مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : غير رسمية.. بعيداً عن المبعوث


> لا سبيل على ما يبدو إلى اختراق في خلافات الحكومة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، إلا بأن تكون المفاوضات غير رسمية.
> هل هي فكرة الحكومة يا ترى؟!. هل أرادت أن تبعد المفاوضات عن شرور واشنطن التي ظل يتأبطها مبعوثوها منذ دانفورث؟!.
> وفي الجولة الرسمية الأخيرة من المفاوضات في أديس أبابا كان أثر أجندة واشنطن التي بثها المبعوث الامريكي رونالد بوث في أذهان وفد قطاع الشمال واضحة في مواقفهم المستغربة في جلسة التفاوض.
> والآن الأخبار تقول إن منتصف هذا الشهر ستنطلق المفاوضات غير الرسمية بين الحكومة والحركة.
> والحكومة على لسان وزير الإعلام تقول إن جلسة المفاوضات القادمة ستكون إمتداداً للسابقة.
> إذن.. كأن الأمر إبعاداً لشرور المبعوث الأمريكي. وفي الجولة غير الرسمية طبعاً يمكن أن يقتنع وفد الحركة الشعبية بمنطق الحكومة دون أن يعترض عليه من أول وهلة بإملاءات المبعوث الامريكي.
> وقد تلاحظ أن المتمردين يجلسون مع المبعوث الامريكي قبل الدخول في قاعة التفاوض ليصمم لهم المواقف التفاوضية وفق ما يخدم المشروع التآمري المشترك بين واشنطن و إسرائيل.
> لكن حينما تكون المفاوضات تحت مسمى غير رسمية يمكن أن تأتي إملاءات المبعوث الأمريكي في مرحلة متقدمة في التفاوض بعد أن تحقق الحكومة كسباً إعلامياً كبيراً.
> الكسب الإعلامي يضع المتمردين في محك مع المواطنين خاصة في المناطق المتضررة من أنشطة التمرد وأسواق المنظمات الاجنبية.
> والآن وبعد انطلاق الحوار الوطني الذي قصده ألد أعداء الحكومة من كل فج عميق.. بدأ يعود من صفوف التمرد الذي تقوده الحركة الشعبية المائات.
> مؤخراً عاد مائتان و خمسون من قطاع الشمال لينضموا إلى ركب السلام..
> وليس من مصلحة الحركةالشعبية طبعا أن تتماطل في التفاوض وأن تتسبب في تأجيله في كل مرة لأن هذا سيجعلها في وقت قريب رأساً بجسد هزيل.. قيادة بقوات قليلة.. لأن الكسب الإعلامي الحكومي جذب الكثير الكثير من جنود و قادة الحركة.
> عودة مائتين وخمسين في هذا الوقت ضربة قوية ضد التمرد و يعني إنه اتضح غير المناسب للمساهمة في حل قضيايا المنطقتين.
> وقضايا المنطقتين ذاتها التي سيجري التفاوض غير الرسمي بشأنها منتصف هذا الشهر سواء أكانت على ضوء برتوكولها في اتفاقية نيفاشا أو على ظلام أجندة واشنطن وإسرائيل المفضوحة التي يتأبطها المبعوث الامريكي، فإن حلها يكون بإمكانيات وقدرات الحكومة وما سيقوله التمرد فقط يمثل مصالحه هو كأفراد تعودوا على حياة الرغد والهلس في الفنادق الإفريقية المنتنة.
> ثم إن من يحرضون المتمردين قبل دخول جولة المفاوضات (الرسمية).. يحرصون على ألا تتوقف الحروب لأنها تعطل لصالح دول الطغيان استغلال الموارد.. فهذا طبعاً يخصم من أسواق الشركات الأمريكية العملاقة.
> ورغم أن هذه الجولة غير الرسمية ستعمل على تحديد نقاط للجولة الرسمية، إلا أن الخوف من أن تتعرض في جانب التمرد لتعديل أو تأويل بواسطة المبعوث التآمري الأمريكي.
> لكن مع من سيكون التفاوض بعد عودة المئات من الحركة الشعبية؟!. هل يكون مع شلة عقار والحلو فقط؟!.
> يقول العقيد الغالي موسى المنسلخ من قطاع الشمال، بأن الفترة الماضية شهدت عودة المئات من القيادات والجنود.
> وتبقى شلة عقار أمام خيارين ..إما المسارعة للعودة إلى الخرطوم حتى لا تموت في أيديهم الأجندة الأجنبية بعد استكمال الإنجازات العسكرية، وإما أن ينتظروا مصير حركات دارفور المنهزمة على التوالي.
غداً نلتقي بإذن الله…