تحقيقات وتقارير

البشير في البركل .. سر الاندهاش


تقاطرت جموع المواطنين صوب المدينة الرياضية بكريمة منذ وقت مبكر، للمشاركة في تدشين مهرجان جبل البركل للسياحة والاستثمار في نسخته الثانية، وضاقت جنبات الأستاد الذي يسع نحو (10) الآف مواطن أو يزيد، بالجموع الغفيرة التي جاءت من داخل وخارج الولاية الشمالية لحضور هذه الفاعلية. حفل الافتتاح هذه المرة يبدو أكثر تنظيماً.. وخرج في ثوب قشيب يتناسب مع عظمة هذه الاحتفالية التي تحكي عن حضارات قديمة ضاربة جذورها في التاريخ منذ (15) سنة قبل الميلاد، وهذا التنظيم الجيد بفضل الإعداد الذي بدأ باكراً من قبل هيئة مهرجان جبل البركل ولجانها المختلفة، بجانب تضافر الجهود الشعبية والرسمية . ٭ كانت ضربة البداية عقب وصول الرئيس، فعقب وصوله مباشرةً لمقر الاحتفال، قام رئيس الجمهورية المشير عمرالبشير برفع علم مهرجان البركل ليرفرف عالياً خفاقاً بجانب علم السودان والولاية الشمالية، إعلاناً بإنطلاقة المهرجان الذي سيستمر حتى الثامن والعشرين من الشهر الحالي . وامتزجت أهازيج الفرح بأغنيات الدليب والرقصات الشعبية، وألقى شاعر المنطقة المعروف الفاتح إبراهيم بشير قصيدة حكت عن ملوك جبل البركل وحضاراتهم، وجسدت شهامة وكرم أهل المنطقة بصفة خاصة، والسودان بصورة عامة، القصيدة وجدت تجاوباً كبيراً من الحضور

٭ نشوة البشير
البشير بدا منتشيا وهو يردد مع فنان الطمبور ميرغني النجار أغنيته المحببه التي دائماً مايردد بعض أبيات منها في معظم لقاءاته الجماهيريه، والتي يقول مطلعها (بلادي بلادي أهلا يا بلادي ألف تحيه ليك من الفؤادي) وتباهي البشير خلال مخاطبته الاحتفال بتاريخ البلاد، وقال (تاريخنا كلو تاريخ يرفع الراس) ونحتفل اليوم لنذكر الناس بأصلهم وتاريخهم العريق، ونري العالم (نحن شنو وحانبقي شنو في القريب) ومضي البشير قائلاً أهل الشمالية أهل تاريخ وإن الولايه مهيأة للاستثمار، مشيراً إلى أن أول عمليات التعدين التي عرفتها الانسانية كانت بالشمالية، منوهاً إلى الامكانيات الكبيرة التي تذخر بها الولاية، وقال البشير الولاية قادرة على تأمين الغذاء للعالم الأفريقي والإسلامي، لوحة جملية رسمها طلاب وطالبات وتلاميذ وتلميذات المنطقة، لوحة زاهية من خلال فقرات استعراضية عكست حضارات المنطقة وممالكها، ألهبت حماس الجماهير الذين تفاعلوا معها بالتصفيق الحار.. وقد شهد المهرجان تطوراً في الفقرات، قال البشير هنالك تطورات كبيرة في نشاطات وفقرات المهرجان هذا العام.. وأبدى إعجابه بفقرة الألعاب النيلية بمنطقة كريمة، وأضاف أن الرياضية تمثل حماية للشباب من المخدرات ومخاطرها، وأعاب عدم وجود أنشطة رياضية على النيل سوى السباحة التقليدية، مؤكداً دعمه لهذه الأنشطة والاتحادات القائمة على أمرها، حتى تتمكن من القيام بدورها .
٭ تزايد عدد السياح
قال وزير الدولة بوزارة السياحة عادل حامد دقلو عائدات السياحة في العام الماضي بلغت 930 مليون دولار، بينما السياح ارتفع عددهم إلى 741 ألف سائح بدلاً عن 643 ألف في العام 2014، وأثني الوزير علي مجهودات اللجنة العليا للمهرجان التي ساهمت في انجاح البرنامج.
٭ مزيدا من الضبط
النسخة الثانية للمهرجان شهدت المزيد من التطوير والتجويد والضبط، هكذا بدأ والي الولاية علي العوض حديثه في المهرجان، وقال إن ولايته لديها من الموارد مايجعلها رائدة في مجال السياحة، معلناً عن موتمر لنهضة الولاية..
مرتكزات:
قال الأمين العام لهيئة مهرجان جبل البركل د. حسن أحمد طه الاحتفال هذا العام يقوم على 4 مرتكزات: أولها التاكيد للعالم أجمع على أن الحضارة والمدنية بدأت ونشأت هنا، وثانياً البناء على قومية المهرجان، والمرتكز الثالث إضفاء الشعبية على المهرجان، ورابعاً الاهتمام بالنيل باعتباره منبع الحضارات، كاشفاً عن مشاركة 77 شركة وبيت خبره في المهرجان..
٭ لمسة وفاء
الامين العام أشاد بقيادات المنطقة الذين شاركوا في انجاح المهرجان على راسهم د. عوض الجاز الذي وصفه بأنه رجل المهام الصعبة، والفريق صلاح قوش نائب الدائرة، والفريق عبد الرحمن سر الختم، والمهندس الحاج عطا المنان الذي قال عنه إنه من شق طريق الانقاذ الغربي، وأشاد بالجهود الشعبية والرسمية.
٭ الفترة المسائية
وعطرت فرقة المادحين الدمشقية الليلة بمدح المصطفى صل الله عليه وسلم، أعقبتها عروض جميلة للفرقة النوبية، واختتم الأمسية فنان الشباب محمد النصري الذي ألهب حماس الجمهور بأغنياته الرائعة، وتفاعل معها الجمهور الذي انتظر حتى الختام رغم برودة الطقس .

تقرير:عمار محجوب
اخر لحظة