعد.
الحركات المسلحة ترفض الدخول إلى سلام .. ألا يدل ذلك على ثقلهم في أرض الميدان؟
لا يوفق السودانيون في احيان كثيرة بقراءة وتييم ما حولهم، الشخصية السودانية عاطفية والشخصية العاطفية لا ترى كل جوانب الموضوع أو المسألة ثم أن هناك من يضخم ذاته وبالتالي حزبه أو حركته مما يحرمه أيضاً من النظر والتقييم الموضوعي للمواقف، وللحركات هذا العيب.وأنا هنا لا أشتم لكنها وللأمانة تحتاج لوقت حتى تقتنع بالواقع. في عام 2008م حينما دخل خليل أم درمان كان تقييم أن هذه الحركة تحتاج الى عام آخر كي تستأنف نشاطها العسكري، بينما كانوا يرون انهم سيدخلون أم درمان مجدداً بعد شهر.
وماذا عن الآن؟
العدل والمساواة بعد المعارك الأخيرة في قوز دنقو فقدت الكثير من قواتها البشرية والمادية وما تملك من سلاح وعتاد، فهل هناك فرصة كي تبقى سنة أو اثنين لتستعيد قوتها؟ يمكن أن نقول أنه من الممكن في الأجواء الطبيعية لكن الظروف لم تعد هي الظروف.. في السابق قيادات الحركة كانت تقيم في تشاد بجوار دارفور ولها معسكرات في جنوب السودان، وفي جنوب السودان يحولونه كل فترة إلى مكان، آخر مرة نقلوه إلى راجا، فأصبح بعيداً عن شمال دارفور المنطقة التي يجند منها، وبعيداً عن تشاد ومعسكرات النازحين، السبب الآخر أن جنوب السودان الآن لم يعد جنوب السودان الذي كان قائماً قبل عامين، بعد ان اشتعلت فيه الحرب، فالحركة ورطت نفسها في خلافات جنوب السودان الأمر الذي جعل احد أطراف الاتفاقية يصر على ضرورة طرد هذه الحركات خارج الجنوب، وبات بنداً منصوصاً عليه في الاتفاقية.
وهل نفذت حكومة الجنوب هذا البند وطردت الحركات من أرضها؟
موقف حكومة جنوب السودان حينما جلسنا اليهم يتمثل بطرد حركات دارفور الموجودة في أراضيهم الى داخل السودان، لكن بالنسبة للحركة الشعبية (مالك عقار وعبد العزيز الحلو) رأوا أن يتوسطوا بيننا وهي وساطة مرفوضة، ماذا يعني هذا؟ يعني أن بامكانهم التضحية بحركات دارفور لكنهم لا يريدون التضحية بالحركة الشعبية قطاع الشمال، وهناك رغبة من حكومة الجنوب لمساعدة قطاع الشمال وتقديم الدعم له.

لينا يعقوب
صحيفة السوداني