صلاح احمد عبد الله

شعرة.. في العجين!؟!


* (الشعرة) عندما تسقط من الرأس.. أو الشنب.. أمام (الخباز) في الفرن.. أو المرأة في المطبخ.. (بعضهم له شنب صغير).. والأمر يستحق النظر بدقة.. هذه الشعرة من الممكن استخراجها بسهولة ودون عناء.. ولذلك أصبحت مثلاً.. خاصة لمن يملكون النفوذ والسلطة.. والثروة أيضاً..!!
* فقضية الأقطان الشهيرة.. انتهت أحكامها.. ولا يحق لنا التعليق.. لأن القضاء دائماً موضع احترام.. وله تقدير في النفوس.. وبالنسبة (لي) كنت ذات يوم موظفاً في إدارة المحاكم أثناء دراستي الجامعية.. وقبل الهجرة الى التدريس بالسعودية.. ولذلك أعرف الاحترام الذي يجده (القضاة).. وأدواتهم الشرطية الفذة التي تساعدهم في تطبيق القانون.. وبصرامة..!!
* وقد يتغير الزمن.. والناس.. والنفوس.. ولكن القانون.. هو القانون.. وحماته هم.. هم.. وإن تغيرت الأشكال والسمات.. أو حتى الطباع.. لأنه إرث إنساني يحبه ويحترمه.. ويلجأ اليه كل الناس.. كلهم صغيرهم وكبيرهم..
* المبالغ كبيرة.. (55) مليون دولار.. وقرض من بنك (ABC) لشراء مدخلات زراعية.. بمبلغ (120) مليون يورو.. المتهمون اشتركوا جنائياً.. في الاختلاس ومخالفة القوانين واللوائح المحاسبية.. وصدرت الأحكام.. ولا تعليق من طرفنا (أبداً).. احتراماً وتقديراً..!!
* أموال بهذه الضخامة.. ومن أجل شعب طال به المسير من أجل أن يصل الى أعتاب المستقبل.. ولغرض الزراعة للقطن.. والمحالج الجديدة.. تتجول آمنة وبقوة بأس وعين.. كما يقولون.. قوية.. تتجول بين الجيوب الكبيرة.. (والبطون) العميقة.. وتختفي عملاتها الصعبة.. وسط اللحى الطويلة الأنيقة.. ومن الصعب (هنا) الوصول اليها..؟!!
* الأموال ضخمة.. واللعبة ضخمة جداً.. لعبة كبار.. أتقنوا (الفن).. فتقرير مراجعة مخالفات شركة السودان للأقطان المشكل من قبل ديوان (المراجع) القومي.. والصادر بتاريخ 23/2/2013م أكد أن بدر الدين محمود.. نائب محافظ بنك السودان السابق.. ووزير المالية الحالي.. زور وخالف الإجراءات السليمة للعطاءات عندما كان رئيساً للجنة مشتروات المحالج الجديدة..!!
* لجنة مشتروات المحالج أفادت برسو العطاء على شركة السودان للأقطان.. ولكن ما تم فعلياً هو ظهور اسم شركة بلكان التركية كفائز.. دون أي مستند يدل على أنها تقدمت أصلاً..!! هذا التزوير من أجل إقناع بنك التنمية جدة.. بشفافية الإجراءات..!؟!
* التقرير ضخم.. وملئ بالحكايات.. يقول في جزء منه.. إن وكيل شركة (بوسا) البرازيلية المصنعة للمحالج.. كان بصدد التقديم لهذا العطاء.. وطلب منه عدم تقديم عرضه بواسطة أحد المتهمين الرئيسيين مقابل مليون دولار..!!؟!
* يقول بعض الخبراء.. إن هناك جهات (متورطة) في هذه القضية.. لم تطالها يد العدالة.. التقرير يقول إن هناك أدواراً لبنك السودان.. ووزارة المالية.. والزراعة التي كانت تقوم بالتصاديق.. بجانب بنك التنمية الإسلامي جدة.. والقضية بهذا المحتوى هي في نظر الخبراء جنائية.. لأنها ساهمت بشكل مباشر في تدمير الاقتصاد السوداني.. والذي هو أصلاً في حالة انهيار..؟!!.. الخبراء يقولون إن الذين تمت محاكمتهم ليسو كل الضالعين.. وهناك الكثير من الأدلة والأرقام والوثائق التي تورط الآخرين..؟!!
* ونحن نجلس ونراقب.. قد يلفنا الصمت.. وهل تطاول الأمد في السلطة (والكنكشة) يخلق مراكز القوى بين (الإخوان) حلفاء الأمس.. وصفوة المجتمع.. إنهم يقولون ما أتوا في ذلك اليوم إلا لإنقاذ السودان.. بعدهم ذهب (ثلثه) بموارده.. وانهار الاقتصاد.. وبنياته الأساسية.. لم يهتموا بأي شئ سوى (إنقاذ) أنفسهم.. وربع قرن من الزمان.. وأملاكهم جميعاً ظاهرة للعيان.. داخل السودان وخارجه.. وأحاديث الثراء ورواياته الأسطورية تتحدث بها الركبان.. والأسافير.. وتسير في طرقات المدينة.. هذه (المدينة) التي كانت ذات يوم ضاجة بالحياة.. والجمال.. والأناقة.. والنظافة.. أصبحت ويا لمهازل التاريخ.. من (أقذر) مدن العالم.. وأكثرها نفايات..!؟!
* هي كذلك.. ليس عن فقر.. ولا جهل.. ولا تاريخ مشرق أو ثقافة..
* فقط أصبحت كذلك.. لأن (بغاث) الطير.. صار يغشى وكناتها.. وأعشاشها الجميلة سكنها العنكبوت..!!
* ولكنهم يعلمون أن بلادنا ما زالت غنية بمواردها.. وبشعبها..!؟!
الجريدة