جمال علي حسن

أيلا وسياسة أضرب الهم بالفارغة


صحيح أن مشروع الجزيرة الذي كان في مجده يمثل المصدر الأساسي لخزانة الدولة وتوفير العملات الصعبة عبر زراعة القطن، هو مشروع قومي يدار عبر الحكومة الاتحادية، لكن صدقوني أن السيد محمد طاهر أيلا برغم كل ما أنجزه من تنظيم وتجميل لمدينة ود مدني وحكاية مهرجانات السياحة والتسوق وما أدراك ما تشغيل السينما واستبدال الكارو بالتكتك وما على شاكلتها من أعمال يحتفي بها أيلا والأوركسترا الإعلامية المتنقلة معه.. كل هذه الأشياء لن تحقق الرضا المطلوب عند مواطن ولاية الجزيرة في قراها وأريافها.. المواطن المزارع التربال المنتج الذي جارت عليه الظروف وساءت أحواله بسبب إنهيار مشروع الجزيرة.
هذا المزارع لا يفكر مثلما تفكر ولاية أيلا وحكومته وهي تضرب الهم (بالفارغة).. وتمسك ورقة الأولويات بالمقلوب في حاضرة ولاية كانت تمثل شريان الاقتصاد السوداني وأضحت الآن ولاية ضعيفة إن لم نقل متعطلة الإنتاج.
مشروع الجزيرة الذي ظل لثمانين عاما يمثل المصدر الوحيد لخزانة الدولة كان في مجده يزرع مساحة 400 ألف ـ 600 ألف فدان، فتقلصت تلك المساحة إلى أقل من 50 ألف فدان حالياً، لتتراجع المساحة المستغلة الآن من أراضي المشروع البالغة 2.2 مليون فدان إلى نسبة 10% فقط .
مواطن ولاية الجزيرة هو مواطن منتج يا سيد أيلا، ولن يستمتع بمشاهدة أفلام هندية في دور السينما في مدني ما لم يمتلئ جيبه وينصلح حاله وينتقل من مرحلة الضيق إلى مرحلة الاستقرار ثم الرفاهية .
ومواطن ولاية الجزيرة لو ركز والي الجزيرة جهده في أولويات قضايا الولاية وقام بتأجيل هذه (الحفلات والهيصة) حتى تأتي في موعدها المطلوب لاحقاً، وتأتي معبرة عن حالة فرح حقيقي وفي أجواء استقرار وانتعاش في الولاية واستقرار لمواطنها، حينها سيكون من حق الوالي أن ينتقل بشكل موضوعي في سلم أولويات الولاية إلى مرحلة مشاريع ما بعد الاستقرار، لأن الجزيرة تختلف في أولوياتها عن البحر الأحمر، هي ليست ولاية سياحية بل ولاية إنتاج في المقام الأول، ولا يمكن رم جراحها بلفافات الرقص والطرب وأفلام بوليود وهوليود .
إنسان الجزيرة ليس خاملاً ولا كسولاً بل هو إنسان منتج من الدرجة الأولى الممتازة، فركز سيدي الوالي على مفردته الإنتاجية التي قدرها له الله .
ولا أدري لماذا تراجع أيلا عن ترتيب أولوياته التي سردها في أول خطاب رسمي له بعد وصوله للولاية.. حيث كان يتحدث عن أن توفير احتياجات النهوض بمشروع الجزيرة هي أولى أولوياته وتحدث عن عزم حكومته تحريك الطاقات المُعطّلة بالجزيرة في مجالات الزراعة، الثروة الحيوانية، الصناعة والخدمات.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.