حوارات ولقاءات

مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا :لأكثر من سبب جهاز الأمن مستهدف ..علاقتنا جيدة مع الـ(CIA) ونتحاور معهم لرفع السودان من قائمة الإرهاب


هل أحداث سلام في دارفور وجبال النوبة يعد التحدي الأبرز بالنسبة لكم خاصة أنه طال؟ أم أن مواضيع اخرى تشكل تحدياً أكبر كالاقتصاد أو غيره؟
الاقتصاد تحد كبير وأساسي، لكن رغم ذلك الفرص موجودة لتجاوز هذا التحدي، فالتمرد ما عاد ذلك الهاجس الذي كان قبل أعوام، أذكر أننا كنا نسمع منهم تهديدات بغرض اشاعة الذعر، حينما كانوا يعلنون نواياهم بالذهاب الى كوستي او الأبيض أو الفاشر حتى الخرطوم لم تأمن من تهديداتهم، لكني أقول بثقة شديدة انه توجد مدينة في السودان مهددة الآن من قبل التمرد، ان استمررنا في الاهتمام بالتحدي الامني رغم صغره يمكن أن ننهيه تماماً، وان تجاهلناه يمكن ان ينمو ويعود مرة اخرى.
هنالك إنفاق كبير على الأمن والقوات المقاتلة ومحاربة التمرد.. هل يمكن أن يقل هذا الصرف خاصة بعد إشارتك لضعف حركات دارفور؟
الأنفاق على القوات لن يقل وبرأيي يجب أن لا يقل، الإنفاق على الحرب يختلف عن الأمن، والأنفاق على القوات من مرتبات وتحسين البيئة والإدارة سيستمر، وهذا ما سيزيد بحسب رأيي مصحوباً بالانفاق على التدريب، ما سيقل هو الإنفاق على الحرب من ذخائر وأسلحة واستهلاك للآليات وهو انفاق كبير، رغم ذلك أرى أن لا نفكر فقط في كيفية توفير الميزانية، صحيح اننا نريد للحرب أن تتوقف لأن إنفاقها كبير لكننا نرغب في ايقافها وانهائها لأنها حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى لابد من إعطاء بناء الجيش والقوات أولوية.
ما صحة بناء جهاز الأمن والمخابرات جيشاً داخل الجهاز؟ يرى عدد من الناس أن قوات الدعم السريع قوة عسكرية كان من المفترض أن تتبع للجيش الا أن الجهاز قام بتكوينها وستليحها لتقوم بعمليات عسكرية كما تفعل القوات المسلحة؟
عفواً ان أطلت قليلاً لكنني أرغب بذكر الحيثيات والظروف التي جعلتنا نفكر في تكوين قوة الدعم السريع نتيجة لظروف التمرد الداخلي والحرب والتحديات، التحق الموظفون والطلاب بالقتال ليشاركوا في الحرب ضد التمرد، كان هذا وضعاً محزناً بالنسبة لي، أن نرى السودانيين جميعهم في الخنادق مع القوات المسلحة ونحن في الأمن نقدم المعلومات فقط، في جهاز الأمن نحن نعمل على حفظ البلاد من المهددات فان كان هناك مهدد ما بإمكانه أن يهد السقف على رؤوسنا هل ننظر اليه وننتظر المهددات المتوقعة البعيدة ونتأمل أثرها علينا وكيفية مقاومتها؟ أم نحشد جهودنا لدرء التهديد الآتي؟ أم أن كان باستطاعتنا التحرك بسرعة لمعالجة المشكلة نفعل ذلك، نحن رؤيتنا أنه لابد من المساهمة في علاج الإشكاليات والمهددات الماثلة بكل ما أوتينا من قوة، والجهاز كان وظل يساهم دائماً في إيجاد المعالجات حتى قبل تكوين الدعم السريع.
لكن كانت القوة تتبع في ذلك الوقت للقوات المسلحة وتؤدي مهامها؟
لا هي قوات أمن في نهاية الأمر، زمان كانت قوات الأمن التي تسمى “سرية المعلومات” تذهب مع الجيش الى أية منطقة، وهو من يحدد طبيعة المهمة والمكان وعادة ما يقود القوة التي لم تدرب على استخدام الاسلحة الثقيلة و المدرعات أحد ضباط الجيش. كان الامر مستمراً لما بعد معركة هجليج، حيث استشهد عدد كبير من أفراد جهاز الامن في منطقة بوطة (غرب كردفان) لكني أتسائل هنا: ما الذي يجعلنا نوافق على التحاق الطلاب والموظفين للقتال ضد المتمردين؟ لماذا حينما قاتلت قوات الأمن المتمردين ثار بعض السياسيين؟ من هو الأولى بمقاتلة المتمردين؟
القوات المسلحة كانت تقوم بهذه المهام؟
القوات المسلحة مبنية لتؤدي مهام كبيرة، وهذا شئ معلوم، تركيبة القوات المسلحة مبنية لتأدية المهام الكبيرة، والتمرد في دارفور استخدم أسلوب المجموعات الصغيرة المزعجة المنتشرة على مساحة كبيرة، ومثل هذه الأجسام الصغيرة كقوات الأمن يمكن أن تؤدي دورها بفعالية كبيرة لكن ان تم إعطاء هذا الجسم مهمة كبيرة ستفشل فيها، لهذا السبب جاء التفكير بتكوين قوات الدعم السريع قوات بنظام معركة مختلف لتؤدي مهاماً مختلفة، قوات تتميز بخفة الحركة والسرعة والاقتحام، وهذه القوة ان احتاجت الى اسناد أو قيادة فالمسؤول هو الجيش ولا يمكن أن تعمل بمفردها.
ألم يسبب تكوين هذه القوات حساسية بينكم وبين القوات المسلحة؟
يمكن القول أنه على المستويات القيادية وللذين يعرفون الهدف من هذه القوات ومهمتها لا توجد أي حساسية، بل هناك تعاون وتفهم كامل، فالجميع على المستوى القيادي يدرك معاني التضحية والبذل من أجل أمن البلاد.
هناك تجاوزات عدة تناقلتها وسائل الإعلام في مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت لقوات الدعم السريع، ان لم يكن التجاوز حقيقياً كما روج له، لماذا لم يسع الجهاز لنفي ما أحاط بقواته؟
كانت تجاوزات عادية مثل أي تجاوز يمكن ان يحدث في أي قوة أو مجتمع، لكن ما هو الفرق؟ الفرق أنه لا يوجد تجاوز لدينا يمر هكذا، فهناك قانون ومحكمة فصلت في عدد كبير من أفراد قوات الدعم السريع، وحكمت على بعضهم بالسجن. أؤكد أن هناك اصراراً على تنفيذ القانون وروحاً انضباطية جديدة في هذه القوات لتعطي مثالاً لتجربة جديدة تختلف عن كل التجارب السابقة، هذه القوات مهتمة بمظهرها وسمعتها وبالهدف الذي تقاتل من اجله، والمتمثل في إشاعة السلام والاستقرار وحماية المواطن. وهذه القوات عندما دخلت الى دارفور شيدت المدارس وحفرت الآبار وصانت المستشفيات وعالجت المرضى وعالجت المتمردين وأنجزت الكثير ونحن نخصص جزءاً من المال لهذا البرنامج وسيستمر هذا الدور.
جهاز الأمن دولة داخل دولة؟
أعتقد أن الجهاز حينما يحيط به غموض في حركته ومهامه والذي يعلمون فيه يمكن أن يكون مرتعاً للشائعات، أحد الأشياء التي نعمل على معالجتها أزاله هذا الغموض، نحن لا نرغب بالترويج لأنفسنا نريد فقط أن نكون قريبين من الناس ونطمئنهم ونؤكد لهم ماهية عملنا، لذا هناك الآن مساعد مدير له خبرة كبيرة في عمل الجهاز ويهتم بحركة الجهاز مع المجتمع، ويشارك معهم المناسبات المختلفة، كما أن الجهاز أصبح مؤسسة مختلفة، يتيح فرص لتدريب الناس إشاعة مفاهيم الأمن القومي والوطنية السامية على الولاءات الضيقة ببرامج مكثفة، لذى يرى بعض الناس أن الجهاز يعمل في أي شئ لكن هذا الرأي غير صحيح، هناك أيضاً من يرى الجهاز أنه أحد مصادر قوة الانقاذ بالتالي يستهدفون الجهاز بالدعاية والشائعات، لذا تأتي مثل هذه المقولات التي نسمعها.

 

لينا يعقوب
صحيفة السوداني