الهندي عز الدين

وشهد أهم شاهد من “إبراهيم مالك”!!


{ما يزال وزير الصحة بولاية الخرطوم البروفيسور “مأمون حميدة” يكابر، يعاند ويغالط واقع الحال ويبرر على لسان مرؤوسيه بالوزارة في تصريحات للصحف، بأن (استقالة مدير عام مستشفى إبراهيم مالك أسبابها واهية) !!
{لقد ظللنا نكتب لأكثر من عام، ننبه والي الخرطوم السابق ثم نلفت نظر وعناية الوالي الحالي لخطر تفكيك أكبر وأعرق مستشفى في السودان واستبداله بمستشفى أصغر داخل (حي الصحافة) اسمه “إبراهيم مالك”.
{لم يسمع لنا المسؤولون لأن لديهم قناعات في (شطارة) “مأمون حميدة” وقدرته على التغيير، والغريب أن (شطاراً) سبقوا “حميدة” على مقاعد الولايات والوزارات والمراكز ذهبوا إلى حال سبيلهم ولم تشفع لهم (شطارتهم) عندما كذب الواقع مشروعاتهم التخيلية، مثل الدكتور “عبد الحليم المتعافي”، الدكتور “أزهري التيجاني”، الدكتور “إدريس عبد القادر” والأستاذ “سيد الخطيب”، الفريق أمن “يحيى حسين”، الدكتور “حسن أحمد طه” والدكتور “الفاتح علي صديق” وغيرهم، كل في مجاله .
{الدكتور “مأمون حميدة” ليس استثناءً من هؤلاء وغيرهم، فهو واحد من طبقة صفوة مثقفي وأكاديميي (الحركة الإسلامية) الذين عاش بعضهم في (الغرب) حيناً من الدهر، وهي طبقة صغيرة باردة .. متخندقة ومنفصلة عن محيطها، تنظر من علٍ بعين خيالية مترفعة إلى هموم مجتمعها واهتماماته وطموحاته .
{ولأنها صفاتهم، فلابد أن يناطح بروف “حميدة” الصخر ليؤكد أن الدكتور “خالد بخيت” مدير مستشفى إبراهيم مالك (المشروع البديل لمستشفى الخرطوم)، كانت أسبابه واهية عندما قدم استقالته في السابع من فبراير الجاري وذهب إلى بيته مطمئن البال، مستريح الضمير!
{لكن مدير المستشفى صدق توقعاتنا بياناً بالعمل، وكذب خطة البروف الخيالية أو ربما المتعمدة لشيء في نفس يعقوب، المهم أن المشروع فشل وأن الحكومة كلها ذهبت وراء بروف “مأمون” إلى حتف (النظام الصحي) في ولاية الخرطوم وبالتالي غالب السودان، إذ ينهمر أكثرية مواطني الولايات الأخرى على مشافي العاصمة لتلقي العلاج لعدم وجود اختصاصيين بولاياتهم في التخصصات المختلفة !!
{ولاقى خطاب استقالة مدير المستشفى (البديل) انتشاراً واهتماماً كبيراً في شبكات التواصل الاجتماعي وكأن المستقبل هو والي الخرطوم نفسه، وليس مدير مستشفى، لماذا؟ لأن قضية تفكيك مستشفى الخرطوم، خاصة نقل قسم الطوارئ والإصابات من مركز المدينة، يمس حياة ملايين البشر من سكان الولاية، وهكذا كان الاحتفاء بالاستقالة عبارة عن (استفتاء شعبي) حقيقي يؤكد رفض المواطنين للفكرة .
{يقول المدير في خطاب استقالته:(سعة المستشفى لا تفي باستقبال الأعداد الكبيرة من المرضى، ما يجدنا عاجزين عن تقديم الخدمة المثلى لهم وشعورنا بالتقصير الدائم) .
{هذا السبب وحده دون غيره من الأسباب الـ(9) الأخرى التي أوردها المدير المستقيل، كافٍ لتأكيد الخطأ الفادح الذي وقع فيه الوزير وأوقع فيه حكومة الولاية بالإصرار على نقل أقسام مستشفى الخرطوم قبل تجهيز وترتيب البدائل والمواعين المناسبة لتغطية الخدمة، وأي خدمة، تلك المتعلقة بحياة الإنسان أو موته خلال كسر من الثانية !
{يجب أن تراجع حكومة الولاية خطاب استقالة مدير مستشفى إبراهيم مالك، فهو طبيب مهني وليس كادراً سياسياً معارضاً، ولولا أنه من المؤتمنين لما اختاره “مأمون” في هذا الوقت الحرج مديراً على المستشفى .
{إعادة قسم الطوارئ والإصابات لمكانه في مستشفى الخرطوم هو القرار الصحيح بدلاً من (ركبان الرأس) ومجاراة البروف في مشروعاته التي(ستغطس حجر) ما تبقى من صحة في الخرطوم.