مقالات متنوعة

بخاري بشير : (الإمام) الغائب.. واستمرار جدل العودة!!


< إمام الانصار وزعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي والذي لا زال مقيماً بمنفاه الاختياري بقاهرة المعز التي اختارها من بين العديد من العواصم للاقامة؛ ومنذ خروج زعيم الأنصار في أعقاب اطلاق سراحه بعيد اتفاق باريس ظل مقيماً بها ويدير حزبه من هناك. < للمهدي نشاط سياسي واضح خاصة على الصعيد الإعلامي؛ حيث أصبح مادة (خصبة) للصحافة والفضائيات؛ وقد اشتهر بعلاقاته الواسعة مع الصحافيين منذ لقاءاته الراتبة معهم بـ (عريشته بمنزله بأمدرمان)؛ لدرجة إنه لا يرد طالباً لمحاورة أو تصريح. < ظلت عودة الامام الى الخرطوم مثار جدل وحديث متطاول؛ وظلت قيادات حزب الأمة المتواجدة بالداخل تكثر الحديث عن هذه (العودة) المزعومة؛ دون أن تكتمل فصولها؛ بيد ان مراقبين يعتقدون ان الإمام فقد كثيراً داخل الحزب وفي الوسط السياسي بسبب بقائه بالخارج. <جاءت تصريحات (عودة الإمام) على أكثر من لسان؛ وكانت أكثر ما تكون ذكراً عند ابنته الدكتورة مريم المنصورة والتي ظهر نجمها وعلا سيطها بعد سنوات أمضتها في مستويات الحزب المختلفة حتى بلوغها مرتبة نائب رئيس الحزب؛ وذات تصريحات العودة نطق بها آخرون في هرم قيادة الحزب. < ثم جاءت الأيام لتكشف بقاء الإمام بالقاهرة؛ بالأمس حملت الصحيفة نبأ (عودة الإمام) على لسان الأمين العام لحزب الأمة سارة نقد الله؛ التي أجرت معها الصحيفة حواراً ينشر بالداخل؛ لكنها – أي سارة- سرعان ما نفت هذا الحديث؛ وقالت إنها لم تقله للمحررة؛ ويجد القارئ تصريح النفي على صدر هذه الصحيفة. < ليس مهماً صدق التصريح من عدمه؛ بقدر أن ما يهم عند عامة السودانيين وقواعد حزب الأمة على وجه الخصوص هو (عودة الإمام) شخصياً؛ ليقود جماهير الحزب من الداخل؛ وهي تستعد لحملة (هنا الشعب) التي تأتي متزامنة مع ذكر تحرير الخرطوم. < الشاهد التأريخي في مسيرة الإمام؛ أن عمليات خروجه من البلاد وعودته اليها تجد ذات الإهتمام من القاعدة الكبيرة للأنصار؛ وتتابعها عيون الوسط السياسي بكافة أشكاله منذ بداياتها حتى اكتمالها؛ وعرف عن زعيم حزب الأمة أنه يطلق الاسماء (عالية الجرس) على تلك العمليات؛ من لدن تهتدون وأخواتها.. وقد نجح السيد الامام كثيراً في تسخير آلة الإعلام لتلك العمليات. < البلاد تمر بفترة مفصلية من تأريخها؛ وهي الفترة التي أعلنت فيها الحكومة وعلى لسان الرئيس البشير الدعوة للحوار الوطني؛ والذي انطلق منذ نوفمبر الماضي؛ وفتحت الأبواب لكل حزب سياسي أو حركة مسلحة؛ وتركت لهم المساحات ليقدموا (كامل) رؤاهم وقالوا (أعلى ماعندهم) داخل لجان الحوار. < وقد أبلغني من أثق في مقولته أن بعض الأوراق التي تضمنتها لائحة المؤتمر حملت آراء تطابقت تماماً مع ما يريده المعارضون بالخارج؛ وبقوا هم في (معارضتهم) لغياب الثقة بين الطرفين (المعارض والحاكم). < كنت ولا زلت من أكثر المؤمنين بعودة (الإمام)؛ وأعلم أن عودته ستكون (داوية) ويكون لها ما بعدها في صعيد المعارضة وفي الصعيد الوطني الداخلي.. وقديما قال طرفة بن العبد: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً……….. ويأتيك بالأخبار من لم تزود