مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : إيران بعد «التراجع» تحصد المذلة


> احتفال في إيران برفع جزئي للعقوبات الأمريكية يعكس غفلة هذا الشعب الفارسي وضلاله.. لأن ثمن رفع هذه العقوبات هو الخصم من السيادة الإيرانية. وهو التراجع عن برنامجها النووي التي كانت إيران تعتزم إنجازه أسوة بالبرنامج النووي«السني» في باكستان و«شبه السني» في الهند لأن أكبر كثافة سكانية للمسلمين هناك.
> وإيران من المفترض أن تذرف الدموع بدلاً من أن تحتفل مع شعبها المغفل.. فهي قد تراجعت عن صناعة القنبلة «الشيعية» في مقابل صناعة القنبلة الباكستانية السنية. وهذا طبعاً انتحار إستراتيجي وكاف جدًا لإعلان الحداد الإستراتيجي في إيران.
> واشنطن لم تهنئ إيران أو تشكرها على تراجعها عن البرنامج النووي الذي قاد لرفع العقوبات عن دولة ذات نظام طائفي عنصري متطاول بغيض.. بل أهانتها جداً حينما قالت إن إيران تخلصت من خطيئة واحدة وهناك خطايا باقية.
> وقالت واشنطن إن رفع العقوبات «الجزئي» عن إيران سيكون متبوعاً بمراقبة لها حتى لا تفكر في العودة إلى البرنامج النووي بصورة سرية.
> ومما يعكس سوء سمعة إيران هو ربط تراجعها عن البرنامج النووي بقضية الآن والاستقرار في الشرق الأوسط. ولكن إذا كان اسم الشرق الأوسط يشمل إسرائيل مع الوطن العربي فإن العدو الأول لإيران هو الوطن العرب .
> أما إسرائيل فهي لهذا النظام الإيراني الطائفي في تمثل سوق السلاح لها حينما يضرب عليها المجتمع الدولي الحصار والحرمان.
> لكن إسرائيل إذا كان قد سرها وأسعدها تفكيك البرنامج النووي الإيراني الآن، ومعلوم أن إيران صديقة إستراتيجية سرية لها.. فإن دولة العدو اليهودي تخاف من أن ينقلب عشرون مليون سني في إيران على حكم الفرس الشيعة وتصبح القنبلة الشيعية قنبلة سنية.. يصبح للسنة قنبلتان.
> إن العدو اليهودي يريد استمرار صديقه العدو الفارسي الشيعي بدون قنبلة نووية لا يضمن إلى من تتحول في المستقبل.
> وواشنطن قالت إن إيران ما زالت عندها دولة راعية للإرهاب.. وإن تراجعها بالضغط و«حمرة العين» عن برنامجها التسليحي النووي لا يعني براءتها من بقية الخطايا الأخرى. أي أن تراجعها عاد بها إلى وقت ما قبل البرنامج النووي وقد كانت فيه راعية للإرهاب.. ومازالت طبعاً. وكل هذا الإرهاب من أجل فرض مذهب معين من مذاهب الطائفة الشيعية.
> أي أن إراهبها داخل العالم الإسلامي فقط.. لأن عدوها الأول هو العدو الإسلامي.. يليه العدو الأمريكي.. يليه العدو الأوروبي. أما إسرائيل فهي ليست عدواً لإيران، ولا إيران عدو لها فهما صديقتان متآمرتان ضد العرب وكلاهما بسببه.
> كان البعض يقول حسب وجهة نظره إذا قبلنا التطبيع مع الولايات المتحدة الأمريكية.. لماذا لا نقبله مع إسرائيل وهي ربيبتها وهما سيان؟!
> لكن الصحيح حسب الدراسة العميقة والبحث المضني هو إذا قبلت بعلاقات مع إيران تسمح لها باستباحة مجتمعك.. فأولى أن تقيمها مع إسرائيل التي تريد من ورائها شيئاً واحداً هو أن تقلل بها دائرة عدم الاعتراف وتضيق بها حلقة الاستهداف لأمن احتلالها.
> فإيران خطر حتى على المجتمع الإيراني، لأن فيه الملايين من المسلمين أصحاب الإسلام السماوي وليس الذي يشكل غطاءً للمشروع الفارسي.
> وفي الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تقوم إيران بعمليات إرهابية بطريقة تجعل نسبتها إلى أهل السنة سهلاً.. فيكون المجرم غير المدان إيرانياً فارسياً ويكون البريء المدان مسلماً سنياً.
> وما يجعل واشنطن تذل وتهين إيران في كل المحافل حتى حينما تراجعت لها عن أهم برنامج لديها وحتى حينما أشادت منظمة الأمم المتحدة بتراجعها وهنأتها برفع العقوبات الجزئي، هو عدم تجردها في علاقاتها مع الآخر.
> فعلاقات إيران مع أية جهة ــ الحكومة الشيعية في بغداد ودمشق وحزب الله ــ تكون محشوة بأجندة خفية مضرة جداً بالطرف الآخر.
> ولا يعقل حتى الآن ألا تستوعب واشنطن هذه الحقيقة. ولا تفهم أن إيران تسعى دائماً وتمول الإرهاب الطائفي الشيعي بنشر التشيع في أي بلد لتشكل به مستقبلاً بؤر توتر وصراع مع حكومة البلد.
> وإيران إذا كانت تبخل، والبخل صفة الفرس على أوضاع إنسانية لمسلمين بالمال، فهي لا تبخل على تمويل خلايا إرهابية داخل الولايات المتحدة لترسل رسالة مفادها أن الشيعة لا يشكلون خطراً على أمن أمريكا.. ولا إسرائيل. وهذه حقيقة طبعاً .. لكن هم يريدون استثمارها بخبث على حساب المسلمين السنة.
> لكن تم إلغاء صناعة القنبلة الطائفية الشيعية بواسطة واشنطن بطريقة مذلة ومهينة ومخجلة جداً. فبعد تفكيكها قالت واشنطن إن إيران ستكون تحت الرقابة. أي في أي وقت يمكن إعادة التفتيش.
ذلة شديدة تتلقاها إيران لكن إعلامها المنافق يضلل الشعب الإيراني ليحتفل بالخزي والعار وهو يظن أنه محتفل بانتصار. أين الانتصار إذن؟! أين ؟!
غداً نلتقي بإذن الله.