تحقيقات وتقارير

“ربما يشعر بالارتياح”.. ترامب متهكماً على زيارة أوباما لأول مسجد بأميركا


تباينت ردود فعل السياسيين الأميركيين إزاء زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأربعاء 3 فبراير/شباط 2016، لمسجد في ولاية بالتيمور للمرة الأولى منذ توليه منصبه عام 2008، ففيما عاد ادعاء إسلام أوباما من جديد، اعتبر البعض أن خطوته جيدة في إطار وقف التعصب.

المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الأميركية دونالد ترامب، المعروف بعدائه للمسلمين، انتقد زيارة أوباما للمسجد وغرّد على تويتر بقوله: “ربما يشعر بالارتياح هناك”، في تلميح يفيد بأن أوباما ربما يكون مسلماً، بحسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الأربعاء 3 فبراير/شباط 2016.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي حاول فيها الملياردير الأميركي أن يشير إلى ديانة أوباما، فقد تساءل في خطابٍ له أمام التحالف اليهودي الجمهوري في ديسمبر/كانون الأول 2015، عن سبب عدم استخدام أوباما مصطلح “الإرهاب الإسلامي المتطرف”.

وقال: “إن شيئاً ما يدور بعقله، لا أعلم ما هو”، كما تساءل منذ عدة سنوات عما إذا كان أوباما قد وُلد في أميركا حقاً.

مورتون كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية بأميركا، إحدى أقدم المنظمات الأميركية الموالية لإسرائيل، قال إن قيادات المسجد ينتقدون العمليات العسكرية الإسرائيلية، وأن زيارة أوباما للمسجد تشجع المتطرفين على إيذاء الأميركيين.

وبينما لم يعلق البيت الأبيض ولا الجمعية الإسلامية في بالتيمور على انتقادات كلاين، إلا أن إبراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، قال إن كلاين كان سيوجه نفس الانتقادات لأي مسجد آخر، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

في المقابل، قال أندريه كارسن، وهو نائب ديمقراطي في الكونغرس منذ 13 مارس 2008 عن المنطقة السابعة لولاية إنديانا، إن الخطاب كان من أفضل خطابات أوباما.

كما صرح كيث إليسون، ممثل الديمقراطيين بمينسوتا، بأن الخطاب يمسّ القلب ويعتبر علاجاً للتعصب المتنامي.

وأضاف إليسون أن له ابنة مسلمة، تبلغ من العمر 19 عاماً، وأنها تود أن تشارك في بناء أمتها، منتقداً محاولات البعض بأن يمارس سياسات إقصائية بحق فئة معينة.

الرئيس الأميركي ندّد خلال الزيارة بالخطاب “البغيض” الذي يستهدف المسلمين، مؤكداً أن “الإسلام لطالما كان جزءاً من الولايات المتحدة”.

ورغم أنه سبق أن زار مساجد في مصر وماليزيا وإندونيسيا أثناء توليه مهامه، لكنها المرة الأولى التي يزور فيها أوباما مسجداً في أميركا.

أوباما في خطابه أمام مجموعة من المسلمين في بالتيمور قال: “سمعنا في الآونة الأخيرة خطاباً غير مبرر ضد المسلمين الأميركيين، تصريحات لا مكان لها في بلادنا”.

وأضاف الرئيس الأميركي مخاطباً المسلمين: “أنتم لستم مسلمين أو أميركيين، أنتم مسلمون وأميركيون. ليس عليكم الاختيار بين إيمانكم ووطنيتكم”.

وبالرغم من أن الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، كان قد قام بزيارة أحد المساجد في واشنطن بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، إلا أن الرئيس أوباما تجاهل المطالبة بزيارته للمساجد عدة سنوات، ربما لأن 43% من الجمهوريين و29% من الأميركيين يعتقدون بأنه مسلم، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته CNN في سبتمبر/أيلول 2015، فلربما خشي مساعدوه أن تدعم زيارته للمسجد ذلك الانطباع.

وبحسب مركز بيو للأبحاث فإن نحو 3,3 مليون مسلم يقيمون في أميركا ويشكلون حوالي 1% من إجمالي السكان. ويرتقب أن تتضاعف هذه النسبة بحلول عام 2050.

huffpostarabi