مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : قانون التذرع الأمريكي


> كأنما خشيت واشنطن أن يكسب السودان شهادة دولية مستحقة تكشف سوء أخلاق الدولة الأمريكية.. وهذا طبعاً من شأنه أن يبرر لما تسميهم إرهابيين وما تسميه إرهاباً.
> وخشية واشنطن تنفضح في إنقاص رقم المشاركين في التوقيع على رفض استمرار الحظر الاقتصادي الأمريكي.
> فقد صوت ثمانية وسبعون ألف مشارك على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أطلق نشطاء على المواقع حملات تطالب السودانيين بالتوقيع على وثيقة البيت الأبيض. فتفاجأ النشطاء بتغير الاحصائيات ليجدوا أن رقم المشاركين تحول إلى واحد وخمسين ألف.. وهذا يبقى في قراءات المراقبين حول هذا الحظر تصويتاً بالأغلبية على رفض استمراره. والأسوأ من ذلك أن بعض المواطنين السودانيين يشجعون على استمرار الحظر لأنهم ضد استمرار الحكومة الحالية.. لكن واشنطن لم تضرب الحصار على السودان لأنها ضد الحكومة، بل لأنها ضد السودان وشعبه.
> واشنطن لم تهز عرش النظام الحاكم خلال أكثر من ربع قرن، لكنها هزت بالحصار الاقتصادي مشاريع التنمية لأن مشكلتها تقدم وتطور وازدهار السودان.
> المستهدف باستمرار العقوبات هو استمرار التنمية وليس استمرار الحكومة.. لأن حسابات واشنطن هي أن الحكومة لن تشكل خطراً على مصالحها ومصالح إسرائيل وهي في حالة ضعف اقتصادي، وبالتالي ضعف عسكري هجومي. لكن إسقاطها يعني زوال التذرع بالعقوبات بما تذرعت به.. ويفتح فرصة تقدم السودان اقتصادياً وعسكرياً وهذا ما يقلق الاحتلال اليهودي في فلسطين.
> إذن.. من يصوتون ضد رفع الحظر، إنما يصوتون ضد الوطن.. وهذا ما يعجب القوى الأجنبية التي تمد يد التآمر إلى أرقام المشاركين في حملة التصويت.
> ودعك من واشنطن هنا.. فما هو موقف بعض أبناء الوطن من آثار العقوبات ضد الوطن؟ وهل تضررت منها الحكومة أم الشعب؟. وجزء من آثار العقوبات نجده في معرض نظمه ناشطون.. فقد عكس آثار العقوبات في جانب النقل البري والجوي.. وقد قدر الخبراء خسائر السودان من العقوبات بما يقرب من أربعة مليارات دولار سنوياً. لكن إذا كانت واشنطن تتحايل بأن فرض العقوبات يهدد السلم والأمن، فإن الحكومة السودانية أن تجديد العقوبات يمثل تهديداً للسلم والأمن الاجتماعي وسيؤدي إلى إطالة أمد النزاعات في البلاد. فأي الحديثين الأمريكي والسوداني يمكننا أن نرجح صحته؟.. طبعاً واشنطن نفسها تعلم بصحة حديث الحكومة السودانية.. لأنها تعتبر أن الهدف المنشود من فرض العقوبات هو إطالة أمد النزاعات في البلاد.
> إذن.. من زور رقم المشاركين؟ إنه من ادعى أسباباً غير صحيحة.. أسباباً وهمية.. ويبدو أن حرية الصحافة هناك قد أضرت بسمعة واشنطن.. فكان قد نشرت مجلة فورن بوليسي الأمريكية الشهر الماضي تقريراً عنوانه هو )عقوبات أمريكا تحرم السودانيين من الرعاية الطبية .(
> وكل التقارير والتعليقات حول العقوبات الأمريكية تتحدث عن تضرر الشعب منها وليس الحكومة.
> فهل تريد واشنطن من الشارع السوداني إسقاط النظام بالضغط بالعقوبات؟. إذن.. واشنطن تتكئ على حائط مائل.. لكنها لا تقصد هذا.. تقصد معاقبة الشعب لأن أغلبه يكرهها ويكره سياساتها ويعتبرها دولة لصوصية وفاشلة ولا أمن فيها.. وأكبر مساند للاحتلال اليهودي في فلسطين.
> فالمواجهة إذن.. بين الشعب و واشنطن ومن ورائها داعرتها السياسية إسرائيل. والأسباب التي ساقتها واشنطن لتغيير رقم المشاركين تبقى وهمية.
غداً نلتقي بإذن الله…