صلاح احمد عبد الله

الظلم.. والظلمات.. ظلام!!؟


* خرجت الحافلة من موقف (الاستاد).. غرب الخرطوم.. موقف ممتلئ بالبشر والازدحام وباعة أي شئ.. وكل شئ.. وبأي ثمن.. كل ما تريده موجود حتى الفاكهة والخضروات والملابس الشعبية الرخيصة.. وأدوات الكهرباء.. والملابس التحتية أيضاً معلقة بطريقة (حضارية).. والأحذية.. ومعظم ما ذكرنا معروض على الأرض.. عملاً بأن الإنسان وخصوصاً (السوداني).. الشعبي خلق منها.. وسيعود إليها.. رغم أن الأرض هناك مليئة بأرتال النفايات.. والقذارة.. التي تجعل (المعتمد) حيراناً.. والوالي الجديد أشد حيرة.. والشهور تمضي.. ونقترب من العام.. ولا جديد.. سوى أن (المالية) الموقرة جعلت أنبوبة الغاز (75) جنيه.. رغم وعود السيد الوزير.. والبرلمان بأنه لا جديد ولا زيادة في الميزانية.. لأي شئ يتصل بمعاش الناس.. ويهمهم!؟!
* يبدو أن البرلمان.. احتياطياً أقرّ تعديل القانون الجنائي في مادة (الشغب) وزاد من صرامتها بالسجن والغرامة.. ولا زال صدى (رصاص) أحداث سبتمبر الشهيرة يتردد في شوارع المدينة.. كما يتردد تصفيق وتهليل أعضاء البرلمان في تلك الفترة.. عند زيادة الأسعار.. ورفع الدعم..!!
* ومن طريق جانبي.. سلكت الحافلة شارع النيل.. في طريقها شرقاً تجاه جسر (الجقور) الشهير.. أمام مبنى الحكم الاتحادي.. كانت مجموعة من الشباب يرمون بقطع أوراق صغيرة داخل السيارات المارة.. كان نصيبنا منها (مجموعة).. قرأت إحداها جاء فيها ما يلي:
توقيعك لأجل رفع العقوبات الأمريكية الظالمة عنك..
أنت الأقدر بتوقيعك على رفع العقوبات الظالمة عنك وعن أسرتك..
شارك بتوقيعك الكريم
عنوان الرابط إلكتروني.. ومجموعة من الهواتف السيارة.
* زحمة السير.. جعلت السيارة تسير ببطء.. وبدأ (مرض) التفكير ينتابني وسرحت بعيداً.. إنهم يريدون (توقيعي) لرفع الظلم الأمريكي.. (حاااااضر).. ولكن متى يتم رفع الظلم عنا.. ومن أناس يفترض أنهم من بني جلدتنا.. متى؟.. طاف هذا الخاطر بذهني.. ابتسمت بمرارة.. كل الركاب في حالة صمت وبعضهم صار ينظر بعيداً.. متأملاً في اللاشئ..!؟!
* (الظلم) بدأ منذ بواكير (النظام) الأولى.. وأرتال الصالح العام تترى مواكبها.. والشارع العام يمتلئ الغبن.. ومرارات الأهل.. وكل الأسر.. وفي شتى المهن.. من أجل (تمكين) الأتباع.. الذين أوردوا بلادنا موارد الهلاك.. وأصبحت خدمتنا المدينة وبنياتنا الأساسية مسخاً مشوهاً.. بعد أن كانت ملء السمع.. والبصر.. (وكذلك النظامية)!!؟.
* (الظلم).. طال بعض الأسر حتى داخل منازلها.. وأفجعها في فلذات أكبادها.. من أجل دراهم معدودات في خزائنها هي حق طبيعي لهم وثمرة كدهم ومساهماتهم في اقتصاد بلدهم.. وغيرهم من الأخيار الذين توسدوا تحت التراب وما أكثرهم.. وأنبلهم.. ينتظرون يوم اللقاء العظيم بربهم.. لينصفهم ممن ظلمهم؟!! وكأن هؤلاء الوافدين على صفحات التاريخ.. لا هم لهم إلا النظر الى الجيوب والخزائن من أجل المال.. وحاولوا سبر (الأغوار) باسم الدين.. ففشلوا.. لأن أصيل الدين موجود في النفوس بالفطرة.. وبعد ذلك ظهرت الأموال في الطرقات.. داخلياً وخارجياً.. وأصبح الدين (شعارات) في المناسبات.. التي تتطلب (دغدغة) مشاعر البسطاء..!!
* (الظلم).. جعل البلاد (الواسعة) مليون ميل مربع.. تتشظى.. ويذهب ثلثها بموارده.. بعيداً.. والكثير من أبناء البلد يقبرون هناك.. بمسميات لا أصل لها سوى الحرب الضروس..؟! وموارد النفط الهائلة.. تختفي في آبار عميقة بعد أن خرجت من باطن الأرض.. أين ذهبت.. لا أحد يدري سوى.. (أنفسهم).. من الظلمة والتابعين.. وقليل من حارقي البخور..
* الشعور بالظلم.. جعل البلاد تشتعل سنوات طوال.. بعدها.. تدولت القضايا وتجولت بين عواصم الدنيا.. وكثر السفر والترحال.. وصرفت الأموال.. أكلاً وشرباً.. (وترضيات).. وشراء أنفس وذمم.. وأصبح للضمائر أسعار؟.. وللكتابة والأقلام أسواق نخاسة.. (والدول) الداعمة.. والأنظمة.. تنتظر تسديد الفواتير..!!؟
* وجاء (الحوار).. وصارت (القاعة) سوق (عكاظ) جديد.. ولا جديد.. والكل في الانتظار.. لمخرجات التنظير.. وربع قرن ويزيد.. والظلم والظلام مستمران..!!
* والشعب.. وفي برودة الطقس هذه الأيام.. ينتظر دفء الشمس.. وينظر تجاه الشرق..
* نؤيد وبشدة.. أن ترفع العقوبات الأمريكية..!!
* فقط ارفعوا (عقوبات) الغلاء وتصاعد الأسعار..
* وذلك (الرجل) المسمى.. وزير المالية..
* وابحثوا لنا بديلاً عن ذلك البرلمان.. الاتحادي..
* وعن أهل شارع آخر.. غير أهل شارع المطار..!؟!
الجريدة