صلاح حبيب

(دبلوماسي وكلامو قاسي)!!


بعد عدة سنوات سفراء السودان يعقدون مؤتمرهم السادس تحت شعار (دبلوماسية فاعلة من أجل سلام وتنمية السودان)، تقاطر للمشاركة في هذا المؤتمر عدد من سفرائنا بالخارج، وشهدت في الجلسة الختامية التي انعقدت مساء أمس الأول بقاعة الصداقة، الأستاذ السفير “العبيد مروح” الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات السابق وسفيرنا بالجزائر، والسفير الدكتور “عبد المحمود عبد الحليم” سفيرنا بجمهورية مصر العربية، والسفير الدكتور “الصادق الفقه” سفيرنا بالأردن، وعدد كبير من سفرائنا بالخارج رغم أن أربعة أيام قضاها دبلوماسيونا في مناقشة قضايا حيوية متعلقة بالشأن الدبلوماسي، وقضايا أخرى متعلقة بالوطن وبالدول الأخرى، ولكن لم يخرج للإعلام شيء عن تلك الجلسات التي قيل إنها عقدت في سرية تامة بالنادي الدبلوماسي، لا أدري لماذا هذه السرية، ولماذا لم يتبرع القائمون بأمر هذا المؤتمر بتمليك الإعلام المعلومات الكاملة لتتضح الصورة لهذا المؤتمر المهم والذي درجت وزارة الخارجية على عقده.
الجلسة الختامية للمؤتمر التي وصلت الدعوات للمشاركة فيها، تأخرت تقريباً (45) دقيقة عن الزمن المقرر، ولكن ما يحمد لهذا المؤتمر أن السفراء المعنيين بهذا المؤتمر كانوا قدر التحدي، وشهدت السفير “محمد الحسن” وهو يستقبل ضيوفه من السفراء إلى أن يتم إجلاسهم بالأماكن المحددة لهم، وكذلك السفير “علي الصادق” والسفير “عوض حسين” سفيرنا السابق باليمن، وعدد من السفراء المهمومين بنجاح المؤتمر.
مقدم برنامج الاحتفال كان جيداً، حافظاً لما يقول وقدم البروفيسور “إبراهيم غندور” وزير الخارجية بصورة رائعة أدهشت الحضور، ولكن السيد رئيس الجمهورية عندما بدأ كلمته أثنى على مقدم البرنامج وقال (إلا أنه نسي أن وزير الخارجية “غندور” له ثلاث جبهات مما أضحك الجميع).
تحدث الوزير “غندور” عن انعقاد المؤتمر الذي استمر لأربعة أيام وعدد اللجان التي وضعت والقضايا التي تمت مناقشتها والتوصيات التي تم التوصل إليها.
الكلمة كانت رصينة ومعبرة وإن دلت على شيء فإنما تدل على تمكن السيد الوزير من اللغة العربية ومفرداتها واختيار العبارات الجميلة، حيث قال إن التوصيات التي تم التوصل إليها كلها تكون مصابيح تضيء الطريق.
السيد رئيس الجمهورية تحدث عن وزارة الخارجية والدبلوماسيين السابقين الذين أرسوا العمل الدبلوماسي، وقال إن الوزارة أبرزت الصورة المشرقة لبلادنا بالخارج وربطت مؤتمرها بالذكرى الستين لاستقلال البلاد، وذكرى إنشاء وزارة الخارجية في 1/1/1956م، وحيا السيد الرئيس الرعيل الأول من الدبلوماسيين وقال إن الثامن عشر من يناير من كل عام سيكون يوماً للدبلوماسية، ووجه بتحسين ظروف العاملين بوزارة الخارجية ودعم التدريب ودعم مركز الدراسات الإستراتيجية التابع لوزارة الخارجية، وقال إن توصيات المؤتمر ستجد الاهتمام من قبل الدولة.
وكرّم السيد الرئيس عدداً من السفراء السابقين من بينهم السفير “رحمة الله عبد الله” والسفير “مصطفى مدني” والسفير “أبو بكر عثمان محمد صالح” والسفير “إبراهيم محمد علي”، كما كرّم عدداً من الإداريين والعاملين بالوزارة وعدداً من العاملين بسفاراتنا بالخارج.
والدبلوماسي هو الرجل الرصين صاحب الكلمات الأنيقة ولذلك وصفه أهلنا بـ(الدبلوماسي الكلامو قاسي)، أي لا يخرج كلامه بلا معنى.