أم وضاح

“شيخ الأمين” قصة من يحكيها!!


رغماً عن تاريخها الطويل وتغلغلها في ثنايا وضمير المجتمع السوداني، ظلت الطرق الصوفية محل تقدير واحترام عند كافة السودانيين متاح جداً لمريديها ومؤيديها الجهر بولائهم وحبهم وعشقهم، بل وحتى سرد القصص التي تدخل في باب المستحيلات عن شيوخ هذه الطرق، وبالمقابل يندر أن تجد شخصاً يجاهر بالعداء أو الرفض لهذه الطرق، ويكاد لا يخلو بيت سوداني لا ينتمي بشكل أو بآخر لهذه الطرق، ولعل معظمنا قد انفتحت أذناه على مصراعيها بخليفة من شاكلة “وحات سيدي الحسن ووحات حسن ود حسونة ويا شيخ ود بدر تسوي لي وتسوي لي”، والضرائح حتى الآن مليئة بالمعتقدين والزوار، ولأن هذه المنطقة – وأقصد منطقة الطرق الصوفية – ظلت منطقة شبه محظورة بقانون أخلاق أو مثل ومصداقية رسخ لها شيوخها وحيرانهم، لذلك مثلت حالة “شيخ الأمين” وحيرانه صدمة لدواخلنا التي تطبعت على تقاليد تعودناها من السادة الصوفية، وظهر “شيخ الأمين” بنسخة مستحدثة لشيوخ الطرق الصوفية وهو يلبس أفخر الثياب، ويمتطي (همر) عديل كده، ويمارس الدعوة بشكل منفتح بدلالة مظهر حواويره بنات ورجال، وحتى هذه النقطة ظل الأمر محل إبداء للآراء ما بين موافق على هذه الممارسة ورافض لها، رغم أن “شيخ الأمين” سقط في امتحان المعاينة أمام آلاف المشاهدين في الحلقة التي أجراها معه الزميل “عادل سيد أحمد” على فضائية (أم درمان)، ويومها عجز الرجل أن يقرأ آية واحدة من رأسه واستعان بـ(اللاتوب) وحتى ما قرأه من الجهاز شابته أخطاء لغوية خارجة، ثم عدنا لنشاهد “شيخ الأمين” يلعب دوراً مفاجئاً، حيث ذهب لـ”الإمارات” كمبعوث من الرئاسة السودانية، ويومها بُرر الأمر أن الرجل (دلال) ومعزة عند الإخوة الإماراتيين، لكن وللأسف (تبين العكس) فيما بعد بدلالة حادثة الاعتقال الغامض التي تعرض لها الرجل طوال الفترة الماضية، لذلك وبهذه المعطيات فإن “شيخ الأمين” ليس شخصاً عادياً يعتقل بلا حيثيات ويفرج عنه بلا مبررات، والرجل يا سادة سافر ممثلاً عن الدبلوماسية السودانية في مهمة رسمية، والرجل يا سادة شاهدناه يشهد واحدة من أكبر الاتفاقيات الاقتصادية بين وزارة المعادن والشركة الروسية، وحتى الآن لم يمنحنا أحد المبرر لهذا الوجود، والرجل يا سادة يدعي أنه شيخ طريقة يوجد تابعوها داخل وخارج السودان، لكل ذلك ليس منطقياً أن يمر الموضوع مرور الكرام، ولا يتملك الشعب السوداني الحقائق ليس بالضرورة أن يقدح أو يسيء لـ”شيخ الأمين” فربما إجلاء الحقائق يدفع عن الرجل ظلماً وإشاعات تساهم فيها هذه الضبابية والتعتيم اللا مبرر له!!
في كل الأحوال إن كانت “شيخ الأمين” قد اعتقل بسبب معاملات مالية أو اعتقل بتهمة الدجل والشعوذة، أو إنه برئ براءة الذئب من دم بن يعقوب، فهو مطالب بأن يقدم الحقيقة ولا شيء سواها، وإن أصرَّ أو أراد أن يمارس سياسة الصمت النبيل، فإن الحكومة مطلوب منها إما أن تبرئ ساحة الرجل على الأقل معنوياً وتفند الاتهامات حوله، أو تقدم للشعب السوداني اعتذاراً على أنه في يوم ما أنابت شخصاً ليس فوق مستوى الشبهات ليمثلها خارجياً وينال شرفاً لا يستحقه!!
كلمة عزيزة
أرجو بل وأتمنى أن تحرض الممارسة الديمقراطية المحترمة التي انتهجها حزب (المؤتمر السوداني) بقية الأحزاب المعارضة الأخرى التي تدعو للديمقراطية وتنادي بها وهي أول من يفتقدها ويحتاجها، والديمقراطية عندهم مجرد كلام إنشاء من غير ممارسة ولا تطبيق، أنا شخصياً أعتقد أن هذا الحزب سيكتسب شعبية وقاعدة جماهيرية كبيرة، لأن الوجدان السوداني دائماً يهفو للصدق والشفافية حيثما كانتا، بالمناسبة الأخ “عمر الدقير” سيبرز في الساحة السياسية بشكل إيجابي لأنه سياسي فاهم ومحترم.
كلمة أعز
كل عام يقدم لنا (الحواتة) درساً جديداً في أن الالتفاف حول شخص أو رمز أو قيمة ممكن وقابل للحدوث بدلالة أن “محمود عبد العزيز” حي بهم ولهم رغم مرور ثلاث سنوات على رحيله وهو ما أظن أنه سيتكرر بعد ثلاثين عاماً من الآن.