مقالات متنوعة

عبد العظيم صالح : الخدمة الوطنية +


هذا الأسبوع كان أسبوع الخدمة الوطنية.. هي لا تحتاج لإثبات «ذات» أو شخصية لأنها موجودة بصفة يومية في بيوتنا وفي اهتمامنا فقد أضحت للشباب مرحلة مثل مراحل التعليم المختلفة التي يجب المرور عندها أداءً أوإعفاءً.
في هذا الأسبوع حفلت بالمتابعة والاهتمام بدءاً من مؤتمرها الثالث ومروراً بقرار وزارة التعليم العالي بفك الارتباط بين استخراج الشهادة الجامعية وأداء الخدمة وانتهاءً بقرار وزير الدفاع بإلغاء (14) رسماً من رسومها.. عند سماعي للرقم قلت في سري «الكترابه»،،«الشقايه» ديل بدفعوا كم رسم؟!
وقلت طيب بعد القرار كم باقي من رسوم «في الخط»؟! أخشى أن يقارب الرقم المتبقي أويزيد على العدد «الملغي» من رسوم..
ومع ذلك نقول إن الخطوتين «ما كعبات» وتزامنت مع المؤتمر الثالث. ومؤتمرات الخدمة ارتبطت واشتهرت بمثل هذه القرارات التي تستهدف بلغة «ناس الإنقاذ» سد الثغرات وبلغة «التانين» النظر بعدالة لسلبيات التجربة والتي كان من الممكن أن تكون أحسن بكثير وأن يقبل عليها الجميع طواعية وبنفس «فاتحة» وليس على طريقة «مكره أخاك لا بطل» وهذا بالضبط ما ارتبطت به عند بداياتها. فقد تم ربطها وتصويرها «بوعي» أو «بدون وعي» بأنها واحدة من المؤسسات «الجهادية» التي هي أقرب للتنظيم من الدولة..أو هي أقرب لروح «أخوانا» من الروح القومية ويختزل الناس الكثير من القصص والحكايات أيام «كشة الدفار»!!
ولن أنسى تجربتي بعد عودتي من الغربة قبل أعوام، فقد رجعت ولم يكن في بالي الاستقرار في البلد والتحقت بأخبار اليوم.. ولم يمض على وجودي شهر فإذا بي أفاجأ ذات صباح أغر وأنا أدخل المكتب بطلب استدعاء عاجل ولم يمهلني المندوب فرصة واقتادني أمامه لأجد نفسي بأن إجراءتي قد اكتملت من كشف طبي وخلافه في أقل من ربع ساعة.
كنت في حالة عجيبة من «الدهشة والغضب».. قلت لمن اقتادني وقام بإكمال الإجراءات: أها ممكن أمشي؟ فرد علي تمشي وين؟
قلت له شغلي؟
ضحك على سذاجتي وهو يقول: يا شيخنا إنت من هنا والمعسكر..!!
وأسقط في يدي ولسان حالي يقول «أنا الجابني البلد دي شنو؟ الشقي ما بسعد.. وبقية الحكاية في «العدد القادم» المهم أنها تحمل دلالات ومعاني عن السلبيات التي صاحبتها وما أحدثته من صوره ذهنيه لهذا المشروع الوطني الذي يجب أن يشاد على أسس قومية ووطنية وتحت لافتة الدولة وليس الحكومة.. ويمكننا أن نقول بكل اطمئنان إنها أضحت «الآن» أقرب لتلك المعطيات المطلوبة والمهمة وأضحى دورها يتعاظم في القطاعات التنموية والتعليم والصحة والتشجير ولم تعد بتلك الروح القديمة.. روح «المندوب والدفار» الله لا أعادهما ولا سلطهما على «حبيب».
يحمد للخدمة الوطنية أنها من المؤسسات التي لم تتوقف عند المحطة الأولى فقد ظلت تستجيب لدواعي التطوير والتحديث والمواكبة ومعالجة الأخطاء والسلبيات.. والتمسك بالهدف «الأم» والذي لا نختلف حوله كيف نخدم وطننا ونحن نردد جميعاً واجب الأوطان راجينا..؟!