مصطفى أبو العزائم

“قتيلة الشهدا” سبع سنوات من الانتظار!


غداً (الثلاثاء) التاسع من (فبراير) الحالي، تكمل واحدة من أخطر قضايا القتل في السودان، عامها الثامن ولم يصدر فيها حكم نهائي حتى الآن، وهي التي عرفها الرأي العام بقضية “قتيلة الشهدا” والتي راحت ضحيتها الحاجة المرحومة “ثريا أحمد علي”، وقد نالت تلك القضية اهتماماً من الصحافة والإعلام لغموضها في البداية، ثم لبشاعة الطريقة التي تمت بها الجريمة، إلى أن حلت الشرطة السودانية – مثلما تفعل دائماً – غموض تلك القضية وألقت القبض على المتهم بقتل المعلمة الحاجة “ثريا” بعد أيام قليلة من حدوث الجريمة.
منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا.. رحل كثيرون من ذوي القتيلة الشهيدة، ومن صديقاتها المقربات، وكثير ممن لهم صلة بالقضية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس.. وظل أحد أقاربها، وهو الصديق الدكتور “حسن عبيد” يأتي بانتظام من “لندن” التي يعمل بها إلى “الخرطوم” لمتابعة تفاصيل القضية، التي يعتبرها بعض القانونيين واحدة من أطول قضايا القتل التي نظرتها المحاكم السودانية.
بالأمس اتصل عليّ الدكتور “حسن عبيد” معلناً عن وصوله لمتابعة تفاصيل وإجراءات هذه القضية، وكنت أحسب أن الحكم الذي صدر من قبل بإعدام القاتل قد تم تنفيذه، خاصة وأن الاتهام سبق أن قدم الأدلة والبيانات الكافية مما أقنع محكمة الموضوع بإصدار حكمها بإعدام المتهم بعد الاعتراف الجنائي الذي أدلى به، وبعد التأكد من القصد الجنائي بعد التهديدات السابقة، وتمثيل الجريمة وأدلة الطب الشرعي والمعمل الجنائي.
فوجئت من حديث الدكتور “حسن عبيد” بأن القضية مازالت في انتظار تحديد جلسة لمحكمة الموضوع حسب طلب محكمة الاستئناف الأخير، وقال في حديثه معي إنهم يتمنون سرعة البت في هذه القضية، وقد أيدته في ذلك سعياً وراء تحقيق العدالة، سواء أكان ذلك بالنسبة لذوي القتيلة، أو حتى للمتهم الذي ظل قابعاً في السجن ينتظر مصيره المحتوم، فالتأجيل المتكرر، وما تستغرقه كل مرحلة من مراحل الاستئناف السابقة يسبب الكثير من العناء والعذاب النفسي لأولياء الدم وللمتهم وذويه، خاصة وأن الوقت الذي استغرقه النظر في هذه القضية قد طال وتجاوز ما استغرقه النظر في قضايا مماثلة.
مؤكد أن للقضاء نظرته وتقديراته وهو يسعى لتحقيق العدالة بحيث لا يقع الظلم على أحد، وقضاؤنا مشهود له بالنزاهة والأمانة والعدالة، وللناس ثقة لن تتزعزع في القضاء السوداني، وفي رئاسة محكمة الاستئناف وفي رئاسة القضاء.. لكن الانتظار لسبع سنوات كان وسوف يظل أمراً مقلقاً لأطراف هذه القضية التي شغلت الرأي العام، وظن كثيرون أن الحكم الذي صدر من قبل قد تم تنفيذه.
ثقتنا في عدالة القضاء السوداني تجعلنا نستحضر مثلاً روسياً يقول بأن طاحونة الرب تأخذ وقتاً طويلاً لكنها تطحن ناعماً.