حوارات ولقاءات

الدرامي والمسرحي محمد صالح في استضافة «نجوع»:


محمد صالح حسن، من غرب شندي درس بجامعة النيلين تربية دراما، وتخصص في الدراما التعليمية، ودرس المحاسبة بجامعة السودان، وتلقى دورات تدريبية خارج السودان في مصر والامارات والأردن «الإخراج التلفزيوني ــ الإخراج السينمائي، ودورات في التصوير والإضاءة»، وعمل لفترة في هيئة البث، ومدير ادارة الانتاج البرامجي في اذاعة الفرقان لمدة ثلاث سنوات، كما انه انضم اخيراً لمجموعة مسرح البقعة كممثل مشارك، وتمكن أخيراً من انتاج فيلم وثائقي.. التقته «نجوع» وادارت معه حديثاً عن مشكلات الدراما في ما يتعلق بالانتاج والتسويق والمعيقات الأخرى التي تؤرق قبيلة الدراميين.
> بداية.. نود ان نعرف القارئ عن اولى بداياتك في مجال التمثيل؟
< بدأت التمثيل التلفزيوني في عام 1997م، وكنت قد اشتركت في سلاسل تلفزيونية قصيرة «سلسلة مراجيح» مع سمية عبد اللطيف و «بيتنا» و «قرار القاضي» فيلم من اخراج فاروق سليمان. وبعدها اتجهت بنفس المستوى للمسرح وكونت فرقة «مشاوير الكوميديا» وهي مستمرة الى يومنا هذا وتعمل في الدراما الموجهة. > شاركت في مسلسل «نمر من ورق» و «نور» وأيضا شاركت في تمثيل عدد من الأفلام. وقد عملت في فن الإخراج المسرحي والتلفزيوني.. مشاركتك في «امير الشرق» ماذا أضافت لك؟
< «أمير الشرق» أتاحت لي فرصة اوسع من خلال فترة وجودي بالقاهرة، حيث تمكنت من دخول دورات عديدة آنذاك، وتعد تجربتي فيها مكسباً لي. > ما هو الاختلاف الذي التمسته وانت بالقاهرة مشارك وملاحظ للاعمال الاخرى؟
< يختلف العمل التلفزيوني والمسرحي في مصر عنا كثيراً، حيث نجد ان لديهم الاحترافية والتخصصية، بجانب أن موارد مصر الإنتاجية عالية ومتوفرة، بعكس واقع الحال في السودان. > ما هو واقع الحال الذي تعنيه؟
< اعني ان الامكانات المادية تقف عائقاً امام إنتاج أعمالنا التلفزيونية والمسرحية بصورة عامة، فنحن مثلاً اذا اردنا ان ننتج فيلماً ونخرجه بصورة جيدة فبالطبع أن الامر يكلف الكثير من المال، واذا توفق احد المنتجين في اخراج فيلم فقطعاً سيعاني ايضاً لأن التلفزيون يقسط قيمة الشراء، وبالتالي لا تكون هنالك فائدة ملموسة. > ماذا تحتاج الدراما التلفزيونية حتى تنهض مما هي عليه اليوم؟
< الدراما التلفزيونية يجب ان يُعمل لها سوق، لأن الدراما التلفزيونية إنتاجها مكلف جداً، وعلى الدولة ان تجفف الوارد مثلما فعلت سوريا بأن جففت وارد الدراما، وفرضت الدراما السورية على مدى سنوات، وبذلك ضمنت انتشار الدراما السورية وكسبت بذلك عائداً مجزياً. > لكن إذا جُفف الوارد هل نضمن اقبال المتلقي على الدراما السودانية، وهل يمكن ان يكون هو راضياً عنها؟
< للأسف المشاهد لديه مفهوم أن الدراما السودانية سيئة، والمحزن ان الشعب السوداني انطباعي لا يترك لنفسه فرصة تقييم الأشياء بمفرده، وهذا الفهم ربما اضر بالدراما.. كما توجد فجوة كبيرة بين المشاهد والدراما السودانية. > ما سبب هذه الفجوة في رأيك؟
< ذلك مرده الى موسمية الدراما إضافة إلى التحفظ الزائد في المشاهد والعروض، ويجب ان يكون في العرض هامش حريات حتى يكتمل المشهد. > ما هي المشكلات والمعيقات التي ادت الى تدهور الدراما؟
< الانتاج والتسويق من اهم المعيقات التي تعيق عمل الدراما، كما ان النصوص بها اشكالية حيث ان بعضها غير جيد، بجانب انه لا توجد غزارة انتاج كتابي. > اتعني ان كتاب الدراما انتاجهم قليل؟
< قبيلة الدراميين «بما فيها الممثلون والكتاب والمخرجون وغيرهم» معظم افرادها يعانون من ضيق العيش والعائد المادي غير المجزي، لذا نجد ان غالبيتهم اتجهوا لأجل البحث عن فرص اخرى تضمن لهم حياة كريمة، فمنهم من دخل السوق العام، ومنهم من شد الرحال مهاجراً، ومنهم من يأمل في ان ينصلح واقع حاله في هذا المجال، كما اننا نعاني من مشكلة عدم تقييم اعمال الآخرين، بجانب أن قبيلة الدراميين لا تشجع بعضها بعضاً، وامثال هؤلاء هم اعداء النجاح. > حدثني عن تجربتك في انتاج الفيلم الوثائقي؟
< أنتجت فيلماً سينمائياً يعمل بتقنية (hd) وهي اعلى مستوى من تقنية (k4). > ما هو اسم الفيلم؟
< اسمه «الزينة». > هل نحن متقدمون في انتاج الفيلم الوثائقي؟
< السودان غني جداً بالأفلام الوثائقية، والفيلم الوثائقي لديه متعة خاصة الا ان انتاجه يحتاج الى زمن وتكلفة عالية جداً، ويحتاج لترتيب وانتاج جيد. > ما هي في تقديرك المشكلات التي تواجه انتاج الفيلم الوثائقي؟
< الأفلام الوثائقية تواجه مشكلة التصاديق التي لا يتم استخراجها بسهولة، مما يضيع ذلك الوقت ويهدر معه الطاقات، وبالتالي يُحبط صاحب الفكرة. > ألديك تجربة مع الانتاج؟
< عملت في إنتاج البرامج في التلفزيون لمدة سبع سنوات من خلال برامج «بيتنا» «استديو النجوم» و «أفراح الروح» > وحالياً وأنت تظهر في إعلانات عديدة.. هل يمكن القول انك ركزت على الإعلان؟
< اتجهنا للإعلان أكثر، وحالياً نقدم حملات إعلانية ونحاول ان نبتكر اشياءً جديدة، وشاركنا في الاحتفال السبعيني السنوي لليونسكو في باريس، كما شاركنا في المسرح عبر الحدود في إثيوبيا. > لقد قدمت أعمالاً كثيرة ومختلفة.. ما هو أكثر عمل نال رضاءك؟
< أكثر عمل محبب الى نفسي كان عبر مشاركتي في فيديو كليب «حبي ليك كان زادي»، وكنت سعيداً بمشاركتي فيه. > لماذا لا نشعر بأن الفاضل سعيد يتكرر في مبدع ما؟ وكيف تمكن الفاضل سعيد من ترك بصمة واضحة في عالم الدراما والمسرح؟
< الفاضل سعيد ظاهرة لم تتكرر بعد، وقد تمكن بفضل عبقريته أن ينحت في الصخر، واستطاع أن يقدم ارثاً مسرحياً لا يضاهيه فيه احد، وقد اجتهد كثيراً حتى أثبت وجوده من خلال تركه بصمة واضحة في جبين الدراما والمسرح. > هل في زمانه كانت الدراما بخير؟
< في زمان الفاضل سعيد لم تكن هنالك قنوات وفضائيات كثيرة ولا توجد فرص اوسع، لكن كانت الغلبة للموهوبين فقط والمبدعين المتمكنين، بعكس واقع الحال اليوم الذي انتشرت فيه الفضائيات وتعددت الفرص، وتمخض عن ذلك انتشار الأعمال الضعيفة. > مسألة المجاملات والوساطات هل ضيقت الفرص على من هم أجدر بالاستيعاب؟
< إن المبدع الحقيقي لا يتضرر من أي فرد، فالإبداع لا يتعلمونه وانما هو هبة ربانية، وتبقى بعد ذلك فرص صقل المواهب بالدراسات والتجارب والدورات المكثفة، والبقاء بالتأكيد للأصلح والمميز. > خلال الأيام الماضية تمت إعادة انتاج مسرحيات قديمة برؤى حديثة.. هل يعني ذلك اننا أفلسنا تجاه انتاج جديد ام ماذا؟
< اعادة إنتاج مثل هذه المسرحيات تعتبر سلاحاً ذا حدين، واساساً النصوص التي تم تقديمها جيدة وبها كل مقومات العمل الإبداعي، وقد كُتبت في زمان كان يوجد فيه براح وكانت البيئة وقتها جيدة. لكن تبقى الرؤية والمعالجة الحالية للقضية غير المعالجة السابقة، خاصة أن الزمان تغير وتغيرت معه مفاهيم اجتماعية كثيرة. > أيعني ذلك أنه ليست هنالك نصوص جيدة جديدة؟
< نعم.. فقد ذكرت لك مسبقاً أننا نعاني من أزمة حقيقية في النصوص الجيدة، وأن الكتاب انتاجهم ضعيف.الانتباهة