أبشر الماحي الصائم

بركة الحِوار غير الرسمي


* في أدبنا الشعبي مقولة (الحُوار الغلب شيخو) .. وفي أدبنا السياسي نرسي الآن مقولة .. (الحِوار غير الرسمي) الذي جعل عشرة (حِوارات رسمية) كما لو أنها لعب ولهو في ردهات الفنادق الإثيوبية !!
*(لو كنت عارف) أن الأزمة تكمن في الحوارات الرسمية.. لهتفت في القوم منذ وقت طويل أهدر .. بأن يتحاوروا على غير موعد رسمي .. لكني ماكنت عارف (يا ريتني كنت عارف) !!
* ما يفعله السودانيون الآن باللقاءات غير الرسمية يذهل كل اللقاءات الرسمية حول العالم !! فنحن أمة تكاد تغتالها الموضوعات الجادة والرسمية! !
* ربما الآن فقط أدركنا أن أزمتنا الوطنية المرحلة كانت من صنع (رسمياتنا)!! .. عندما يختنق رسميونا (بربطة عنق أفرنجية) ويلتحقون بقاعة حوار يفشلون، وعندما لم يضربوا موعداً لجلسة رسمية ينجحون !!
* أعظم قضايانا يمكن أن تحل على قارعة لقاء غير رسمي.. لطالما في المقابل أقعدتنا اللقاءات الرسمية !! .. ثم آلم يكن هذا يتصالح مع مورثاتنا الشعبية حينما نلجأ الي ظل شجر أو نحتمي براكوبة ﻻ يستعصي لنا أمر وإن كانت قضية رقبة !!
* فنحن أمة (الأجاويد والجودية) بامتياز .. والزول بونسو غرضو… وغرضي إن ما اتقضى خلي دار جعل تنهد !! … وباركوها ياجماعة !!
* الآن فقط ندرك فشل (المفاتيح الإنجليزية) والألمانية وحتى الجنوب أفريقية في حل صواميل ماكنة خلافاتنا، التي أوشكت الآن أن تحل صواميلها (المفاتيح البلدية) !!
* قالها السيد الرئيس من فوق منبر احتفالات موسم السياحة الأخير ببورسودان، قال (حالما جلسنا لوحدنا بلا خواجات اتفقنا)!! .. الحديث الذي ذهب به البحر إلى الخواجات في ما وراء البحار، كأني بهم الآن يركضون لتخريب ما يمكن تخريبه حتى نعود القهقرى إلى رسمياتهم !! * سيكون المكسب الكبير حال وصول السيد ياسر عرمان وجنوده مسالمين إلى الخرطوم، ليس قيمة حقن الدماء فحسب، بل إعادة الثقة في مفتاحنا الجديد القديم (الحوار غير الرسمي) = قيم الجودية = حتى نمضي به إلى بقية الأزمات المستعصية وما أكثرها !!
* فالآن يستطيع أن يهتف هاتفنا في (المجامع والمواجع) بأني .. وجدتها وجدتها .. على أننا محض مجتمع رعوي ﻻ تصلح لقضاياه المؤتمرات الرسمية .. الرعاة من أهل الضأن والإبل من أهل السودان تحل قضاياهم تحت ظل شجرة .. وبالمناسبة كان يفعلها قديماً السلطان على دينار. على أن أعظم قضاياه حلت على حين جلسة قهوة تحت ظل شجرة.. وهكذا كانت تفعل إداراتنا الأهلية !!!
* أرجو إخطار السيد أمبيكي ورفاقه بأنهم هم ﻻ غيرهم الأزمة المتطاولة، كتر خيركم شوفولكم شغلة تانية !! … وهذه تذكرني بطرفة الراحل ود الرضي .. قيل لما فرغ من قصيدته الشهيرة (من الأسكلا وحلَّ) أتوه ناس منطقة شهيرة محتجين بأنهم لم تشملهم الأغنية الرحلة !! فقال لهم ألم أقل (عاد ﻻحول ﻻ قوة حبيبنا الليلة في الكوة) .. قالوا بلى .. قال (ﻻ حول ﻻ قوة ديل ما إنتو ذاتكم) !! … والشيء بالشيء يذكر .. لم يكن أمبيكي ورفاقه الخواجات إلا (ﻻحول وﻻ قوة) في أزمة رحلتنا التفاوضية !!!
* عليكم بالمفاوضات (غير الرسمية) عضوا عليها بالنواجذ !!!