ثقافة وفنون

نجمة كل عام زايد بريقا .. أم بلينة السنوسي .. (نحنا حافظين لودادك)


أطلقت صرخة الميلاد الأولى في ضاحية لا تعبد كثيراً عن مدينة النهود بغرب السودان وتحديداً في العام 1952م بقرية (أم سروال) كان ميلادها ونشأت في أسرة تتنفس شعراً وأدباً، عشقت الغناء ومارسته وهي لا تزال ابنة العاشرة، والتحقت بعد ذلك بفرقة (فنون كردفان) وبدأت نشاطها الفني بصحبة زميلتها في الفرقة فاطمة عيسى وشكلتا اول ثنائي نسائي غنائي في كردفان، ولمع نجمها خلال مشاركتها في مهرجان المديريات بالمسرح القومي ام درمان عام 1962 حين كانت فرقة فنون كردفان في ازهى ايامها.
كانت أم بلينة من أشد المعجبين برواد المدرسة الوترية التي كان من ربانها أمثال إبراهيم العوض ومحمد وردي الأمر الذي مكنها من تجويد أدائها الغنائي فمزجت غناء الوسط مع غناء سهول كردفان عبر الغناء العفوي او الفطري (بالدلاليك) حتى ان الفنان الراحل وردي قال لها في مرة (انتي يا ام بلينة صوتك نادر وبنصحك تغني براك ) فكان لها ذالك دافعاً لها لتجرب الغناء لوحدها.
سجلت ام بلينة للإذاعة في العام 1970م أولى أغنياتها (أرحموني يا ناس وحنو علي) كلمات احمد هارون
بالاضافة لنشيد (ربات الخدود) و(العاشق سعيد) للشاعر عوض جبريل، لكن تعتبر اخنية (زايدة غلاوتو طيبتو نادرة في سماهو) التي كتب كلماتها إسحاق الحلنقي ولحنها لها الموسيقار علاء الدين حمزة هي منصة انطلاقها نحو قاعدة عريضة من المستمعين هذا بالاضافة لأغنيتها الشهيرة (الوداد).
تمتلك أم بلينة ثروة غنائية كبيرة لشعراء تعاملت معهم أمثال محمد أبو قطاطي الذي قدم لها (مع الاشواق) والشاعر خليفة الصادق في اغنية (خطابك الجاني) بجانب مشاركتها في الملحمة الاكتوبرية مع الفنان محمد الامين (قصة ثورة) والتي كتبها الشاعر هاشم صديق وطافت الفنانة في جولة فنية شملت دول الكاميرون وتشاد ونيجيريا و افريقيا الوسطى وقام سلطان مايرنو النيجيري بتكريمها بالذهب الخالص إعجاباً بصوتها واغنياتها وكرمتها كذلك إذاعة (بي بي سي) تقديراً لمكانتها الفنية وشهرتها كصوت نسائي ناجح ومشهور بداخل وطنها وخارجه ونجاحها في تشكيل اضافة حقيقية اثرت وجدان السودانيين بغناء راسخ ورصين لا تزال الاجيال الجديدة تردده حتى اليوم ولكن لسان الحال وحناجر المغنيات تقول للفنانة أم بلينة (نحن حافظين لودادك).

صحيفة السوداني