تحقيقات وتقارير

كريمات تفتيح البشرة.. البحـث عن مـدخل للجمـــــال..د.هدى الشاذروان: هذه مخاطر استخدامالخلطات العشوائية(….)


مع اقتراب موعد دخولها للجامعة،عملت (م_ع) للتركيز على الظهور بشكل مغاير وعصري أسوة بطالبات الجامعة بعد ان تجاوزت المرحلة الثانوية ،أقرب الطرق كانت بالنسبة لها محل بحي خرطومي طرفي حيث تسكن يعمل في بيع مستحضرات التجميل و(خلطات) ذات اثر سريع في تحسين الشكل والمنظر،مبلغ لم يتجاوز العشرين جنيها دفعته م _ع لتغيير مظهرها مع اول تجربة لها ظهرت بقع داكنة صباح اليوم التالي على وجهها قبل ان تتحول البقع الى اورام وانتفاخ جعلت اسرتها تقلها الى اقرب مركز صحي بالحي ومن ثم طبيب جلدية خاص حينما حل المساء،استغرق علاجها فترة تجاوزت الشهرين ولم يتعد ملامح الوجه القديم كما كان في سابق عهده بينما خسرت اسرتها مبلغا تجاوز الخمسة الاف جنيه كانت تدخره لرسومها الجامعية بغية علاجها الذي تسبب في تاخير عامها الدراسي بسبب الغياب عن قاعات المحاضرات والسبب (حبة كريم مخلوط).
كريمات تفتيح البشرة وتحسين الشكل اصبحت هاجسا وملاذا للكثيرات الهاربات من لونهن في محاولة منهن لمجاراة الموضة و انتشرت في الاحياء العديد من المحال الصغيرة التي غالبها لا يخضع للمراقبة رغما عن الجهود المبذولة من الجهات المختصة ومحاربتها للكريمات غير المطابقة للمواصفات ،واشارت صيدلانية بالخرطوم لـ(الرأي العام) ان هناك بعض الفتيات يعملن على استخدام وصفات طبية وخلطها لتفتيح البشرة والتسمين دون مراجعة الاختصاصيين ما زاد نسبة تعرضهن لمخاطر وخيمة أدى في كثير من الاحيان الى علات مزمنة في البشرة يصعب معالجتها وأضافت الى قولها ان الفتيات لاكتساب درجة افتح من لونهن الطبيعي اصبحن يتبعن العديد من الوسائل غير الآمنة والمضرة للجسم والبشرة ويرجع ذلك الى عدم الوعي الكامل منهن كما يوجد ضعف في الرقابة في المواد المتوافرة داخل الاسواق.
(الرأي العام) استنطقت بعض اصحاب محلات بيع الكريمات عن بعض اسماء صباعات تفتيح البشرة التي تستخدمها النساء وبالاخص الفتيات منها ( 720 ، اورنجة ، موفيد ، لوكسيد ، سفكس موفجل ، توب جل ، بيتي ، ، كاسر الشفرة وغيرها من الاسماء المصنعة محليا لترويج بضاعة التجميل ) .
وقالت الدكتورة هدى الشاذروان اختصاصية الامراض الجلدية بجامعة الخرطوم ان الخلطات التي تلجأ اليها الفتيات لتفتيح الوجه تحتوي على بعض المواد الفعالة وان استعمالها لفترات معينة يؤدي الى خلل كبير جدا في البشرة ومن هذه المواد مادة الزئبق وهي مادة ضارة جدا تؤدي الى خلل في وظائف الكلى ، ايضا من المواد الضارة والشائعة مادة الكورتزون وهي في الاصل دواء يستخدم احيانا لعلاج بعض الامراض الجلدية ،وجميع المواد الحارقة للوجه تدخل فيها مادة الكورتزون هذه بدرجات عالية جدا وتؤدي الى عواقب وخيمة جدا للبشرة ومن هذه العواقب حب الشباب المزعج والالتهاب الحاد والاحمرار الشديد للوجه وعدم توحيد في لون الوجه كما يؤدي الى التشققات الجلدية مايعرف بـ (الشقريب ) هذه التشققات ناتجة من ضمور في البشرة وخلل في الياف الكولاجين والايلاستين الموجودة في البشرة فيفقد الجلد ( المادة المطاطية ) فتحدث تشققات في الجلد ويصعب علاجها وقد لاتعالج في بعض الاحيان .
الأثر السالب لاستخدام الكريمات قاد عددا من طالبات جامعة الخرطوم في فترة سابقة لاطلاق مبادرة اسمها بشرتي لونها ذهبي ونجحت المبادرة في اقناع الكثيرات عن استخدام الكريمات والاحتفاء بلون البشرة الحقيقي،في الوقت الذي طالب فيه عدد من طالبات كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم بتعميم مثل هذه المبادرات في الجامعات باعتبارها الاكثر تأثرا من استخدام الكريمات ويمكن تغيير واقع المجتمع عبر مبادرات تنشط في مختلف الجامعات للتبصير بخطورة استخدام مركبات التجميل والخلطات المضرة بالبشرة والصحة.
في الوقت الذي عرفت فيه المرأة السودانية عبر تاريخها بتصنيع ادوات التجميل من منتجات محلية طبيعية،يتم صرف ملايين الدولارات في استجلاب كريمات (مضروبة) وغير مطابقة للمواصفات تسبب الضرر للمجتمع والاقتصاد في وقت تزايدت فيه ارقام المتضررين من استخدامها وفقا لاحصائيات المختصين في الامراض المرتبطة بالجلدية لدرجة ان هناك مستشفى معروف بالخرطوم خصص (عنبرا) للحالات التي تضررت من استخدام الكريمات العشوائية المعروفة بـ(قدر ظروفك) ووصلت درجة المقبلات على العلاج من هذه الاضرار الى ما فوق الـ25% من الحالات المرضية بالمستشفى.وحمل اختصاصي اجتماعي تفشي ظاهرة الفضائيات مؤخرا والتي تسببت في انتشار رقعة تغيير لون البشرة وارتبطت النجومية بـ(اللون الفاتح )وترويجه لمحلات التجميل وعلاجات تفتيح البشرة والتسمين ويرى ان في ذلك طمسا لهوية المرأة السودانية.

الراي العام


تعليق واحد

  1. المرأة السودانية المعاصرة اصبحت كائن معقد نفسيانا
    وتكره لونها الاسمر الجميل واصبحت كائن ممسوخ ومفسوخ
    النساء الافريقيات والحبشيات
    لم يصلوا الي هذا المستوي

    لاادري ربما الرجل السوداني ايضا معقد ايضا وشاركها هذا
    المسخ