صلاح الدين عووضة

رئيس أو فطيس!!


*رئيس وزراء إسرائيل السابق حُكم عليه بالسجن..
*حُكم على إيهود أولمرت بالحبس لعام ونصف العام..
*وسبب الحكم تلقيه رشوةً هي بواقع ما يحدث عندنا (لعب عيال)..
*وأعني بـ(عندنا) دول عالمنا الإسلامي..
*لم تحل دون محاكمته حصانة ولا واسطة ولا تدخلات من وزير العدل..
*أي لم يسحب وزير العدل ملف قضيته ليلقي به في (غياهب الجب)..
*ولم تشفع له قداسة منصبه السامي..
*فلا قداسة في إسرائيل سوى للتوراة و(القانون)..
*ولا كبير لديهم على القانون أبداً..
*ورئيس دولتهم نفسه خضع لتحقيق جراء اتهام سكرتيرته له بالتحرش بها..
*خضع لتحقيق قاسٍ كاد أن يكره معه جنس النساء..
*وأظنه استبدل مديرة مكتبه برجل قفلاً للباب الذي (تأتي منه الريح)..
*فالرئيس هناك لا يعصمه منصبه عن المحاسبة..
*وهو منصب مؤقت لا يُخرق له الدستور بغرض التجديد..
*ولكن من الرؤساء عندنا – في عالمنا الإسلامي- من (يتسمرون) على الكراسي..
*فالرئيس ؛ إما رئيس هو وإما (فطيس)..
*يعني إما أن يبقى رئيساً وإما أن (يفطس موتاً) كما القذافي..
*ويمكن أن (يفطس ذلاً)- كتعبير مجازي- مثلما حدث لمبارك وبن علي وعلي صالح..
*وما بين حالتي كونه رئيساً و(فطيساً) فهو لا يدخل المحاكم (خالص)..
*لا متهماً ، ولا شاكياً ، ولا شاهداً ، ولا حتى زائراً..
*فهو فوق القانون إن لم يكن (القانون ذاته)..
*وصدقاً أنا لا أصوب نظري داخلياً هنا تنزيهاً للآخرين..
*فهي (منقصة دينية) لا تكاد تخلو منها دولة إسلامية..
*وتتفوق علينا إسرائيل-غير الإسلامية- تفوقاً (محسوداً) في الجانب هذا..
*وتُذكِّرنا – مع كامل الغصة في حلوقنا- بقصة نسردها ولا نطبقها..
*أو بالأحرى ؛ لا تطبقها حكوماتنا الإسلامية رغم تبجحها بشعارات الدين..
*قصة أمير المؤمنين علي مع خصمه أمام القاضي..
*القصة التي رفض فيها علي- رضي الله عنه- تمييز نفسه بالجلوس..
*ثم انصياعه لقرار القاضي ما كان سبباً في إسلام خصمه (اليهودي)..
*وللسبب هذا تنتصر (دويلة) إسرائيل على (دول) المسلمين كافة منذ سبعين عاماً..
*تنتصر عليها رغم دعاء المساجد عليها – ليل نهار- بالهلاك..
*فالله ينصر الدولة العادلة – كما قال ابن تيمية- وإن كانت كافرة..
*ولا ينصر الظالمة وإن كانت مسلمة..
*ومن آيات الظلم أن يعصم الحاكم نفسه من المساءلة..
*وأن يتحصن – هو وأركان نظامه – بالحصانات..
*وأن يكون هو القانون ، والقانون هو..
*وذلك طوال ما ظل هو رئيساً..
*وليس (فطيساً !!).
الصيحة