منوعات

قهوة الصنايعية .. عالم خاص في قلب الخرطوم


ياخي عندي شغلانة ما بتاخد منك وقت طويل، أها فاضي؟
شغلانتك شنو؟
سلوك الكهربة بتاعة مكتبي عاملة (شورط)
مكتبك وين؟
قريب، في شارع البلدية
كان هذا مجتزأ من الحوار الذي دار بين العم صابر وأحد الزبائن، الطرفان لم يدخلا في مفاصلة ومحاججة حول المبلغ المالي، بعد أقل من دقيقة جاء رجل يسأل عن العم حسن أنور وهو سباك شهير، فقيل له حسين طلع شغل لكن في زول تاني ممكن يفيدك، وبدون تردد سأل عنه فقيل) الزول ابو طاقية الهناك داك،)

هذه المشاهد هي ملمح من حياة قهوة الصنايعية العريقة وسط الخرطوم، والتي تضم حرفيين في مختلف المهن والصناعات، والتي كما قال لنا المقاول ابراهيم سعيد عبدالله : (قهوة الصنايعية اليد فيها نضيفة والقلب انضف، بقينا اهل وأسرة، واي زول قلبه على التاني، نخش الصناديق ونطلع بعض من الورطات والمشاكل والتعقيدات الاجتماعية، لأننا بالعشرة الطويلة بقينا نعرف بعض عن ظهر قلب، وإذا فينا زول ظرفه شوية متعسر ممكن نتنازل ليه عن شغل.
ابراهيم يرى أن الحرفيين الموجودين في قهوة الصنايعية يتقنون حرفتهم، وهذا ما وفر الثقة، بينهم والزبائن.. مشيراً الى ان كثيراً من الزبائن يسألون عن الصنايعي لأن هناك آخر دلهم عليه.

انتبهنا الى هناك، وهناك من كتب رقم هاتفه على (قطعة خشب وآخر على كرتونة، وثالث كتب وبخط مكعوج على عمود الإنارة) ما يعني أن الصنايعي حاضر ومتوفر لحظة الحاجة، جلال الطاهر قال لنا وبلغة انجليزية (نحن اون كول طوالي) لم استغرب أن جلال يتقن الانجليزية، فقد سمعنا أن بين الصنايعية خريجو جامعات، لن نقول إن الظرف دفعهم لهذا المكان، لأنهم أصبحوا جزءاً من نسيجه وتكوينه فصاروا محبين له ومتآلفين معه، جلال خريج جامعة السودان قسم المكانيكا، استفاد من وجوده بين العمال المهرة، فاكتسب خبرات وأفاد بعضهم بالجانب النظري الذي درسه، جلال دلنا على رجل يتقن حرفة (البلاط) وهو العم سليمان أزرق والذي يعمل منذ خمسين عاماً وهو من الذين شاركوا في بناء البنك المركزي ومعرض الخرطوم الدولي، العم سليمان لم يغير مكانه، وكما قال ( ملامح القهوة في كل جانب من حياتي، فيها عرفت المسرات والفرح، الفرحة بتعليم صنايعي، والفرحة بقراية الأولاد، العم سليمان قال لابد من تصحيح بعض المفاهيم التي يحاول البعض ترويجها وهي أن العمالة الوافدة (شالت مننا السوق) فهو يرى العكس (العمالة الأجنبية مفيدة، بنشوف منهم مهارات إضافية، وبنعلمهم كمان، والسوق مفتوح للجميع .

الخرطوم :روان القاسم
صحيفة آخر لحظة