الطيب مصطفى

بين المجلس الأعلى للتصوف و(شيخ) الامين !


ضحكت عندما اتصل بي وكيل النيابة ليبلغني بأن (شيخ) الأمين قد رفع دعوى ضدي أمام محكمة الصحافة فقلت في نفسي إنها فرصة ، ورب الكعبة ، لكي (أمرمط) هذا الدجال وأعريه وأشباهه ممن استغلوا الفراغ الذي يغمر حياة بعض الشباب ليغرّروا بهم ويغمسوهم في شركيات وضلال كبير ويشوّهوا الدين ويجعلوه مجرد طقوس من الأباطيل والخزعبلات بدلاً من أن يبرزوه بحقيقته الناصعة كدين لتحرير العقل والنهوض بالمسلم إلى مراقي الكمال الإنساني.

لقد حزنت والله أن يعصف هذا الدجال الجهلول بوحدة المجلس الاعلى للتصوف، وكان حزني أشد أن يستقيل رئيس المجلس العالم النحرير والشيخ الجليل الخليفة الطيب الجد العباس ود بدر ونائبه الشيخ الدكتور الطيب الشيخ الفاتح قريب الله ثم رئيس مجلس الشورى ، خليفة أم مرحي الشيخ عبدالرحيم محمد صالح، كما أن هناك حالة من التململ والانقسامات طالت المجلس.

وتساءلت بحرقة والألم يعتصرني : هل يعقل أن يحدث كل ذلك الزلزال بسبب هذا الدّعي الجاهل الذي لا يحسن قراءة قصار السور في (جزء عمّ) ناهيك عن أن يحفظ القرآن الكريم ويتبحّر في علوم الدين؟!

كنت، والحق أقول، أتوقع من قديم أن يقوم المجلس بالتحقيق مع ذلك الدعي الجهلول ومع أشباهه منذ أن حدثت احتكاكات وتحرشات بين أهل حي ود البنا والأحياء المجاورة وبين شيخ الأمين وحيرانه خاصة بعد اعتداء بعض اولئك الحيران على شاب من الحي أوشك أن يفقد حياته ثم بعد أن انتشرت صور الأمين المسيئة للتصوف خاصة بين حيرانه الذين كان بعضهم (يتدردقون) على الأرض حوله أحياناً وفي أحايين أخرى يجلسون القرفصاء عكوفاً أمامه كأنهم مخدرون وهم مطأطؤو الرؤوس، بينما هو جالس على كرسيّه ينثر عليهم (بركاته) رغم (بلاويه) وأفعاله المشينة التي تسببت في طرده وحظره من دخول دولة الأمارات ومصادرة ممتلكاته التي حصل عليها في تلك الدولة بأساليب قذرة هي التي فضحته وسجنته قبل طرده وهي التي تسببت كذلك في إغلاق زاويته في ود البنا بعد أن أصبحت مهدداً امنياً واجتماعياً للمنطقة.

حق للخليفة الطيب الجد أن يتبرأ من البيان المزور الذي أصدره بعض المنتسبين للدجال الأمين كونه لم يره ولم يستشر قبل أن يصدر باسمه فقد بلغ الانحطاط بأولئك المزوّرين الذين يتحدثون باسم التصوف وباسم الدين الذي هو منهم براء ألا يكتفوا بإصدار البيان إنما وضعوا فيه صورة رئيس المجلس الشيخ الطيب الجد حتى يخلعوا على البيان مصداقية لن تنال إلا باصداره من قامة ورمزية الشيخ الوقور الطيب الجد، بل أن ألاعيب (الشيخ) الأمين ومشايعيه بلغت درجة المطالبة بإرجاع زاويته التي أقامها ضراراً وشعوذة ودجلاً ليمارس فيها وحيرانه (الجكسي) طقوسه الغريبة!

لقد أحدث ذلك الدجال في المجلس الأعلى للتصوف انقساما ينبغي أن يتدخل العقلاء لعلاجه وليت الشيخ عصام البشير والشيخ الصافي جعفر يتوليان الأمر بما يعيد الأمور إلى نصابها، فأمثال الخليفة الطيب الجد لا ينبغي أن يتركوا مواقعهم للدجالين والجهلة وتجار الدين إنما ينبغي أن يزاح من المجلس من يسيئون إلى التصوف ويضم إليه أهل التدين الصحيح من العلماء الذين ينبغي أن ينهضوا بواجب الدعوة إلى الله بعيداً عن مظاهر الدجل والشعوذة.

دمغني بعض حيران الأمين بالعداء للتصوف وكأن الدجال الأمين يمثل المتصوفة وليتهم لو علموا أني مسمى على الشيخ أحمد الطيب ود البشير وقد زرت الغار الذي كان يتعبد الله تعالى فيه في أم مرحي بصحبة والدي رحمه الله تعالى وليتهم لو علموا العلاقة التي تربطني بالخليفة الطيب الجد الذي كثيرا ما ألبي دعواته وكذلك بالعلاقة التي كانت تربطني بالشيخ البروف حسن الفاتح قريب الله الذي كنت أزوره وقد زارني للعزاء في ابني الشهيد أبي بكر تقبله الله.

إن على المجلس بعد إعادة هيكلته وإزالة الدجالين من صفوفه أن ينقي التصوف ممن يمارسون الدجل والشعوذة فهؤلاء لا يشكلون خطراً على التصوف إنما على الإسلام وشرائعه.