الهندي عز الدين

عقوبات مستمرة ومبعوث أمريكي في “الخرطوم”!!


{ في الوقت الذي يزور فيه “الخرطوم” هذه الأيام المبعوث الأمريكي السابق لدى السودان مستشار رئيس معهد السلام الأمريكي “برنستون ليمان” الذي قابل وزير الخارجية ومساعد رئيس الجمهورية وتجول في مقر الحوار الوطني بقاعة الصداقة أمس، يدفع مندوب الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة بمشروع قرار في مرحلة ابتدائية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بحظر تصدير الذهب السوداني، لإحكام قبضة العقوبات الاقتصادية الظالمة على بلادنا!
{ وللذين لا يعرفون، بمن فيهم الممسكون بملفاتنا الخارجية، فإن المستر “ليمان” يهودي من أب يهودي واعترف في حوار صحفي موجود بالشبكة العنكبوتية أنه (تأثر بالتعاليم والثقافة اليهودية في نشأته الأولى). و”ليمان” هذا هو أحد أهم الخبراء والمستشارين في ما يتعلق بالعلاقات الأمريكية مع السودان بل مع أفريقيا بصفة عامة من خلال مجلس العلاقات الخارجية، ويشغل وظيفة كبير مستشاري رئيس معهد السلام التابع للكونغرس الأمريكي.
{ معلوم أن العقوبات على السودان مصدرها الأساسي وكاتب قانونها وقرارها هو (الكونغرس) وليس الخارجية ولا البيت الأبيض الذي يقوم مطلع (نوفمبر) من كل عام بتقديم طلب روتيني لتجديد حالة الطوارئ القومية حول السودان، المسمى التبريري للعقوبات الإجرامية على شعبنا ودولتنا!
{ وإذا كان السيد “ليمان” الذي أشرف بصفته مبعوثاً شخصياً من الرئيس الأمريكي، على عملية (انفصال) جنوب السودان عن شماله في العام 2011، هو أحد الواجهات (الصهيونية) البارزة في الخارجية الأمريكية ومعهد السلام، وقد كان مسؤولاً من قبل عن ملف (اللاجئين اليهود) في دول الاتحاد السوفيتي في الفترة من العام 1989 إلى العام 1992 م، فضلاً عن عضويته المهمة في (لجنة اليهود الأمريكيين)، فإنه من العبث بمكان أن تدير معه حكومتنا عبر مساعد الرئيس المهندس “إبراهيم محمود” ووزير الخارجية البروفيسور “غندور” حواراً مملاً لا طائل من ورائه حول تحقيق السلام في السودان عبر مفاوضات جديدة ومستمرة مع حركات التمرد في دارفور أو الحركة الشعبية- قطاع الشمال في جنوب كردفان.
{ الطريق العملي للتحاور مع مثل هؤلاء المبعوثين المتآمرين على شعبنا، إما أن يكون حواراً مكشوفاً وصريحاً باعتبارهم ممثلي (إسرائيل) في الإدارة والكونغرس الأمريكي، أو طردهم ومنعهم من دخول البلاد.. لا خيار ثالث.
{ عن أية ديمقراطية وسلام يحدثنا المستر “ليمان”، وقد كان سفيراً للولايات المتحدة في “إثيوبيا” ودول أفريقية أخرى ترتبط بعلاقات ممتازة مع بلاده، رغم أنها تفتقر لأدنى مقومات الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير؟!
{ ليس من حق أمريكا أن تفرض على بلادنا عقوبات لئيمة وقاسية تستهدف تجويع شعبنا وإفقاره، ثم تبعث لنا بالمبعوثين من “ليمان” إلى “دونالد بوث” الذي يجتمع اليوم في “لندن” مع مبعوثين آخرين، للتقرير بشأن مستقبل السودان السياسي!!
{ إما أن تمنعوا هؤلاء الأعداء من زيارة الخرطوم وتغلقوا السفارة الأمريكية بسوبا، أو أن تديروا معهم حواراً واضحاً ليس من بين أجندته المفاوضات مع حركات التمرد، ولا السلام في دارفور، ولا مخرجات الحوار الوطني، حوار يمضي إلى (لب القضية) وسبب الاستهداف، وهم يعرفون وأنتم تفهمون أو هكذا المفروض.
{ غير هذا، فإن استقبال المبعوثين الأمريكان وأعضاء الكونغرس، وسفر أعضاء من المجلس الوطني إليهم ليس سوى سذاجة سياسية وجهالة دبلوماسية، واستهتار بآلام شعبنا الصابر (الممكون).
{ تعلموا من مفاوضات “إيران” مع هؤلاء البرابرة.