مقالات متنوعة

حسن فاروق : الفرنسي والدفتر (المضروب)


من واقع الطريقة التي يدار بها الناديان الكبيران الهلال والمريخ اتوقع مع كثيرين ان يشهد هذا الموسم تغييرا كبيرا للمدربين من الاسابيع الاولي ، وقد ياتي علي راس قائمة المغادرين مدرب فريق الهلال الفرنسي (كافالي)، ومدرب فريق المريخ البلجيكي ( لوك ايمال) ، وقد لايرتبط البقاء بالنتائج الطيبة التي ربما حققها المدربان مع فريقيهما ، ولكن لاسباب ادارية واعلامية ، فوجود اللاعب الاسبق لفريق الهلال هيثم مصطفي بصفة غير شرعية (بدون شهادة تدريب) سيعجل برحيل المدرب ، خاصة بعد ان اتضح من خلال معسكر الفريق بمدينة سوسة التونسية، ومن خلال المباريات التي اداها الفريق ان المدرب الفرنسي كافالي هو الكل في الكل، والمتابع جيدا لتفاصيل الرسائل الصحفية التي كانت تصل من تونس ، ان الرجل مدرب كبير (فكرا) يعرف وضعه الوظيفي جيدا ويتحرك في حدوده، ويعرف الوضع الوظيفي لكل العاملين معه في الجهاز الفني ، لذا سنجد ان اسهم لاعب الهلال الاسبق والمريخ واهلي شندي السابق هيثم مصطفي ارتفعت بشكل كبير في الايام الاولي للمعسكر وكانت حملة اعلامية واضحة التفاصيل لتصوير اللاعب المعتزل مدربا كبيرا لايقل في شيء عن المدير الفني الفرنسي ان لم يكن افضل ، وتابعنا كيف تعكس بعض الصحف بسطحية مضحكة اسمه في المانشيتات الاولي للصحيفة ، وشاهدنا المقارنات الغبية في بعض مواقع التواصل الاجتماعي بين المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو واللاعب المعتزل من خلال بعض الصور التي يحمل فيها دفترا في يده ، والغريب ان ذات المواقع التي هللت لمورينهو السودان، لم يفتح الله عليها بكلمة واحدة بعد اختفاء الدفتر من يد اللاعب المعتزل في اليوم التالي مباشرة.
اما لماذا اختفي ؟ وكيف اختفي؟ اجابتهما عند المدرب الفرنسي كافالي، لانه كما ذكرت يعرف جيدا حدود وضعه الوظيفي كمدير فني، والوضع الوظيفي لبقية الطاقم العامل معه ضمن منظومة الجهاز الفني ، واري ان (الدفتر) الذي قدمته مواقع التواصل الاجتماعي في الصور المنشورة مع اللاعب يؤكد ان هيثم نفسه دخل ارض الملعب علي انه المدير الفني وليس شخصا مغمورا في هذا المجال لايعرفه احد، وهو الوضع الذي عدله كافالي ليختفي الدفتر، ويظهر المدرب الفرنسي علي السطح ، ومع مرور الوقت تنتشر اخباره وتصريحاته فهو فقط من يتحدث عن الجوانب الفنية الخاصة بالفريق، وهي السياسة التي اتبعها من البداية ، لتتراجع صور واخبار اللاعب المعتزل ، بدرجة كبيرة وصلت احيانا كثيرة الي غيابها عن صفحات الصحف.
واكد هذا الامر اكثر واكثر عودة اللاعب المعتزل الي عناوين الصحف الرياضية من خلال (رسالة) كتبها عن اختيار كاريكا والشغيل الاخير مهنئا لهما ومشيدا بالاختيار الذي صادف اهله، ليؤكد بهذه (الرسالة) ان وضعه مع الفريق لايسمح له بالتعليق علي الجوانب الفنية للفريق.
اذا نقلنا الامر الي التدريبات اليومية وادارة المباريات التي لعبها الفريق لن نجد وجودا للاعب المعتزل ، فالتدريبيات حسب الاخبار التي فضحت وضع اللاعب المعتزل مع الفريق ، جميعها تعتمد علي الاعداد البدني الذي ياخذ الوقت الاكبر من تدريبات الفريق، وهو الجانب الذي يقوم به مدرب الاحمال ، وحوالي ربع ساعة او ثلث ساعة جوانب تكتيكية يشرف عليها المدرب الفرنسي كافالي بنفسه ، وهذا هو وضع الفريق طوال فترة معسكره بمدينة سوسة التونسية فماهو الدور الذي كان يقوم به هيثم مصطفي كمدرب عام ( كما جاء في امر تعيينه) ؟ الاجابة ان وضع الهلال الحالي هو وضع المريخ مع فرنسي آخر هو غارزيتو، الذي كان يعتمد علي ابنه انطونيو مدرب الاحمال في منصب المدرب العام ، ووضع هيثم الحالي هو وضع محسن سيد السابق، هل يمكن استمرار المدرب الفرنسي وهو يبعد عمليا هيثم مصطفي عن الجهاز الفني؟ اواصل